الجبوري: لصنع التغيير نحو عالم عربي يحترم الإنسان

يوسف الصايغ

شهد قصر الأونيسكو في بيروت أمس، انطلاق أعمال المؤتمر الدوليّ الأول للحرّية وحماية حقوق الإنسان والسلام العالمي، برعاية وزارة العدل اللبنانية، بحضور ممثلين عن وزراء لبنانيين، وعن مرجعيات روحية، إضافةً إلى نقيب الصحافة اللبنانية السابق محمد بعلبكي، العميد فادي سليمان، وسفيرَي السلام والنيّات الحسنة حسان حوحو وعلي عقيل خليل، وفاعليات وحشد من رجال الدين والعلماء، إلى جانب ناشطين في مجال حقوق الإنسان وممثلين عن منظمّات المجتمع المدني في العالم العربي.

الجبوري

بعدما ألقت كارولين كلاس كلمة التعريف، ألقى رئيس المؤتمر عاصم الجبوري كلمة قال فيها: «يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء والتركيز على واقع حياة يجب أن تسودها الحرّية والكرامة والعدالة الاجتماعية للجميع من دون التمييز بينهم في العرق والجنس واللون والدين، وتوفير الفرص للجميع ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، لهم حقوقهم التي كفلها القانون وعليهم واجبات تجاه مجتمعاتهم ودولهم».

وقال: «لقد سعينا إلى عقد مؤتمر يلملم شمل العالم العربي وجراحه النازفة من حولنا، ويضع يدنا على الجرح، فاتحين المجال وباب المشاركة للجميع من دون استثناء، من المسؤولين وصنّاع القرار الحكوميين وممثلي منظمات المجتمع المدني المتخصّصة في مجال حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والشباب، شخصيات أكاديمية متخصّصة في مجالات مختلفة، ووسائل الإعلام بكافة فروعها».

وأعلن الجبوري أنّ المؤتمر يقام في ظل ظروف مفصلية تمرّ بها المنطقة العربية، حيث أفضت التحولات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة، إلى حركات لجوء ونزوح على المستويين الفردي والجماعي، ما شكل فصلاً جديداً في المعاناة الإنسانية من البؤس والفقر والتشرد، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي البحث عن حلول دائمة لأولئك اللاجئين، وإطلاق سراح سجناء الرأي والحرّية.

وأضاف: «أمامنا جميعاً، حقوقيين وإعلاميين ونقابيين وسياسيين وناشطين وممثلي مؤسسات مجتمع مدني، مؤمنين بحقوق الإنسان والحرّيات، أمامنا عمل جبار ينتظرنا للرقيّ بواقع يسوده السلام والعدالة والحرّية وحقوق الإنسان، ويداً بيد ومعاً نصنع التغيير، من أجل عالم عربيّ حرّ كريم، يعيش فيه الإنسان بكرامة ونزاهة وأخلاق، يتمتع بجميع الحقوق والواجبات، مثله مثل أي إنسان يعيش على كوكب الأرض».

جبور

من جهته، ألقى العميد روبير جبور كلمة وزارة العدل اللبنانية، وجاء فيها: «إنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كرّس في مادته الثانية حق كل إنسان في التمتع بكافة الحقوق والحرّيات من دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي. لذلك فإن من واجب الدول تعزيز حقوق الإنسان والحرّيات الأساسية وحمايتها».

وقال: «من الواجب أن يتولى القانون الوطني والدولي حماية حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحرّيات الفردية… إنّ السلام قد يبدو للبعض حلماً بعيد المنال، ولكن بدل أن نستسلم لليأس، يجب أن نعمل كما تعملون وتجهدون أنتم اليوم، لتحقيق الطاقات وتحفيز الشعوب والمجتمعات».

لقاءات

وفي تصريح إلى «البناء» على هامش المؤتمر، أكد الجبوري استقلالية هذه الفعالية عن السياسة، ونفى بشكل قاطع انتماء المؤتمر لأيّ جهة، وهو غير مرتبط مالياً بأيّ فريق سياسي. والتمويل يتم بشكل حصري عبر شخص رئيس المؤتمر.

خليل

بدوره، أشار السفير علي عقيل خليل في حديث إلى «البناء» إلى أنّ إقامة هذا المؤتمر في بيروت وفي هذا التوقيت بالذات، هو للردّ على التكفيريين، الذين يريدون زرع الحرب والحقد والدمار لا سيما في سورية. وقال: «نحن كسفراء لحقوق الإنسان وناشطين، ندافع عن السلام في سورية والعراق واليمن وفلسطين في مواجهة الحالة الوهابية التكفيرية التي جاءت لزرع القتل والدمار، ولنقول إنّ هذه المنطقة ستبقى في موقع الدفاع عن السلام الحقيقي».

كما لفت خليل إلى أن صانع الإرهاب بوجهيه التكفيري والصهيوني، يتمثل بالولايات المتحدة الأميركية. وما يحصل في فلسطين ليس بعيداً عما يحدث في باقي الدول العربية، وعندما تستقبل «إسرائيل» الجرحى من الإرهابيين في مستشفياتها، فهذا دليل على ارتباط «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية ببني صهيون.

الصالح

سفير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان ادريس الصالح أشار في تصريح إلى «البناء» إلى أنّ هذا المؤتمر يأتي في ظلّ الأجواء التي تمر بها الدول العربية، من فلسطين والعراق وسورية إلى اليمن، وذلك لتكريس الجهود حول حقوق الإنسان من بيروت المقاومة والعروبة وموطن كل المقاومين الشرفاء.

وأضاف: «هدف المؤتمر توحيد الجهود ليعمّ السلام الدول العربية، لا سيما في فلسطين، وفي كل الدول التي عانت شعوبها من التشرّد».

غنايم

رئيس البرلمان الدولي في الأمم المتحدة محمد غنايم لفت في حديث إلى «البناء» إلى أن هذا المؤتمر لهو رسالة من أجل تحقيق السلام للشعوب. وإنّ شعبنا الفلسطيني عندما يقاتل، فذلك بهدف تحقيق السلام وتحقيق الحرّيات من أجل السلام، والمنطقة كلها ليست ببعيدة عما يحصل في فلسطين، هناك مشاكل في بلدان عربية كثيرة، إذ يتم استنزاف الجميع في الحرب، وجاء هذا المؤتمر من أجل السلام وتحقيقه.

كما أمل غنايم أن يخرج المؤتمر بتكتيكات من أجل تحقيق السلام الذي لا يتحقق كعنوان عريض، بل من خلال توصيات وإجراءات تنفيذية لجهة دعم حقوق الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية، ودعوة جميع الأطراف إلى ردم الهوّة على الساحة الفلسطينية.

أبو شنب

مستشار الشؤون العربية والأفريقية للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان ومجلس الوحدة العربية والتعاون الدولي في السودان صلاح أبو شنب، تحدّث إلى «البناء» قائلاً: «إننا من خلال هذا المؤتمر نطرق الباب الذي لم يُفتح من قبل على صعيد حماية حقوق الإنسان، والتي يتم تجاهلها في جميع المحافل الدولية. وهي إشراقة خير لكلّ العالم العربي والمناطق التي لا يهتم بها من يعتبر نفسه سيداً على العالم. ونأمل عبر توصيات المؤتمر الاستمرار بانعقاده سنوياً، في الدول التي تهتم بحقوق الإنسان، متابعة القضية إلى مستوى الدول المتقدمة في مجال حقوق الإنسان».

وأضاف: «في ظل المآسي التي تحيط بعالمنا العربي، وفي ظلّ خطر التكفيريين والجماعات التي تقتل بِاسم الإسلام، وهي بعيدة كلّ البعد عن الإسلام، نريد أن نقول إن هؤلاء هم على نقيض الإسلام وتعاليمه. الإسلام أتى بالسماح والطيبة وحسن المعاشرة، وهؤلاء الذي يسمّون أنفسم إسلاميين يسيئون إلى الإسلام، وأعمالهم تفضحهم».

معرض فنّي

تخلل المؤتمر افتتاح معرض فنّي ضمّ لوحات ومنحوتات من وحي المناسبة. وفي حديث إلى «البناء»، لفت الفنان التشكيليّ والنحات صلاح نبا الذي صمّم شعار المؤتمر، وهو عبارة عن حمامة السلام، أن الهدف الأساس من الشعار إيصال الرسالة المتعلقة بالسلام والحرّية في العالم، من خلال المنحوتات واللوحات الفنية.

وأضاف نبا: «يشارك في المعرض نحو عشرين فنّاناً، بأعمالٍ تشي بالسلام والحرّية وحقوق الإنسان. وتجسّد هذه الأعمال الفنية الأمل والرغبة بتحقيق السلام بين مختلف شعوب العالم».

دروع تقديرية وتكريم

كما تخلل افتتاح أعمال المؤتمر تقديم دروع تقديرية من قبل رئيس المؤتمر لوزيرَي العدل والاتصالات اللبنانيين، كما قدّم الدكتور زياد جبوري رئيس «مؤسسة قلم» في العراق درعاً تقديرية لرئيس المؤتمر، ومنح السفير علي عقيل خليل رئيسَ المؤتمر درعاً تقديرية لجهوده في مجال الحرّية وحماية حقوق الإنسان والسلام العالمي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى