إعدام «داعش» الأطفال للأسرى.. فبركة سينمائية

ينشط «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات والمواقع المختلفة، معتمداً على المادة السمعية البصرية مثل الفيديو والتسجيلات الصوتية، بتقنيات سينمائية أحياناً، ليس من باب الحرص على جودة المادة، بل لأنها أفلام مُفبركة في أكثرها بحسب المخابرات الألمانية وفق ما نقلت صحيفة «إيل تيمبو» الإيطالية على موقعها.

وقالت الصحيفة نقلاً عن تقرير لمكتب حماية الدستور الألماني، جهاز المخابرات، إن أبرز الأمثلة على المشاهد التمثيلة والمفبركة، الأِشرطة التي تصور إعدام أطفال «داعش» لرهائن أو أعداء التنظيم في مناسبات كثيرة، وذلك لتحقيق هدفين اثنين على الأقل، التأثير النفسي في صفوف الجبهة المعادية، وأيضاً استقطاب أطفال ومراهقين جدد إلى التنظيم بهذه الطريقة الإجرامية.

وأكدت المخابرات الألمانية أن الفيديو الذي أظهر طفلاً في الثانية عشرة من عمره، والذي نشره التنظيم في كانون الثاني، وهو يُعدم سجينين رمياً بالرصاص بتهمة التجسس لمصلحة موسكو، فيديو مُفبرك ومصطنع من ألفه إلى يائه.

ونقلت الصحيفة الإيطالية عن مصدر في المخابرات الألمانية أن الجهاز «واثق من براءة الطفل من القتل، ولكنه كان ممثلاً بارعاً ليس أكثر»، وأضاف أن «إعدام الجاسوسين المفترضين، لم يتزامن مع حضور الطفل القاتل في المشاهد التي عرضها التنظيم، ذلك أن زاوية وقوف الطفل وراء السجينين لا يتوافق إطلاقاً مع زاوية الإصابة في الرقبة اعتماداً على طول الطفل، وزاوية تصوير الكاميرا، وإضاءة المشهد». وأوضح المصدر أن نفس المشاهد مع طفل آخر تكررت في فيديو آخر على الأقل، لتكون النتيجة أن الشريط الذي بثه التنظيم، نتيجة عمل إخراجي موجه، وليس تسجيلاً لوقائع حقيقية، وهو ما تأكد للمخابرات مع فيديو إعدام الفلسطيني محمد إسماعيل بتهمة العمالة للموساد «الإسرائيلي»، على يد طفل آخر من نفس سنّ طفل الفيلم الأول.

وأوضح المصدر أن هدف «داعش» الأساسي، إلى جانب كسب الحرب النفسية، استقطاب أطفال ومراهقين جدد بهذه الطريقة المنحرفة إلى معهد ما يسميه بـ«أشبال الخلافة» في الرقة، أو «معهد الفاروق» لإعداد «دواعش» المستقبل، ويبدو أن مشاركة الأطفال في فيديوهات الإعدام، تدخل في إطار المنهج المُقرّر للتكوين في «معهد» تخريج الأطفال القتلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى