صرخة شوق
قالت له: هي الغربة والحيرة يملآن قلبي بالضياع، تائهة، وحيدة. فالغابات مليئة بالوحوش. ليل دامس وهدوء ساكن. غادرتني يا حبيبي ليتها كذبة. ليته حلم أنتظر الاستيقاظ منه على عجل. فمتى يأتي الصباح؟
قال لها: انتظريني يا حبيبتي فلن أطيل الغياب هذا وعد.
قالت له: أناديك دوماً. صرخة شوق تطرق بابك بجنون ولهفة. ولكنني لا أسمع إلا صدى صوتي المجروح الخائب.
قال لها: أنت عصفورة تغرّد حبّاً في قلبي. أرتشفك قهوةً في الصباح، وأسكر على ذكراك آخر أوقات المساء.
قالت له: هو طيفي الذي يلامس روحك ويغرّد في قلبك. أما أنا، فغائبة لا حضور لي معك إلا في الأحلام.
قال لها: لم أكن أعرف أن الحزن مَلَك قلبك وأَسَر روحك سجينة اللحظات. فلا الماضي تقبلينه ضيفاً ولا المستقبل أملاً لك في اللقاء.
قالت له: أحببتك بجنون. وهبتك قلبي وإحساسي ومشاعري. ومن شدة العطاء لم يعد في جعبتي المزيد. فقد جفّت مشاعري وتشقّقت روحي من شدة الظمأ. غادرني النهار ولم أعد أرى ذلك النور الذي يخبرني أن الصباح قد أتى. صرت وحيدةً. وغدت لحظاتي ليلاً كلّها.
تخيلتك دوماً معي في كل لحظة. كنت أشعر بأنفاسك تتجوّل عطراً في أعماق جوفي. كنت أشعر بدفء جسدك يلامس جسدي حناناً وطيبة إحساس لا أستطيع وصفه لك. كنت أشعر بغضبك وفرحك. كنت أتدلّل عليك وأعتب حتى.
تخيلتك وتخيلتك. ولم أتوقف يوماً عن تخيلك. حتى رفض الخيال أن يمنحني طيفك.
قال لها: آه يا حبيبتي. يا طفلتي المدللة. فقد أبكيتِ قلبي حزناً. وذابت روحي إليك شوقاً. والدموع صارت على خدّيَّ سيلاً. ليس ضعفاً بل هو حنانك وطيبك ورقّة قلبك.
قالت له: لا تبكِ يا حبيبي، فدموعك غالية مثل حبّات اللؤلؤ. مثل نجوم الليل لمع بريق شوقك في قلبي. لا تبكِ. فعتبي لك ما هو إلا صرخة شوق.
قال لها: هل ستنتظرين عودتي يا حبيبتي؟
قالت له: سأبقى أنتظرك عمراً ودهراً. ولو عشت العمر عمرين، سأبقى أنتظرك. يا حبيبي ونبض قلبي ونور عيوني.
سناء أسعد