الناتو يعلق تعاونه المدني والعسكري مع روسيا
على وقع مناورات القوات الجوية لحلف الناتو في ليتوانيا أمس، والتي تستمر على مدى يومين، قرر الحلف تعليق تعاونه المدني والعسكري مع روسيا، مع الإبقاء على الحوار السياسي بهدف تشجيع التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، كما أعلن الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن.
وجاء هذا القرار في اختتام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء الـ 28 في بروكسل وتبنوا بذلك رسمياً قراراً اتخذ على مستوى السفراء في الخامس من آذار.
وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي: «في الوقت نفسه سنبقي قنواتنا الدبلوماسية مفتوحة ونحن على استعداد لعقد اجتماعات على مستوى السفراء أو الوزراء في إطار مجلس الحلف الأطلسي – روسيا».
ولم يوضح ما هي البرامج التي سيعلق التعاون فيها لكنه أكد أن البرامج المرتبطة بأفغانستان أو مكافحة تهريب المخدرات ستبقى على حالها، وأوضح أن «مشاريع التعاون المرتبطة بأفغانستان وطرق الترانزيت أو المروحيات ستستمر لأن لدينا مصلحة مشتركة في إنجاح مهمتنا في أفغانستان».
ويتعاون الناتو وروسيا أيضاً مع دول أخرى في مكافحة القرصنة في المحيط الهندي وبرامج مكافحة الإرهاب.
وكانت روسيا قررت منذ أشهر تعليق محادثاتها مع الحلف حول مشروع الدرع المضادة للصواريخ التي ينشرها الحلف في عدة دول أوروبية.
على صعيد آخر، بدأت في ليتوانيا أمس مناورات القوات الجوية لحلف الناتو التي تستمر على مدى يومين وذلك بمشاركة بلدان عدة بينها الولايات المتحدة وألمانيا والسويد.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن وزارة الدفاع الليتوانية قولها إن «المناورات ستركز على عمليات البحث والإنقاذ وتعامل الطائرات العسكرية مع الطيران المدني».
وتشارك الولايات المتحدة بمقاتلات أف 15 س ايغل وطائرة صهريج ك س أ 135 أما ألمانيا فقد أرسلت إلى التدريبات طائرة أواكس للإنذار المبكر.
يذكر أن مناورات القوات الجوية لحلف الناتو تجري مرة كل ثلاث سنوات.
وفي السياق، وافق البرلمان الأوكراني أمس بـ 235 صوتاً على سلسلة تدريبات عسكرية مشتركة مع دول الحلف الأطلسي، ستضع القوات الأميركية في الجوار المباشر للقوات الروسية في القرم، بين أيار وتشرين الأول.
وقال وزير الدفاع بالوكالة ميخايلو كوفال أمام البرلمان إن «هذه فرصة جيدة لتطوير قواتنا المسلحة».
وبحسب قرار البرلمان فإن مناورات «نسيم الريح» ستستمر على مدى 25 يوماً بين تموز وتشرين الأول بعيداً عن مينائي أوديسا و»على طول مياه البحر الأسود».
وتشمل المناورات التي وافق عليها البرلمان الأوكراني مجموعتين من التدريبات العسكرية مع الولايات المتحدة الصيف الحالي، ومن المفترض أن يشارك فيها سبعة آلاف جندي من 17 دولة.
ونُقلت تلك التدريبات خلال السنوات الماضية إلى ميناء أوديسا حيث يوجد قاعدة بحرية أوكرانية. وبحث الحلف الأطلسي في تعزيز قواته على الحدود الشرقية بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
وأعلنت روسيا الاثنين عن سحب كتيبة من حوالى 500 إلى 700 جندي من المنطقة الحدودية مع أوكرانيا، وهي خطوة وصفها وزير الخارجية الألماني فرانك وولتر شتاينمر بـ»المؤشر البسيط على أن الوضع أصبح أقل توتراً».
وأوكرانيا ليست دولة عضو في الحلف الأطلسي، وعلى رغم العلاقة المتوترة بين روسيا والحلف منذ إنشائه خلال الحرب الباردة، إلا أن موسكو أسست شراكة معه في 1997، وهي تجري منذ ذلك الحين مناورات مشتركة مع دوله الأعضاء.