«إيران تحتلّ سورية»! ماذا تفعل السعودية في اليمن والبحرين؟
خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الألماني فرانك شتاينماير قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنّ «إيران تحتلّ أرضاً عربية هي سورية»! ورأى الجبير: «أنّ على إيران الانسحاب من سورية والتوقف عن تقديم السلاح لنظام الأسد، وتبتعد من التدخل في شؤون الدول الداخلية، سواء في العراق أو سورية أو اليمن»!
شكراً عادل الجبير لأنك جعلتنا في سورية نعرف من هو العدو الذي يحتلّ أرضنا؟ ومن هو الصديق الذي يقف إلى جانبنا، ليتنا سمعنا مثل هذه التصريحات عن العصابات الصهيونية التي تحتلّ الجولان السوري، وهي اليوم مثلكم تمدّ الإرهابيّين بالمال والسلاح، أو تركيا التي تحتلّ لواء الاسكندرون وتقوم بدعم جميع الحركات المتطرفة بالمقاتلين والمال والسلاح بما فيها «داعش» و»النصرة».
أخبرنا عن البحرين، وعن بلدكم التي وقفت في وجه الشعب البحراني الأعزل وأرسلت «درع الجزيرة» إلى هناك؟
وماذا تفعلون في اليمن؟ هل تحاربون إيران هناك، أم تحاربون وتقصفون جيش اليمن وأهل اليمن وتدمّرون مؤسسات الدولة اليمنية وبنيتها التحتية؟ هل تستطيع أن تقول لنا ماذا يسمّى هذا العمل؟ أليس عدواناً؟ أليس احتلالاًً؟
هل تركتم دولة في غرب الأرض وشرقها إلا وطلبتم منها مرتزقة؟ ألا تشاركون «القاعدة» و»داعش» و»الإخوان المسلمين» في محاربة أهل اليمن؟ ألستم غاضبين من باكستان لأنها لم ترسل قواتها لقتل الشعب اليمني؟ ألم تتحالفوا مع رئيس السودان حسن البشير الملاحَق دولياً وتتدخلوا لدى أميركا وغيرها من الدول حتى لا يُلاحق ويُسجن؟! فقط لأنه يرسل جنوداً عرباً للمشاركة في قتل شعب عربي!
ألا ترى أنّ أغلب إرهابيّي الحركات المتطرفة سواء في العراق أو سورية أو في أيّ بقعة من العالم هم من السعودية أو يحملون الفكر التكفيري بسبب فتاوى شيوخكم المستمرة بحق الآخرين؟ ألم تتصاعد التفجيرات في السعودية ضدّ مواطنيكم الشيعة بسبب هذه الفتاوى؟! ليصبح لديكم في السعودية المؤمن والكافر، وتتكلمون عن النسيج الوطني!
ألا تلاحظ أنّ الدول العربية المقرّبة منكم كمصر والإمارات والأردن هي اليوم أقرب إلى روسيا وإيران وسورية من مملكتكم «القوية الغنية»؟!
ألم ترفض مصر، إرسال قوات برية للقتال في اليمن في إطار ما أسميتموه زوراً «التحالف العربي»، ألم تستقبل القاهرة اللواء علي المملوك، رئيس جهاز الأمن القومي السوري؟ أليست هذه رسالة قوية لكم؟ ما يؤكد التقارب مع سورية ودولتها ومؤسساتها، لأنّ الخطر واحد، وهو الجماعات الإرهابية المتطرفة بالإضافة إلى الكيان الصهيوني.
ألم يقل السيد أحمد أبو زيد المستشار في الخارجية المصرية: «لا خلاف حول مخرجات مؤتمر جنيف، لكن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد من عدمه هو أمر يحسمه الشعب السوري».
إذا كانت لديكم خطوط حمراء بالنسبة للنظام السوري، فإنّ مصر تكون هي أول من خرق هذه الخطوط ورحب بالتدخل العسكري الروسي في سورية، ما جعل سفيركم في القاهرة يغادر وربما إلى غير رجعة.
كل الدلائل تقول إنّ الإمارات ستنسحب من اليمن بسبب تحالفكم مع «الإخوان المسلمين» هناك! وتبقون أنتم وقطر في وحول اليمن يستنزفكم الأميركيون حتى آخر قطرة بترول في السعودية! وآخر قارورة غاز في قطر والأيام آتية وسترون.
أما سورية وبفضل أصدقائها الروس والإيرانيين والمقاومة في لبنان، وشقيقتها مصر، فستقضي على الإرهاب وتبقى موحدة ويبقى الأسد رئيساً فائزاً في انتخابات ستراقبها دول العالم جميعها بما فيها صديقتكم الولايات المتحدة!
أما السعودية فستقسّم وتفكك لأنكم تجاوزتم الدور المنوط بكم، ولم تتركوا لكم شقيقاً إلا وطعنتموه، ولا صديقاً إلا وخذلتموه!