التعادل يرسم لقاءات العودة بالانتقام ويعد الجمهور بالمتعة برشلونة يكتفي بالتعادل ومويز يؤجل معركة الحسم إلى الاليانز أرينا
سراج عصفور
تعادل بايرن ميونيخ حامل اللقب مع مانشستر يونايتد المترنح مؤخرا بهدف لكل منهما، في المباراة التي أقيمت بينهما بذهاب دور الثمانية بدوري أبطال اوروبا بملعب أولد ترافورد معقل الشياطين الحمر، وينتظر الفريقان للقاء العودة الأربعاء القادم، لتحديد الفريق الذي سيتأهل لقبل نهائي التشامبيونز ليغ .
سيطر البايرن على مجريات المباراة وكان الأكثر إستحواذا وخطورة، بينما لعب مانشستر يونايتد بواقعية وعلم مويس فارق الإمكانيات بين لاعبيه والحالة المعنوية، فلجأ للدفاع والإعتماد على الكرة الإنكليزية التقليدية أحرز للمانيو فيديتش د 58 وللبايرن شفاينشتايغر د66.
خطف اتلتيكو مدريد التعادل من مضيفه برشلونة بنتيجة 1-1 في اللقاء الذي جمعهما أمس على ملعب الكامب نو، ليؤجل الحسم إلى مباراة الإياب التي يستضيفها ملعب فيسنتي كالديرون بمدينة مدريد الأسبوع المقبل.
تقدم الروخي بلانكوس بهدف مباغت عن طريق البديل دييغو ريباس، الذي شارك بديلا لدييغو كوستا المصاب مبكرا، في الدقيقة 56، وتعادل نيمار في الشوط الثاني لبرشلونة في الدقيقة 71.
دخل ديفيد مويس المدير الفني للمانيو اللقاء، وهو محاط بضغوط شديدة نظرا لنتائجه السيئة هذا العام، ويعلم أنه يواجه بايرن الذي يرشحه الجميع بالمحافظة على لقبه، ولعب بطريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي ويلبك وروني وفالنسيا.
في المقابل دخل غوارديولا المدير الفني للبايرن اللقاء حاملا على عاتقه ضرورة الحفاظ على اللقب الأوروبي، بعد حسم البوندسليغا لصالح فريقه، ولعب بطريقة 4-4-1-1 بتقدم مولر ومن خلفه روبن .
نجوم الفريقين إتفقوا منذ صافرة البداية على عدم وجود لمرحلة جس النبض في مثل هذه اللقاءات، وإندفعوا مهاجمين وإعتمد مانشستر على الهجوم من الجبهة اليمنى التي يشغلها فالنسيا بمساعدة فلايني، وسبب ويلبك إزعاجا في الدقائق الأولى لدفاع البايرن، وأحرز هدفا في الدقيقة الثالثة ألغاه الحكم لوجود خطأ إرتكبه اللاعب .
الفريق البافاري لعب بطريقة مدربه التي تعتمد على الإستحواذ المستمر على الكرة، والتمرير السريع في مسافات ضيقة، وعدم التقيد بالمراكز، مع مرور الوقت سيطر البافاريون على مجريات المباراة تماما وإستحوذوا على الكرة، وأصبح اللعب في منتصف ملعب مانشستر الذي عاد لاعبوه للدفاع بإستثناء ويلبك، توالت فرص البايرن وتألق دي خيا حارس الشياطين في إنقاذ مرماه من تسديدة روبن، وتحمل الدفاع المتألق مهمة إفساد محاولات مهاجمي البايرن .
دفع مويس بكاغاوا بدلا من غيغز مع مطلع الشوط الثاني، للإستفادة من سرعته في نقل الهجمات مستغلا الإندفاع الهجومي للبايرن، بينما لعب غوارديولا بالتشكيلة نفسها، وتحسن أداء المانيو في الربع ساعة الأولى، وظهر في المناطق الهجومية من خلال إنطلاقات روني وويلبك المزعج لدفاعات البايرن .
كاغاوا السريع إستغل مهارته من الجهة اليمنى، ونفذ عدة غزوات على الدفاعات البافارية وفي الدقيقة 58، أرسل روني عرضية من ركنية لتجد فيديتش الخالي من الرقابة، سددها برأسه في الزاوية اليسرى للحارس نوير محرزا هدفا عكس سير اللقاء .
لم يقف غوارديولا مشاهدا لما يحدث، وأجرى تغييرا بالدفع بالمهاجم ماندزوكيتش بدلا من مولر وضغط البايرن بقوة، وفي الدقيقة 66 أرسل رافينيا عرضية من الجهة اليمنى هيئها ماندزوكيتش برأسه لشفاينشتايغرالذي سددها قوية بيسراه سكنت الزاوية اليمنى العليا للحارس دي خيا محرزا هدف التعادل للبايرن .
البحث عن الفوز كان شعار غوارديولا ومويس فدفع مدرب البايرن بغوتزه بدلا من كروس، بينما أشرك مدرب المانيو أشلي يونغ بدلا من بوتنر، وتوالت هجمات البايرن الى أن انذر الحكم خافي مارتينيز ليغيب عن لقاء البايرن في العودة ويطرد شفاينشتايغر في الدقيقة الأخيرة من اللقاء لخشونته مع روني ليغيب عن البايرن أمام المانيو في أليانز اَرينا، وينتهي اللقاء بالتعادل الايجابي بهدف .
وسيطر التعادل على لقاءات الفريقين هذا الموسم حيث تعادلا 3 مرات في منافساتهما المحلية بأسبانيا، وفي الوقت نفسه فأن هذا التعادل يصب في مصلحة أتلتيكو على اعتبار أنه نجح في التسجيل خارج ملعبه على « كامب نو»، والتعادل السلبي في لقاء الإياب على ملعب فيسنتي كالديرون يعني تأهله إلى الدور قبل النهائي.
تأثر أتلتيكو مدريد كثيرا بالتغيير الإضطراري بخروج دييغو كوستا للإصابة في الدقيقة 30 والدفع بدييغو ريباس صاحب هدف التقدم، وقبلها كان برشلونة قد أضطر لتغيير مدافعه جيرارد بيكيه للإصابة وشارك بدلا منه مارك بارترا.
على عكس المتوقع نجح أتلتيكو في فرض سيطرته نظرية مبكرا على منطقة المناورات في وسط الملعب إعتمادا على وجود الخماسي تياغو وفرناندو وأمامهم كابي وأردا توران وديفيد فيا وكوكي والذين يتحركون ككتله واحدة دفاعا وهجوما، مع بقاء دييغو كوستا في المقدمة.
فوجيء برشلونة بالهجوك المبكر من قبل ضيوفهم، وسعى اللاعبون إلى محاولة إمتصاص هذا الحماس مع محاولة الإعتماد على التمريرات الطولية أو السريعه عبر تشافي وفابريغاس لإجبار لاعبي أتلتيكو على التراجع للخلف، مع إنطلاقات نيمار وإنييستا على الأطراف، وميسي من العمق.
ولم ينجح أتلتيكو في ترجمة رغبتة وسيطرته الظاهرة إلى تهديد رسمي وواضح على مرمى بينتو، حارس برشلونة العائد للمشاركة بعد طول غياب نتيجة إصابة فالديس، إلا من خلال فرصة وحيدة أتيحت لديفيا فيا جاءته هديه بالخطأ من بينتو التقطها التركي توران ومررها لفيا داخل المنطقة سددها بجوار القائم الأيسر مباشرة.
بمرور الوقت استعاد برشلونة سيطرته على اللقاء، ورغم التغيير الأضطراري الذي اجراه تاتا بالزج بالمدافع مارك بارترا بديلا لجيرارد بيكيه المصاب في الدقيقة 11، إلا أن هذا لم يؤثر في هذا التوقيت على فرض البارسا سيطرته، وبدأ البرغوث ميسي في إتخاذ وضعية التهديد حول منطقة جزاء تيبو كورتوا حارس أتلتيكو، ونجح في إهداء إنييستا فرصة خطرة داخل المنطقة، إلا أن الحارس كورتوا نجح في التصدى للتسديدة وإنقاذ فريقه من أول فرصة لأصحاب الأرض.
وسط تحول الأداء الذي حدث في اللقاء، بميل الأفضلية لمصلحة برشلونة، وتحول أتلتيكو لمحاولة الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، جاءت اللطمة الكبرى للروخي بلانكوس في تجدد إصابة أفضل لاعبيه دييغو كوستا الذي أضطر للخروج ودفع مدربه سيموني بدييغو ريباس بدلا منه في الدقيقة 30.
مع إنطلاق الشوط الثاني، سيطر البارسا على مجريات الامور مع ثبات الدفاع الصارم لأتلتيكو وغياب الشق الهجومي عن أدائه، إلا أن المفاجأة جاءت سريعا عكس سير اللقاء بتصويبة مباغتة من البديل دييغو ريباس وجدت طريقها تماما إلى المقص الأيسر لحارس برشلونة بينتو الذي لم يستطع أن يفعل معها أي شيء، معلنا هدف التقدم لأتلتيكو في الدقيقة 56.
إنقلب اللقاء إلى هجوم برشلوني كاسح، فدفع تاتا بمهاجمه سانشيز بدلا من لاعب الوسط فابريغاس، ورد عليه سيموني بالدفع بلاعب الوسط المدافع سوسا بدلا من المهاجم ديفيد فيا.
وتألق إنييستا في قيادة فريقه وبتمريراته القاتلة، وبشكل أفضل من ميسي ونيمار، ونجح بإحدى تمريراته في إهداء نيمار تمريرة بينية رائعة خلف المدافعين ليتقدم المهاجم البرازيلي ويسددها بإقتدار في الزاوية اليسرى البعيدة لكورتوا محرزا هدف التعادل لبرشلونة في الدقيقة 71.
أستمر الحصار الكتالوني المشدد للفريق المدريدي بحثا عن هدف الفوز لكن استبسال المدافعين أجبر البارسا بالاكتفاء بالتعادل وانتظار لقاء العودة لحسم التأهل.