زغرتا تستقبل جثمان توفيق معوض بالزغاريد والورود وتودّعه بالدموع والرثاء
استقبلت زغرتا جثمان رئيس بلديتها توفيق معوض، الذي قضى على إثر حادث سير مروّع في بيروت، بالزغاريد ونثر الورود، وإطلاق المفرقعات النارية والرصاص.
أُخرج الجثمان من براد مستشفى سيدة زغرتا، وكان بانتظاره أبناء زغرتا الزاوية عند السراي، حيث مقر البلدية، فأُنزل الجثمان من السيارة التي كانت تقلّه وحُمل على الأكتاف، فيما سارت الأخويات والفرق الكشفية أمام موكب التشييع الذي أدخل إلى باحة البلدية للوداع الأخير، ثم بدأ يشق طريقه بصعوبة نحو كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في وسط المدينة، يسير وراءه الأب المفجوع الدكتور ألبير معوض، يحيط به جميع أفراد العائلة. وقد استغرقت مسافة المسير بين السراي والكاتدرائية أكثر من ساعة نظراً للحشود الكثيفة التي كانت تنتظر على جانبي الطريق لتلقي نظرة الوداع على نعش الرئيس الشاب لأكبر بلدية مارونية في لبنان، والذي أعطى خلال ولايته القصيرة ما عجز عن إعطائه كثيرون غيره في مناطق كثيرة.
ولُفّ النعش بالعلم اللبناني وعلم نادي «السلام» الرياضي، وسُجّي في قاعة كاتدرائية مار يوحنا المعمدان التي امتلات بأكاليل الزهر وكذلك الشارع المحيط بها.
وشارك في المأتم المهيب الذي أقيم لمعوض، عدد من الشخصيات السياسية ورؤساء البلديات واتحادات البلديات والقيادات العسكرية، إلى جانب محبي المهندس الراحل. وترأس صلاة الجنازة النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي.
شارك في الجنازة النائب أسطفان الدويهي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، النائب زياد أسود ممثلاً رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، طوني ماروني ممثلاً وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، محافظ الشمال رمزي نهرا ممثلاً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، رئيس اتحاد بلديات بشري إيلي مخلوف، الوزيران السابقان يوسف سعادة ويعقوب صراف، النواب السابقون محمود طبو، قيصر معوض وجواد بولس، طوني سليمان فرنجية، ممثلون عن قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، عدد من نقباء المهن الحرة، شخصيات من زغرتا والمنطقة، رؤساء بلديات واتحادات بلديات ومختارون، وحشد جماهيري كبير من مناطق مختلفة.
ألقى أمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس الرقيم البطريركي، فقال: «المرحوم المهندس توفيق شاب طموح ومحب للخدمة العامة، انتخب رئيساً لبلدية زغرتا ـ إهدن وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره. فكان أصغر رئيس بلدية في لبنان، وانكبّ على العمل البلدي بكل نشاط، وركز اهتمامه على محمية حرج إهدن للحفاظ عليها، وعلى كل الشؤون التي تختص بالمدينتين الساحلية والجبلية بكل صبر ووداعة، ونسج علاقات تعاون مع بلديات فرنسية في مشاريع تنمية وتطوير لمدينة إهدن التي كان يحبها بكل جوارحه، ويتطلع إلى وضعها في مصاف أرقى المدن في العالم. وبدأ تنفيذ مشروع لتجميل شوارعها القديمة والمحافظة على طابعها التراثي الفني. وكان من محبي الرياضة ومشجعي نادي السلام، وفرح جداً بإحراز هذا النادي كأس لبنان لهذه السنة، ورافق الفريق في معظم مبارياته، وسخا في تشجيع الشبان على الإقبال على الرياضة التي تهذب الأخلاق وتقرب أبناء المجتمع بعضهم من بعض».
وأشار إلى أن زغرتا تفقد بوداع رئيس بلديتها شخصاً عزيزاً من أبنائها كانت تبني عليه آمالاً واسعة.
بعد ذلك، قلّد ممثل وزير الداخلية، الراحل ميدالية وزارة الداخلية والبلديات لخدماته الجلّى. ثم كان حفل خطابي تأبيني، أمام باحة الكنيسة شارك فيه الشعراء أسعد المكاري، جرمانوس جرمانوس وموسى زغيب، وألقى محسن يمّين كلمة بلدية زغرتا ـ إهدن، كما تحدث رئيس منظمة المدن العربية الدكتور بشير عضيمي، وكلمة أخرى لنادي السلام الرياضي زغرتا، والكلمة الاخيرة كانت لشقيق الراحل جاك معوض، الذي شكر كل من واسى وشارك في العزاء، مؤكداً أنّ الخسارة الكبيرة تعوّضها محبة الناس وثقتهم بأخيه المهندس الراحل، وأنّ العائلة ستبقى وفية لكل من أحبهم وأحبوه، وستكمل رسالة الخدمة العامة في كل ظرف وحال.
ثم تقبّلت العائلة التعازي، ومن أبرز المعزين: رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وعقيلته ريما، وسليم كرم، والوزير السابق فايز غصن، النائب السابق جان عبيد، وحشد من الشخصيات.
وأقيم أيضاً قداس احتفالي لراحة نفس معوض، في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان – زغرتا. وترأس الذبيحة الالهية الخوري أسطفان فرنجية، عاونه الأب بول مرقص الدويهي والأب حنا عبود وخدمه كارلا رميا وإيلي معوض، حضره كل من: القائمقام إيمان الرافعي، طوني سليمان فرنجية، أهل الفقيد، عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمين، رؤساء بلديات ومختارون وممثلون عن هيئات وجمعيات اجتماعية وثقافية وتربوية وحشد من أبناء زغرتا.
وألقى الخوري فرنجية عظة جاء فيها: «توفيق… رحيلك شكّل لناً درساً قاسياً يعلّمنا أن حياتنا الأرضية تافهة، هي لا قيمة لها ولا معنى من دون الحياة الأبدية… أحلامك وأحلامنا ستبقى تنبض في قلوب الصغار والكبار، واسمك سيرتاح في تاريخنا ناصعاً شفافاً».
بعد القداس، تقبلت عائلة الفقيد التعازي، ومن أبرز المعزّين: النائب سليم كرم، روبير فرنجية، إيلي الفرزلي، الوزراء السابقون: فايز غصن وناظم الخوري وجان عبيد، النائبان السابقان: جهاد الصمد وكريم الراسي، رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال على رأس وفد، قائد الدرك السابق العميد جوزف الدويهي، رئيس غرفة الصناعة والتجارة توفيق دبوسي. رئيس مجلس إدارة «L. B. C» بيار الضاهر، رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان طلال مقدسي، إضافة إلى حشد من القادة الأمنيين ورؤساء البلديات في زغرتا والضنية والبترون وطرابلس وبشري والكورة.