قنديل لـ«توب نيوز»: ما يجري في العراق شبيه بعشية ولادة الكيان الصهيوني
أشار رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل إلى أن «الإعلام الغربي فاجأنا بالاتفاق الأميركي الإيراني، واستطراداً الإيراني والخمسة زائد واحداً قد وصل إلى نتائجه النهائية والصياغة للشكل النهائي للاتفاق قد تمت»، مشيراً إلى أن «الأمور تتقدم بسرعة والتفاهم بخطوطه العريضة قد أنجز، وإيران والغرب تفاهما على خطوط الملف النووي، هذا الاتفاق يعني تحولاً كبيراً في الخريطة السياسية الإقليمية وتحولاً في الخريطة السياسية الدولية»، متسائلاً: «هل الاتفاق له صلة بما يجري في العراق الآن، وهل هو نتيجة الذي يجري في العراق أم أن الذي يجري في العراق هو تمهيد لهذا الاتفاق، بمعنى هل أن الاستشعار الأميركي بخطر ما يجري في العراق دفعه إلى الإسراع في تذليل العقبات التي تحول بينه وبين إيران على التفاهم»؟
وعن الوضع في العراق، قال قنديل إن «الذي جرى في العراق في الحقيقة يستحق تحليلاً علمياً منهجياً بعيداً عن العواطف والانفعال والتصنيف وبعيداً حتى عن التوصيف، بمعنى نحن نتفق مع الذين يقولون إن القاعدة وفرعها الشرق أوسطي المتبقي «داعش» هو تنظيم إرهابي، لكن البعض يتعامل مع وصف الإرهاب هنا وكأنه مجرد شتيمة أو إجرام، وهو فعلاً إجرام لأن قتل الأبرياء وسفك دمائهم والتعدي على أرزاقهم وأعراضهم لا يمكن وصفه بأدنى من الجريمة»، مشيراً إلى أن «تنظيم «داعش» بالطريقة التي يتصرف فيها بين لبنان وسورية والعراق يعتبر تنظيماً استثنائياً من دون قضية أو مبدأ».
وأضاف: «التفاهم الإيراني – الأميركي هو بداية مرحلة جديدة وهي خلطة جديدة مثل التفاهم الأميركي – السوفياتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. فالأميركي والسوفياتي أسقطا النازية ونشأت بينهما قسمة لمراكز القرار والصراع وحددا ملفات الخلاف وأدارا الخلاف حولها ونتجت بعدها الحرب الباردة ومن ضمنها حروب ساخنة كفيتنام وكوريا وكمبوديا»، مؤكداً أنه «عندما نقول إن الوضع يشبه الذي جرى بعد الحرب العالمية الثانية، فليس الذي جرى بعد الحرب العالمية ولا الذي يجري الآن هو تحالف. بل هو تفاهم مصلحي على مواجهة عدو مشترك، فالآن إيران هي القوة الصاعدة والقادرة والممسكة بناصية الأمور وهي ستدير عملية سياسية في العراق وستشجع عملية سياسية في العراق مع نوري المالكي بالانفتاح على العشائر».
وتابع: «المجموعة التي ضبطت في بيروت تضم عناصر من جنسيات متعددة في فندق في الحمرا، وهذه المجموعة بطريقة وتعليمات وصيغة تجميعها تدل على أنها كانت مشروعاً لعمل أمني كبير الأبعاد والمرامي والأماكن التي كانوا يستهدفونها والتي قيل أن أولها كان ما سيجري في «الأونيسكو»، وأشار إلى أن «المنطقة تواجه مشروعاً، وبالمعنى السياسي والاستراتيجي نحن نعيش لحظة شبيهة بلحظة ولادة الكيان «الإسرائيلي»، اقتطاع جزء من الجغرافيا لإقامة مشروع مفارق مختلف كلياً عن السياق التي تعرفه منطقتنا عبر مئات السنين، إذ إن هذا المشروع أصلاً هو نوعي».
وختم: «نحن عشية مشهد شبيه بضياع فلسطين، كي لا تضيع فلسطين أخرى وتكون بداية لمسار يشهد رعباً وألماً ومعاناة، نتطلع إلى قادة حلف المقاومة لأخذ الأمور على محمل الجد ووضع كل الأثمان اللازمة، التنازلات مطلوبة والتسويات مطلوبة، ويجب أن نفكك مشروع «داعش» في العراق، كذلك يجب أن نشجع المالكي بأنه لن يخسر إذا ما أقام التسويات».