الحلّ السوري يبدأ بتقاطع الخطوط المتوازية
محمد محفوض
تسارع قطار التسوية السورية بحراك سياسي وديبلوماسي مكثف على مدى الأيام الماضية، فبعد إقرار الولايات المتحدة بوجوب دعوة إيران إلى الاجتماعات الخاصة بسورية، صرّح ديبلوماسي روسي أمس عن لقاء رباعي حول سورية الخميس في فيينا سبق اللقاء الموسع الذي سيُعقد اليوم الجمعة.
لعلّ أبرز ما خرج به لقاء فيينا الرباعي الأسبوع الماضي هو العمل على تجديد وتوسيع هذا اللقاء ليشمل دولاً أخرى كمصر وإيران وفرنسا المنضمّة مؤخراً، وهو ما يبرهن وجود نية حقيقية يتمّ العمل عليها سعياً وراء حلّ ما لم يتسرّب عن تفاصيله سوى القليل المشكوك فيه.
شحّ التسريبات والغموض الذي يحيط بهذه الاجتماعات يضعنا في جو التسويات الكبرى التي تكتسب جديتها من الغموض الذي يلفها.
تشهد طاولات الاجتماعات هذه تجاذبات عن فترة انتقالية تمتد لستة أشهر وأخرى لثمانية عشر شهراً، إضافة إلى ما يتمّ الترويج له حول حق الرئيس الأسد بالترشّح من عدمه في نهاية هذه الفترة.
وجهات النظر الروسية السورية تتطابق على طاولة الاجتماعات الدولية التي تغيب عنها سورية، ليحضر الحليف الروسي، مؤكداً أنّ أيّ عملية سياسية في البلاد أكانت انتخابات بشقيها الرئاسي والنيابي أو حتى حواراً داخلياً… لا يمكن أن تتمّ قبل القضاء على الإرهاب وبسط سلطة الدولة على أراضيها.
وفيما تتجاوب سورية مع كل المبادرات السياسية الهادفة إلى إنهاء الحرب عليها يستمرّ سلكها الديبلوماسي بتفنيد وتظهير أسباب ونتائج الكوارث الإنسانية التي تعيشها البلاد وأبرزها التشرّد.
سورية ألقت اللوم في هذه الكارثة الإنسانية على الدول التي موّلت الإرهاب ولم تفطن لخطره حتى زارها في عقر دارها. واستغرب مندوبها في الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري كيف أنّ آلاف الإرهابيين الأجانب الموالين لتنظيم «القاعدة» وفروعه بقيت تسمّى «مجموعات معارضة مسلحة من غير الدول».
وأوضح السفير الجعفري أن «جيش الفتح الذي أنشأته الاستخبارات التركية، يضمّ «جيش النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام» الذي ينشط في ريف دمشق وتموّله الاستخبارات السعودية ويضمّ بين صفوفه شيشانيين ومرتزقة أجانب من القوقاز ودول أخرى.
إلى الميدان يطلّ الناطق باسم الجيش السوري ليعلن وفي بيان غلب عليه الطابع الاستخباري أنّ طائرات تركية وقطرية وإماراتية نقلت 500 إرهابي من «داعش» انسحبوا من سورية إلى مطار عدن اليمني، في المقابل وحدة من الجيش تسقط 7 طائرات صغيرة مسيّرة بريف درعا الشمالي.
أعداد قتلى هذه التنظيمات ارتفعت وتيرتها منذ بدء عمليات الجيش المدعومة روسياً من الجو، فمن القضاء على ستين إرهابياً على الأقلّ في ريف إدلب في الساعات الأخيرة إلى صدّ هجوم السفيرة العنيف بريف حلب الجنوبي والذي خلّف مئات القتلى في صفوف هذه التنظيمات.
يتوازى خطا السياسة والميدان على وقع الحرب السورية… يتسابقان في الحسم… بانتظار تقاطعهما… فالتقاطع بينهما يُنهي الإرهاب ويفتح باب السياسة.