زعماء الاتحاد الأوروبي والبلقان يتفقون على خطة بشأن الهجرة

أعلنت المفوضية الأوروبية أمس أن زعماء الاتحاد الأوروبي والبلقان اتفقوا خلال اجتماع في بروكسيل على خطة من 17 نقطة للتعاون بشأن مواجهة تدفق المهاجرين عبر شبه جزيرة البلقان.

ومن بين التدابير التي اتُفق عليها خلال اجتماع عقد في بروكسيل مساء الأحد ضرورة توفير 100 ألف مكان في مراكز الاستقبال على طول الطريق من اليونان إلى ألمانيا نصفها في اليونان والنصف الآخر في دول إلى الشمال، حيث ستساعد وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين في إقامتها.

واتفق الزعماء أيضاً على أن تعزز وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود فرونتيكس نشاطها على الحدود بين اليونان ومقدونيا لضمان تسجيل الأشخاص الذين يحاولون العبور.

وفي السياق، قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية للصحفيين «لقد أوضحنا تماماً ضرورة وقف سياسة مجرد تمرير الأشخاص»، مشيراً إلى اتفاقات للتعاون وتفادي الإجراءات الوطنية المنفردة التي ساهمت في الفوضى عبر المنطقة.

وأضاف يونكر أن الاتحاد الأوروبي سوف يرسل هذا لأسبوع 400 شرطي إلى سلوفينيا، لمساعدتها على التعامل مع تدفق اللاجئين إلى أراضيها، وقال: «نحن الاتحاد الأوروبي سنرسل خلال أسبوع 400 شرطي إلى سلوفينيا».

من جهة أخرى، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «يجب على أوروبا إظهار أنها قارة قيم وقارة تضامن… هذا حجر أساس ولكننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات كثيرة أخرى».

ميركل أشارت الى أن زعماء وسط وشرق أوروبا المجتمعين في بروكسيل يحتاجون لمساعدة من تركيا لحل أزمة المهاجرين، وقالت: «لن نحلّ مشكلة اللاجئين تماماً، نحتاج إلى أشياء أخرى، منها إجراء المزيد من المحادثات مع تركيا في هذا الشأن».

وتابعت المستشارة الألمانية قولها: «نستطيع مع تركيا فحسب أن نحول اللاشرعية إلى شرعية»، مشيرة إلى أنه من المهم أن تجرى المفوضية الأوروبية مزيداً من المحادثات مع تركيا في قضية الهجرة.

وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي تراجع شعبية تكتل المحافظين بزعامة ميركل إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، في وقت صعد حلفاؤها في ولاية بافاريا انتقادهم لأسلوب تعاملها مع أزمة اللاجئين.

وقال هورست سيهوفر زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا التي تمثل نقطة دخول معظم المهاجرين الآتين إلى ألمانيا إن وجود الكتلة المحافظة في خطر إذا لم تصحح ميركل سياستها المتعلقة باللجوء.

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «إيمند» تراجع التأييد للمحافظين بزعامة ميركل نقطة مئوية إلى 36 في المئة وهو أدنى مستوى منذ أيلول 2012 كما أظهر ارتفاع التأييد لحزب الخضر المعارض نقطة ليصل إلى عشرة في المئة.

وظلت الأحزاب الرئيسية الأخرى من دون تغيير مع حصول الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يتقاسم السلطة مع ميركل على 26 في المئة وحزب البديل من أجل ألمانيا المعارض للهجرة على سبعة في المئة.

وانتقد بعض المحافظين ميركل لفتحها حدود ألمانيا أمام اللاجئين السوريين في خطوة يقولون إنها تحفز مزيداً من المهاجرين على المجيء إلى ألمانيا. ويريد منتقدون ولاسيما في بافاريا فرض قيود على عدد اللاجئين الذين يسمح لهم بدخول البلاد.

وتتوقع ألمانيا وصول ما لا يقل عن 800 ألف لاجئ هذا العام، وهو ما يمثل نحو واحد في المئة من السكان. ومع مواجهة المدن الألمانية صعوبة في العناية بأمر المهاجرين والتصدي لهجمات اليمينيين على الملاجئ تبدو فكرة ميركل بأن ألمانيا ستتغلب على هذه المشكلة متفائلة في نظر ناخبين كثيرين.

ومن جهة أخرى، حذر رئيس الوزراء السلوفيني ميرو سيرار، أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ في الانهيار في حالة عدم اتخاذه إجراءات فورية وملموسة، مؤكداً أن من الضروري اتخاذ إجراءات فورية وملموسة على أرض الواقع لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر دول البلقان.

الى ذلك، رفعت النروج أمس توقعاتها بشأن عدد طالبي اللجوء الذين سيصلون في 2015 قبل أن تقدم الحكومة اليمينية تعديلاً لموازنة عام 2016 قد يزيد الإنفاق الحكومي للتعامل مع الأعداد المتزايدة التي تصل البلاد.

وقالت مديرية الهجرة النرويجية إنها تتوقع الآن استقبال ما بين 30 ألفاً و35 ألف طلب لجوء هذا العام في زيادة عن تقديراتها السابقة في الخامس من تشرين الأول باستقبال ما بين 20 ألفاً و25 ألف طلب لجوء.

وفي شأن متصل، أعلن الهلال الأحمر الليبي، العثور على جثث 43 مهاجراً على السواحل الليبية شرق العاصمة طرابلس.

وصرح المتحدث باسم الهلال الأحمر محمد المصراتي: «أخطرنا سكاناً من المنطقة بوجود جثث على الشواطئ قرب ميناء زليتن، وعثرنا في البدء على 25 جثة وعلى أربع لاحقاً».

ولم يدلِ المتحدث بتفاصيل حول البلدان التي أتى منها المهاجرون، لكن وكالة الأنباء الرسمية التابعة لسلطات طرابلس، أشارت إلى وفودهم من دول أفريقية عدة.

وعلى بعد 40 كيلومتراً جهة الغرب، أعلن الهلال الأحمر أيضاً العثور على جثث 14 مهاجراً آخرين قرب مدينة الخمس الساحلية شرق طرابلس.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر في الخمس فوزي عبدالعال: «وصلتنا معلومات صباحاً عن وجود جثث على شاطئ سيلين» قرب الخمس، موضحاً أن أصحابها ينحدرون من دول أفريقية.

وباتت ليبيا وسواحلها الممتدة بطول 1770 كيلومتر نقطة انطلاق محورية للمهاجرين إلى أوروبا، نتيجة عدم ضبط الحدود والإمكانات الضئيلة لجهاز خفر السواحل فيها وبسبب الفوضى السائدة في البلاد التي يمزقها العنف.

ويحاول المهاجرون الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تبعد من السواحل الليبية نحو 300 كيلومتر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى