تقرير

تناول صحف أميركية وبريطانية عدّة قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال قوات خاصة إلى سورية، وتحدثت عن أهميته وما يعنيه في هذا الوقت بالذات.

وقبل أن تعلقّ على القرار، أوردت جميع هذه الصحف عن السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش إرنست توضيحه أن عدد هذه القوات لا يزيد على خمسين، وأنها ستصل إلى سورية بدءاً من الشهر المقبل وستساعد «قوات المقاومة السورية» التي تحارب تنظيم «داعش» في شمال البلاد، وذكر بعضها بالاسم كوحدات حماية الشعب الكردي، في تخطيط العمليات العسكرية، لكنها لن تنخرط في قتال مباشر.

وقالت «واشنطن بوست» الأميركية إن إرسال هذه القوات إلى سورية يؤرّخ للنشر الأول لقوات أميركية في هذا البلد، كما يعبّر عن نقلة كبيرة في سياسة أوباما الذي خفف من إصراره على هزيمة تنظيم «داعش»، وقلقه من تورط القوات الأميركية في وحل الصراع السوري.

وأضافت أن القرار يعبّر عن عدم رضا أوباما المتزايد من توقف التقدم في العراق وسورية، وإحساس قادته العسكريين بأن تنظيم «داعش» يعاني من نقاط ضعف يمكن استغلالها.

ولفت عدد من الصحف إلى أن هذا القرار يجيء عقب التدخل الروسي في سورية ويتزامن مع افتتاح مؤتمر فيينا للسلام السوري. وقالت «واشنطن بوست» إن العمليات العسكرية الروسية لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد عقّدت الجهود الأميركية لمساعدة «المعارضة السورية المسلحة» في شمال البلاد، والتي تخشى واشنطن أن يبتعد اهتمامها عن محاربة تنظيم «داعش» إلى مساعدة حلفائها الذين يحاربون الأسد ويواجهون ضغطاً من جرّاء التدخل الروسي.

وأوردت هذه الصحف تعليقات بعض السياسيين ونواب الكونغرس والخبراء على القرار، مثل السيناتور جون ماكين الذي وصفه بأنه خطوة غير كافية في سياسة التصعيد المتدرج لإدارة أوباما.

وقالت «ديلي تلغراف» البريطانية إن القوات الخاصة الأميركية سبق أن نفّذت غارات في سورية، لكن هذه ستكون المرّة الأولى التي ستقيم فيها هذه القوات على الأرض السورية، ووصفت القرار بأنه تغيّر كبير في التوجه بالنسبة إلى أوباما.

ونقلت «ديلي تلغراف» عن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الجمهوري ماك ثورنبيري، قوله إن هذه الخطوة متأخرة جداً وليست استراتيجية للنجاح، إنها مجرد محاولة من أوباما لتفادي كارثة في وقت سعى فيه إلى كسب الوقت.

ونسبت «إندبندنت» البريطانية إلى المحلل العسكري جون بايك القول إن إرسال هذه المجموعة الصغيرة لن يتبعها إرسال آلاف الجنود، وإن الولايات المتحدة لا خيار لديها إلا محاربة تنظيم «داعش». «إن لم نحاربه في دياره، فسيأتي ليحاربنا في ديارنا، إنهم أخطر كثيراً من تنظيم القاعدة».

ورأت «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية أن الوضع في سورية تغيّر ولذلك قرر أوباما إشراك إيران في محادثات سلام سورية وإرسال قوات خاصة لدعم الأكراد السوريين. وقالت إن واقعية أوباما تشهد أقوى تجسداتها هذا الأسبوع على المجالين السياسي والعسكري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى