جريمة «وعد بلفور» بذكراها 98 … والمقاومة ـ الردّ مستمرة
ثمانية وتسعون سنة مرت على وعد «بلفور» المشؤوم من دون أن تفلح كل قوى العالم في دفع الشعب الفلسطيني نحو التسليم بالأمر الواقع الذي صنعه ذاك الوعد – وما تلاه من مشاريع تصفوية – فصاحب الحق السليب وإن تخلى عنه الجميع، يظل الأوفى للأرض الطاهرة التي رواها بدماء خيرة أبنائه على مدار العقود الفائتة.
وفي السياق، دعت فصائل فلسطينية إلى مساعدة الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال «الإسرائيلي»، وأكدت ببيانات منفصلة لمناسبة الذكرى الـ 98 لوعد بلفور إصرار الشعب الفلسطيني على نيل حقوقه كافة.
ودعت حركة «فتح» إلى العمل على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، مطالبة بريطانيا بتصحيح ما وصفته بـ»الخطيئة التاريخية» التي تسببت بمأساة الشعب الفلسطيني.
بينما طالبت حركة «حماس» قادة الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم بمساعدة الشعب الفلسطيني على التحرر من الاحتلال.
وحذرت حركة «الجهاد الإسلامي» من إنتاج وعد جديد على غرار وعد بلفور لوقف لهيب انتفاضة القدس التي تدخل شهرها الثاني دفاعاً عن المقدسات الإسلامية، ورداً على الانتهاكات «الإسرائيلية».
كما طالبت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بدعم نضال الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله.
واعتبر زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن «إسرائيل» منذ وعد بلفور تواصل التطهير العرقي والترحيل القسري بحق الشعب الفلسطيني وتصادر أراضيه لتهويدها، مشيراً إلى أن اقتراح سحب الهوية الزرقاء من المقدسيين والذين يقدر عددهم بـ 250 ألفاً ويقيمون خارج جدار الفصل، في مخيم شعفاط، وكفر عقب، السواحرة هو استمرار لسياسة التطهير العرقي ونتاج لوعد بلفور وصمت المجتمع الدولي .
وفي الثاني من تشرين الثاني من كل عام يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بريطانيا الاستعمارية بموجبه اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
وكان هذا الوعد تعبيراً عن التقاء المصالح الإمبريالية والصهيونية في العالم العربي لتفتيته ونهب ثرواته.
وصدر وعد بلفور في مثل هذا اليوم من عام 1917 معلناً أن بريطانيا تؤيد قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، في رسالة من وزير الخارجية آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد تجاوباً مع تحريض الزعيمين الصهيونيين حاييم وايزمان وناحوم سوكولف.
وتتزامن الذكرى هذا العام، مع هبة شعبية فلسطينية تعم أرجاء الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن مرور ما يقرب من قرن على هذا الوعد، لم يطفئ جذوة النضال المتقدة، ولم يضعف ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه وتمسكه بحقوقه.
وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن جنود الاحتلال الصهيوني أطلقوا الرصاص على شابين فلسطينيين بالقرب من حاجز الجلمة شمال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، ما أدى الى استشهاد الفتى أحمد عوض أبو الرب 16 سنة .
من جانبها، قالت القناة «الإسرائيلية» العاشرة، إن شاباً استشهد، وأصيب آخر وتم اعتقاله، في أعقاب محاولتهما تنفيذ عملية طعن تستهدف جنود الاحتلال على الحاجز.
ونقل موقع «المركز الفلسطيني للإعلام»، عن مصادر محلية قولها، إن عمالاً فلسطينيين كانوا يوجدون على المعبر وقت وقوع الحادث شاهدوا جنود الاحتلال يطلقون الرصاص على شابين كانا يقتربان من المسرب المخصص للعمال في المعبر، حيث أصيب أحدهما بالرصاص المباشر بالرأس، فيما لم تعرف إصابة الشاب الثاني.
ووفقاً للارتباط العسكري الفلسطيني، فإن الشهيد هو الفتى أحمد عوض أبو الرب من بلدة قباطية 16 سنة ، والجريح الذي تم اعتقاله هو محمود مؤمن محمود كميل من البلد نفسه.
وفور وقوع الحادث أغلق جنود الاحتلال منطقة المعبر، فيما حاول مسعفون فلسطينيون الوصول إلى المصابين إلا أن جنود الاحتلال منعوهم من الاقتراب.
وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال طردوا كل من كانوا في المعبر، فيما انتشرت تعزيزات عسكرية في المنطقة المحيطة وشرعت بعمليات تمشيط.
وتعتبر هذه عملية الإعدام الثالثة التي ينفذها جنود الاحتلال على معبر الجلمة منذ اندلاع انتفاضة القدس في الأول من تشرين الأول 2015.
من جانب آخر، جدد مستوطنون اقتحامهم للمسجد الاقصى من جهة باب المغاربة تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال «الاسرائيلي» الخاصة.
وأكد مصدر أن 15 مستوطناً على مجموعتين اقتحموا المسجد، ونفذوا جولات مشبوهة واستفزازية في الأقصى. من جهتها دعت ما يسمى منظمات الهيكل المزعوم أنصارها الى أوسع مشاركة في اقتحامات جديدة الاحد المقبل.
وحثت المستوطنين على المشاركة بتقديم جائزة مالية، وذلك بهدف تشجيعهم على عدم ترك المكان.