محللون «إسرائيليون»: تطورات العراق تستدعي إبقاء السيطرة «الاسرائيلية» على غور الأردن

قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية»، رون بن يشاي: «إن سيطرة «داعش» في المنطقة باتت واضحة، وتشير الى أن ثمة قاعدة واسعة للجهاد العالمي بدأت تنشأ على عتبة بابنا، وعلى مسافة غير بعيدة عن أوروبا، وباتت أنظمة عربية مستهدفة الآن، مثل النظام في سورية وفي العراق، والحكومة اللبنانية التي يشارك فيها حزب الله».

وأضاف بن يشاي، «إنه من غير المستبعد أن تصبح «اسرائيل» مستهدفة بشكل مباشر، مع احتمال تحوّلها إلى هدف رئيسي لهذه التنظيمات.إذ يبدو منذ الآن، أن تعزز قوة هذه التنظيمات المقربة من القاعدة، يساعد على وجود تنظيم «جهادي» عالمي آخر في سيناء، يستفيد من النجاحات التي حققتها ميليشيا إسلامية متطرفة في العراق وسورية، والتي من شأنها تقديم دعم معنوي لحركة «أنصار بيت المقدس» في سيناء».

ورأى بن يشاي، أنه «يمكن القول إن احتلال الموصل العراقية يشكل علامة أولى في الطريق لعملية تفكك دول كثيرة في المنطقة، ولا سيما تلك التي نشأت في أعقاب اتفاقية سايكس بيكو بين البريطانيين والفرنسيين، الأمر الذي يعد بسنوات طويلة من الفوضى والحرب في المنطقة».

وفي صحيفة هآرتس، رأى المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هارئيل، أن «ثمة ثلاثة أفكار تراود «الإسرائيليين» على أثر التطورات الأخيرة في العراق: الأولى، هي أنه يتعين على «إسرائيل» بذل كل ما بوسعها من أجل مواصلة تقوية الأردن، من منطلق أن بقاء العائلة الهاشمية، يُعد مصلحة «إسرائيلية» من الدرجة الأولى».

أضاف: «أمّا الفكرة الثانية، فهي أن التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط، تجري بوتيرة عالية للغاية، إلى درجة أنه من الصعب جداً توقع طبيعة التغيرات والتحولات. ولذلك يجب على «إسرائيل» أن تأخذ في الحسبان، حصول مفاجآت مشابهة، بينها محاولات إقدام فصائل القاعدة في الجولان على تنفيذ هجمات عدائية، رغم أنها منشغلة أكثر حالياً بحربها ضد الأسد وحزب الله».

وتابع: «النقطة الثالثة، تتعلق بنوعية الترتيبات الأمنية التي تركها الأميركيون وراءهم، بعد انهيار الجيش العراقي، الذي كان يعتبر الجيش الثاني من حيثُ قوته العسكرية، والذي تمت إعادة تشكيله على أيدي الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة».

وفي صحيفة «إسرائيل اليوم»، كتب القائد السابق للجبهة الوسطى في الجيش «الإسرائيلي»، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء الاحتياط عوزي دايان، أنه «في حالة انعدام اليقين التي تمر بها المنطقة، ينبغي العمل وفق قاعدتين: الأولى، أن تحضر»اسرائيل» نفسها وفقاً لقدرات العدو، وليس وفقاً لنواياه، والحفاظ على الكنوز الاستراتيجية، وبخاصة الحدود الآمنة، التي ينبغي أن توفر «لإسرائيل» عمقاً إستراتيجياً أساسياً، أي الدفاع ضد التهديد بشن هجمات تقليدية من الخارج ، والقدرة على قتال فعّال ضد الإرهاب».

وبحسب دايان، فإن حدوداً آمنة كهذه، موجودة في الجبهة الجنوبية، بعد جعل سيناء منطقة منزوعة السلاح، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد، وعلى الجبهة الشمالية بفضل عدم إعادة الجولان إلى سورية».

و»كذلك الأمر، فإن الحدود الآمنة موجودة على الجبهة الشرقية مع الأردن، وتستجيب للاحتياجات الأمنية «الاسرائليية»، ولا سيما في غور الأردن، وهي المنطقة التي تشكل حداً أدنى من العمق الإستراتيجي. إذ أن غور الأردن، الذي يمتد من النهر إلى الجبال المطلة عليه، يعتبر حيّزاً دفاعياً لا بديل عنه ضد احتمال نشوء جبهة شرقية. فضلاً عن أن الغور وحده فقط يمكن أن يشكل غلافاً دفاعياً ضد نشوء كيان إرهابي في الضفة الغربية».

وخلص ديان إلى أن «الوضع في العراق شائك، لكن الرسالة واضحة، وهي أن السيطرة «الإسرائيلية» الكاملة على غور الأردن بكامله، كمنطقة أمنية تستند إلى أن نهر الأردن واعتبارها خط الحدود، كفيلة بتوفير الأمن «لإسرائيل».

بدوره، قال موقع ديبكا «الإسرائيلي»: «إن رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو، بعث يوم السبت، برقية عاجلة للرئيس الأميركي باراك أوباما، وللملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شرح فيها التطورات الأخيرة في العراق، واستمرار تقدم مقاتلي تنظيم القاعدة «داعش» نحو حدود العراق مع كل من سورية والاردن».

وقال نتنياهو في برقيته: «إن الجيش «الإسرائيلي» هو القوة العسكرية الوحيدة في المنطقة، القادرة على مواجهة خطر تمدد تنظيم القاعدة في العراق، وضمان استمرار نظام ملك الاردن والسلطة الفلسطينية، ومنع تسلل القاعدة إلى أوساط السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية».

وأضاف نتنياهو: «أن بقاء خط التحصينات «الاسرائيلية» في غور الأردن، وانتشار القوات «الإسرائيلية» على طول نهر الاردن، إلى جانب التعاون مع الجيشين، الأميركي والأردني، هو الضمانة الوحيدة لمنع تمدد القاعدة من العراق باتجاه الغرب».

وتابع نتنياهو:»أن ما قاله الرئيس الأميركي عن استعداده لإرسال 300 جندي أميركي الى العراق يعني أن اوباما قرر إقامة منصّة عسكرية لمحاربة الإرهاب، بالتعاون مع قوى إقليمية، كما هو حاصل حالياً من خلال التنسيق والتعاون بين الجيشين «الاسرائيلي» والأردني جنوب سورية».

كذلك، أطلع نتنياهو، الرئيس الأميركي على المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها «اسرائيل» أخيراً، والتي تقول إن عدداً من ضباط تنظيم القاعدة في العراق، وصلوا الى سيناء المصرية، وأقاموا ذراعاً للتنظيم ضمن منظمة أنصار بيت المقدس، حيث بدأت هذه الذراع بإقامة اتصالات مع حركة حماس في غزة».

ترجمة: غسان محمد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى