«اللبنانية الدولية» تفتتح المدينة الثقافية «كلنا للوطن» تحيةً للجيش والقوى الأمنية

افتتحت «الجامعة اللبنانية الدولية»، للسنة الخامسة على التوالي، «المدينة الثقافية» في قصر الأونيسكو، برعاية الوزير السابق عبد الرحيم مراد وحضوره، وقد رفعت لهذه السنة شعار «كلّنا للوطن» تقديراً للجيش والقوى الأمينة.

حضر حفل الافتتاح الدكتور رفعت بدوي ممثلاً الرئيس الدكتور سليم الحص، السفير السوري علي عبد الكريم علي، النواب السابقون: عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، نادر سكر، بشارة مرهج، وزاهر الخطيب، العميد الطيار روفايل عقل ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد الركن جوزف عبيد ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العميد عادل مشموشي ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن إدمون غصن ممثلاً مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة، ورئيس المحكمة العسكرية العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وشخصيات.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني وعرض فيلم وثائقي بعنوان «البقاء للوطن»، فمسرحية من إعداد طلاب الجامعة وتأليفهم.

وألقى مراد كلمة أعلن فيها أنّ «الجامعة اللبنانية الدولية يشرّفها أن تقيم مدينتها الثقافية، هذا المعرض الخاص بالقوى الأمينة، تقديراً من الجماعة للدور الوطني الذي قامت القوى الأمنية وتقوم به وهي مستمرة بأداء واجبها الريادي الحافل بالإنجازات المميزة، سواء على صعيد كشف الشبكات العميلة للعدو الصهيوني وتفكيك حلقاتها والقبض على أفرادها، أو على صعيد كشف الخلايا الإرهابية وملاحقة عناصرها والإيقاع بأعضائها، أو على صعيد أمن المجتمع ككل. إذ تمثّل القوى الأمينة مجتمعة، مؤسسة كاملة متكاملة، ينظر إليها المواطن كعين ساهرة، تحمي وحدة الوطن، وتحقق الاستقرار، وتجعل الحياة اليومية طبيعية في كل الشؤون والمرافق، على رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وعلى رغم الامكانيات المتواضعة، والظلم الذي لحق بالمؤسسات الأمينة منذ الاستقلال حتى اليوم، إذ لم تتوفر لها الإمكانيات المادية والبشرية الكافية. ولا يمكن الفصل، بين هذا الدور الوطني الرائد للقوى الأمينة، وبين دور المقاومة، التي حققت النصر على العدو الصهيوني، ووضعت حداً لعدوانه، وجعلت المواطن اللبناني آمناً على حياته ورزقه وأسرته، فتكامل دورها مع دور المؤسسة الأمينة، وتحققت بهذا التكامل ثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة، وأصبح لبنان دولة قادرة على الدفاع عن نفسها، ولم يعد العدو الصهيوني صاحب المبادرة، ولا يملك وحده زمام الأمور، لأن المقاومة له بالمرصاد».

وألقى غصن كلمة قرعة، فقال: «كلنا للوطن، شعار يختصر في طيّاته كلّ التضحيات التي بذلها الجيش اللبناني والأجهزة الأمينة الأخرى وأبناء الوطن جميعاً في سبيل الحفاظ على هذا المجتمع الذي ننتمي إليه، وفي سبيل التمسك بوحدة أبنائه، على رغم تكوّناتهم الطائفية المذهبية والفكرية وفي سبيل مكافحة الإرهاب».

ثمّ ألقى عبيد كلمة ابراهيم وجاء فيها: «تجاوز الأمن في عصرنا الراهن المفهوم الكلاسيكي الذي ساد لأزمنة طويلة، وأصبح منظومة متكاملة قائمة في ذاتها، يتداخل فيها الجانب العسكري الأمني مع الجانب الاجتماعي الاقتصادي التربوي الصحي، لتؤلف معاً شبكة عنكبوتية متعدّدة الاهتمام: ترصد، تستعلم، تقترح، تستبق، تخطط وتنفّذ. لم يعد الأمن ينتظر الواقعة لتحدث كي ينصرف إلى التصدي فالمعالجة، إنما اتسعت مهمته وتطورت حتى غدت إلى الاستشراف والتوقع أقرب. وهو يحاول أن يبطل الفعل اجتناباً للوصول إلى مرحلة ردّ الفعل. ومن هنا القول ببناء شبكة أمان واقية تحبط الجنوح إلى انتهاك القوانين، وارتكاب الجرائم، واستخدام العنف، والارتهان لآفة المخدرات، والانخراط في التنظيمات الارهابية. فالتربية الصحيحة في المنزل والمدرسة، والتوجيه السوي في الجامعة، والعدالة الاجتماعية، والتقديمات الصحية، والانماء المتوازن، وتكافؤ الفرص أمام الجميع، وحسن رعاية الدولة لأبنائها، كلها عوامل أساسية وحاسمة في بناء مجتمع متماسك، متصالح مع نفسه ودولته. مجتمع يتّسم بالريادة والانتاج، وينمو ويتطور في مناخات من السلم المدني الذي تحتاج إليه الأوطان للنهوض».

وتحدث مشموشي قائلاً: «ما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة إلى لقاءات كهذه بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني لأننا في قوى الأمن الداخلي نؤمن كلّ الايمان أن لا بدّ من تكامل الأدوار بين مختلف الجهات المعنية لمواجهة كل المخاطر الداخلية والخارجية التي تواجه لبنان اليوم».

وأخيراً، ألقى عقل كلمة قهوجي وجاء فيها: «إن أكثر ما نحتاج إليه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، حيث تتقاطع الأخطار الخارجية التي يمثلها كل من العدو الصهيوني والإرهاب، مع المصاعب السياسية الداخلية، العودة إلى الأصول والجذور، أي إلى التمسك برسالة لبنان، وطن التنوع والحرية والإبداع، فلا مكان لهذا الوطن تحت وجه الشمس من دون تلك الرسالة، التي لطالما شكلت علّة وجوده، وسر تألقه بين سائر البلدان».

ختاماً، قدّم مراد دروعاً تقديرية لكلٍّ من ممثلي القادة الأمنيين. وبدوره، قدم ممثل السفير اليمني علي أحمد الديلمي درعاً تقديرية لمراد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى