الراعي: سلام ليس متهوراً ليقدّم استقالته
عاد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي من ميلانو إلى بيروت مساء أمس، في نهاية جولة شملت بولونيا وروما وميلانو، التقى خلالها البابا فرنسيس، وبحث خلال لقاءاته الوضع الراهن في المنطقة ولبنان.
وكان في استقبال الراعي في المطار رئيس المجلس العام الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن، وعدد من المطارنة والشخصيات.
وردّاً على سؤال عن رأيه بتهديد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بالاستقالة أو الاعتكاف في حال استمرت الأمور على ما هي عليه في لبنان، نتيجة عدم تجاوب المسؤولين مع الحاجات المُلحّة، قال الراعي: «أشكّ في أن يقدّم الرئيس سلام استقالته بهذه البساطة، يجب ألّا يقدمها. وبالتالي، لمن سيقدّمها؟ ومن سيقبلها؟ وهل تنقص لبنان خضّات؟ على الأقل يجب على الحكومة أن تبقى موجودة رسمياً، وتجتمع عندما تستطيع، فالرئيس سلام ليس متهوّراً إلى هذا الحد ليقدّم استقالته ويرمي البلد إلى المجهول، هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، نحن نحيّيه ونشدّ على يده، ونتمنّى عليه أن يحافظ على الحكومة، ويجمعها في أقرب وقت».
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان قد تطرّق مع البابا إلى موضوع الفراغ الرئاسي في لبنان، قال الراعي: «هذا الموضوع هو الهمّ الأساس لقداسة الحبر الأعظم، وهمّ الكرسي الرسولي، وهما يعملان على كل المستويات، وبالتنسيق معنا. فالفاتيكان يعمل بما له من تأثير من خلال العمل الداخلي عبر السفارة البابوية في لبنان، وأيضاً يعمل من خلال الخارج لأنه بات من المعروف أنّ القرار لم يعد فقط يقتصر على لبنان».
ووجّه الراعي نداءً إلى الكُتل السياسية والنيابية لتنتخب رئيساً قبل نهاية العام الحالي.
وعن تعليقه على قول البعض إنّ اللبنانيين قد اعتادوا على الفراغ الدستوري، ولم يعد هذا الأمر ذا أهمية بالنسبة إلى الدول المعنيّة بالوضع في لبنان في ظل أزمات المنطقة، أجاب: «هذا الأمر نرفضه رفضاً باتاً وقاطعاً ونعتبره مُشيناً لكرامتنا الوطنية، وأسمح لنفسي بالقول إنّه لجُرم بالنسبة إلى الدولة اللبنانية لأنّ المجلس النيابي موجود ولديه دور أساسي يتمثّل بانتخاب رئيس للجمهورية».
الجلسة التشريعية
وعن رأيه بالجلسة التشريعية المُزمع عقدها قال: «لا أريد أن أعكّر على شيء، ولكن أقول ما داموا قادرين على الاجتماع، لماذا لا يجتمعون لانتخاب رئيس؟ وهل تشريع الضرورة هو أهم من انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل هناك ضرورة أكثر من ذلك؟ أكرّر أنني لا أريد تعطيل عمل الجهات النيابية المُختصة، ولكن لا أعتقد أنّ هناك ضرورة أكثر من انتخاب رئيس جديد للجمهورية. أنا لا أفهم مثل هذا التصرف من قِبَل مجلس النواب».