فلسطين تتطلَّع إلى المستقبل مع برنامج «غراس روتس»
شكّل تاريخ 17 تشرين الأول نقطة انطلاق نحو المستقبل بالنسبة إلى كرة القدم الفلسطينية مع برنامج غراسروتس من FIFA الخاص بتطوير الفئات العمرية الذي بدأ بدورة خاصة لتطوير المدربين قبل اختتامه بمهرجان كروي للاعبين الصغار.
وقد افتتح الدورة رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب بحضور المحاضر الدولي المغربي جمال الدين لحراش، الذي سبق أن أشرف على دورة لمدربي الفئات العمرية في قطاع غزة خلال أيلول الفائت، ومشاركة 29 مدرباً ومدربة من محافظات الضفة كافة في فلسطين.
وقال الرجوب في الحفل الافتتاحي: «أنا سعيد لهذا الجيل من المدربين الذين يعملون على تطوير قدراتهم من خلال الدورات التدريبية. هذه الدورة هي الثانية في فلسطين بعد الأولى في غزة وهي مهمة لتطوير كرة القدم الفلسطينية».
من جهة أخرى، أكّد لحراش أهمية الندوات «في تكوين المدربين القادرين على تدريب وتطوير وصقل المواهب الأساسية للاعبين الصغار،» مضيفاً: «البرنامج التدريبي يعتمد على التقنيات الحديثة في كرة القدم من أجل مساعدة هؤلاء اللاعبين لتطوير مهاراتهم».
وبعد المحاضرات النظرية، تم الانتقال إلى المرحلة العملية من البرنامج الذي اختتم بمهرجان كروي مميز الثلاثاء على ملعب ماجد أسعد بالبيرة شارك فيه المدربون والمدربات بالإضافة إلى العديد من طلاّب وطالبات المركز التقني للموهوبين كروياً والمولودين في الفترة بين 2002 و2005.
التنقيب عن المواهب
لا يقتصر عمل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على العمل الأكاديمي من خلال تطوير المدربين بل يمتد إلى البحث عن المواهب المنتشرة في فلسطين وتنميتها وصقلها قبل دمجها وإشراكها مع المنتخبات الفلسطينية للفئات العمرية من أجل الحصول على الثمار الناجحة.
وقد اعتبر المدير التقني في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أحمد الحسن بأن «المواهب الكروية هي كالجوهرة يجب أن تبحث عنها لأنها لن تأتي إليك بمفردها. نحن نبحث عن المواهب من خلال المدارس مع وزارة التربية ونختارهم أيضاً بناءً على هذه المهرجانات ونوزعهم على المراكز الأكاديمية والأندية من أجل صقل موهبتهم والحصول على النخبة التي تشارك فيما بعد مع المنتخبات الوطنية».
قطعنا شوطاً كبيراً في تطوير كرة القدم للبراعم ونأمل أن نجني الثمار في السنوات المقبلة. كل هذا لم يكن ليحصل لولا دعم FIFA لنا من خلال إرسال محاضرين والمعدّات من أجل إنجاح الدورات الخاصة بالتطوير.
أحمد الحسن
ومن بين هؤلاء المواهب اللاعب محمد غياظة ذو العشر سنوات والذي يتدرب مع نادي مؤسسة شباب البيرة وقد شارك في المهرجان الذي أقيم وتحدث موقع FIFA.com إلى والده عماد الذي شدّد على أهمية هذه المهرجانات الكروية بالنسبة إليه ولولده.
وقال عماد غياظة وهو يراقب ابنه محمد يمرح ويستمتع مع رفاقه في المهرجان: «ساهم هذا المهرجان بخلق تحديات وفرص وإمكانيات جديدة بالنسبة للاعبين الصغار، حيث استطاع ابني محمد التفاعل مع لاعبين آخرين من أكاديميات أخرى ما زادهم خبرة وثقة أكبر بنفسه والمحاولة لتطوير مهاراته وإمكاناته أمام أقرانه من الأطفال. نأمل من خلال الأندية أو الاتحاد الفلسطيني الاهتمام بشكل كبير بهذه الدورات والمهرجانات في المستقبل».
نواة كرة القدم
وقد أكد الحسن أهمية البرنامج في حديثه حيث قال: «البراعم هم نواة كرة القدم وإذا ما أراد أي بلد التقدم في كرة القدم، يجب عليه الاعتماد على البراعم من أجل مستقبل أفضل كروياً».
وأضاف: «هذه الخطة اعتمدها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حيث بدأ بالبراعم وهناك حكمة تقول «خذوهم صغاراً»، وهي تبرز أهمية الاعتماد على الصغار وتنميتهم. لقد أصبح لدينا تركيز بشكل كبير على تطوير مدربي فئات البراعم بالتعاون مع وزارة التربية».
وشدّد الحسن على أهمية هذه البرامج لتطوير اللعبة في فلسطين حيث قال: «قطعنا شوطاً كبيراً في تطوير كرة القدم للبراعم ونأمل أن نجني الثمار في السنوات المقبلة. كل هذا لم يكن ليحصل لولا دعم FIFA لنا من خلال إرسال محاضرين والمعدات من أجل إنجاح الدورات الخاصة بالتطوير».
وقد كاد عمل الاتحاد الفلسطيني على صعيد الفئات العمرية أن يثمر بداية الشهر الحالي مع استضافة تصفيات كأس آسيا تحت 19 سنة على ملعب فيصل الحسيني في الرام والتي احتل فيها المنتخب الفلسطيني المركز الثاني وكان قريباً من التأهل كأحد أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني في المجموعات المختلفة لولا فارق الأهداف الذي صبّ لمصلحة المنتخب اليمني.
واختتم أحمد الحسن حديثه بالقول: «لقد كان منتخب الشباب قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه. نأمل خلال التصفيات المقبلة وبناءً على الخطة الموضوعة من البراعم إلى الناشئين والشباب أن ننجح في تحقيق هذا الإنجاز».
لا شكّ بأن آمال الحسن والاتحاد الفلسطيني ستصبح حقيقة في المستقبل الذي سيكون أفضل بالنسبة للكرة الفلسطينية مع تواصل الاعتماد على تطوير الفئات العمرية.