المرصد

هنادي عيسى

آديل، مطربة بريطانية دخلت الساحة الغنائية عام 2006. ومن الألبوم الأوّل الذي طرحته في الأسواق، حقّقت نجاحاً فاق التوقّعات، وكان عمرها حينذاك 19 ربيعاً. وهي صاحبة صوت قدير ومثقّف موسيقياً، وكان لافتاً أنها في نجاحها لم تعتمد على مظهرها الخارجي. فهي سمنية بعض الشيء. وعلى رغم بعض الانتقادات التي طاولتها، إلّا أنّ آديل أصرّت على عدم الخضوع لحمية غذائية من أجل إنقاص وزنها. وأكّدت أن صوتها هو الأساس في نجاحها إضافة إلى أعمالها المميّزة، لا شكلها الخارجي.

وقد حصدت آديل عشرات الجوائز الموسيقية العالمية. عام 2012 قدّمت أغنية «skyfall»، ونالت انتشاراً غير مسبوق. وبعد ذلك غابت كلّياً عن الساحة، وقيل إنّها قرّرت الاعتزال. إنّما فجأة، وقبل أيام، أعلنت آديل أنّها تنوي إصدار ألبومها الجديد مطلع الشهر المقبل. وطرحت عبر قناتها الخاصة على موقع «يوتيوب»، كليب أغنية «hello». وفي أقل من أسبوع، حقّقت نحو تسعين مليون مشاهدة، وهذا رقم عالٍ قياساً إلى فترة وجيزة جدّاً، ويعدّ نتيجةً لم يسبقها إليها أيّ نجم عالميّ، سواء شاكيرا أم بيونسيه أم ريهانا أم جاستن بيبر… إلخ. وصار العالم كلّه بانتظار صدور الألبوم.

وما هذا النجاح القياسي إلا دليل على أنّ المستمعين الغربيين والعرب، يهتمون في المرتبة الأولى بالصوت والأعمال الغنائية. أما المغنّيات اللواتي يعتمدن على التعرّي والاستعراض، فهنّ في المرتبة الثانية في المجتمع الغربي. أما ماذا عن النجوم العرب الذي يعيش معظمهم على وهم المشاهدات على «يوتيوب»، والتي في غالبيتها تُشرى عبر شركات متخصّصة تبيع المشاهدات والمتابعين على مواقع التواصل الاحتماعي كافة. فإنّ النجوم العرب ـ للأسف ـ بعدما يحقّقون مثلاً مليون مشاهد على «يوتيوب» وذلك بعد مضيّ أسابيع على نشر أعمالهم، يحتفلون ويرسلون البيانات إلى الصحافة. وطبعاً، هذا رقم متدنٍّ جِدّاً نسبةً إلى 300 مليون عربيّ. ولو كان العمل الفنّي جميلاً ومميّزاً في عصر الانحطاط الفنّي الذي نعيشه، لكنّا شاهدنا عشرات الملايين يستمعون إلى هذا العمل الناجح كما حصل مع حسين الجسمي عبر أغنية «بشرة خير»، أو سعد المجرد عبر أغنية «المعلم»، إذ حصد هذان العملان عشرات الملايين في أشهر. وهذا يعتبر إنجازاً. إنما باقي المطربين، فهم يعيشون في عسل البيع والشراء، علماً أنّ أعمالهم لم تعد تحرّك الشارع، بل فقط يعيشون في العالم الافتراضي الذي نتمنّى أن يصحوا منه قريباً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى