دي ميستورا يبحث مع المعلم بنود اتفاق فيينا
استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، في دمشق ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى سورية، وجدد استعداد دمشق للتعاون في جهوده مكافحة الإرهاب وإطلاق الحوار بين السوريين.
وقدم دي ميستورا عرضاً مفصلاً حول الاجتماعات التي أجريت يومي 29 و30 تشرين الأول الماضي في فيينا بمشاركة 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأهم النقاط التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن تلك الاجتماعات.
من جانبه عبر المعلم، عن «أهمية العديد من النقاط الواردة في بيان فيينا لكنه أبدى استغرابه لأن البيان لم يتضمن إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب حتى تصبح جهود مكافحة الإرهاب فعالة ويصبح الحديث عن أي وقف لإطلاق النار مجدياً».
وأوضح المعلم استمرار سورية في مكافحة الإرهاب، مشدداً على «أهمية ما تقوم به روسيا الاتحادية الصديقة بالتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة اللبنانية في هذا الصدد» ومؤكداً أن «أي جهد لمكافحة الإرهاب لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية هو ابتعاد عن هدف مكافحة الإرهاب وانتهاك لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».
من جهة أخرى، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبدى في اجتماع فيينا حول سورية سلوكاً لا يليق بوزير خارجية ما دفع بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، للرد عليه بحدة.
وقال عبداللهيان أمس: «إن الوفد الإيراني سعى في اجتماع فيينا لعدم الدخول في تحدٍّ مع السعودية وركز على طريق الحل السياسي للقضية السورية، إلا أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أدلى بتصريحات غير متزنة ولا أساس لها وأبدى سلوكاً لا يليق بوزير خارجية دولة ما حدا بالوزير ظريف للرد عليه بحدة» على حد قوله.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني: «أنّ الجبير دخل الاجتماع لإقرار جدول زمني قصير لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، عن السلطة»، وأنه «لم يسع أساساً من أجل مفاهيم كحق وإرادة الشعب السوري بتقرير مصيره وأدلى بتصريحات خاطئة».
وتابع عبداللهيان أن ظريف، وفي الاجتماع الرسمي، «لم يعر اهتماماً لبعض تصريحات عادل الجبير، بينما رد بصراحة على اتهاماته التي لا أساس لها، مستعرضاً إجراءات السعودية غير الصائبة تجاه سورية وبعض قضايا المنطقة».
وأكد عبداللهيان أنّ الوفد الإيراني لم يقدم في الاجتماع في فيينا أي تنازل ولم يساوم حول مستقبل سورية السياسي، بل أعلن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصريحة والواضحة بصوت عالٍ.
وكان وزير الخارجية الإيراني أكد فور عودته إلى طهران أن جهود إيران أثمرت عن تصحيح بعض النقاط التي جاءت في البيان الختامي لاجتماع فيينا، واصفاً البيان بأنه جاء معتدلاً نسبياً ولا يتضمن توجهات متطرفة.
ميدانياً، سيطر تنظيم «داعش» الإرهابي أمس على بلدة مهين في ريف حمص الشرقي بعد مبايعة سرية للمسلحين الموجودين داخل البلدة للتنظيم، حيث شن «داعش» هجوماً من جهة القريتين بالتزامن مع إطلاق المسلحين داخل مهين لهجوم آخر استهدف وحدات الجيش السوري المنتشرة في محيط البلدة.
وانتقلت المعارك إلى محيط بلدة صدد القريبة بعد ساعات من سيطرة التنظيم على مهين، حيث تمكنت وحدات الجيش السوري ومجموعات من الحزب السوري القومي الاجتماعي «نسور الزوبعة» من صد الهجوم باتجاه صدد وتكبيد المسلحين خسائر كبيرة.
وفي السياق، شن الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في مهين، ومناطق أخرى على الطريق الواصل بين مع صدد، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات المجهزة برشاشات ثقيلة.
وأكد مصدر ميداني سوري أن «الجيش السوري أعاد انتشاره في محيط بلدة مهين بعد دخول مسلحي تنظيم داعش» إليها، موضحاً أن «مسلحي ووجهاء بلدة مهين … أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش في خرق فاضح للهدنة»، حيث كانت حواجز الجيش السوري موجودة حول مهين وفق شروط هدنة مع مسلحي البلدة.
وأضاف المصدر: «إن الاشتباكات تجددت في صدد ومهين على محاور عدة، مشيراً إلى أنه «ليس هناك تبدل جوهري إذ انتقلت مبايعة العناصر المسلحة في مهين من تنظيم إلى آخر».
إلى هذا استعاد الجيش السوري بلدات عدة في ريف حلب الجنوبي وأصبحت المعارك قرب مدينة الحاضر ذات الأهمية معارك عنيفة تدور شرق المدينة بين الجيش السوري و»داعش» و»جبهة النصرة» و»أحرار الشام».
وفي اللاذقية باغت الجيش المسلحين وتمكن من السيطرة على بلدة و جبل غمام الاستراتيجي في ريف المدينة الشمالي، وقال مصدر عسكري سوري: «اعتمدت وحدات الجيش والقوات المسلحة تكتيكات عسكرية تتناسب مع طبيعة المنطقة القاسية بتضاريسها وغاباتها خلال السيطرة على قرية وجبل غمام».