أوباما والبحث عن المصداقية في سورية مع إمساك روسيا وإيران بزمام المبادرة
كتبت «واشنطن بوست» الأميركية: تحت نيران النقد اللاذع من قبل المعارضين السياسيين، يخلط باراك أوباما مرة أخرى أوراقه في سورية، على أمل إنقاذ مصداقية الولايات المتحدة من حطام إخفاقاته الثنائية المتمثلة في عدم استطاعته هزيمة «داعش» وإسقاط بشار الأسد.
الخوف هو ما قاد أوباما إلى إعادة التفكير الخوف من روسيا وإيران من أن تفوزا في لعبة الانتصار في بسط النفوذ في كل من سورية والعراق والخوف من أن إرث الشرق الأوسط سيكون في حالة من الفوضى والتشويش من الموصل إلى البحر المتوسط.
أخبر مسؤولون أميركيون الكونغرس هذا الأسبوع أن البيت الأبيض يدرس مجموعة من الخيارات العسكرية لقتال «داعش». تشمل عمليات نشر أعداد محدودة من القوات الخاصة في سورية، وطائرات هليوكبتر هجومية في العراق، إضافة إلى المزيد من نقاط المراقبة المتقدمة لزيادة دقة ضربات التحالف الجوّية وفعاليتها.
أشار آشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، إلى أن البنتاغون تشجع بسبب عملية الإنقاذ التي نفذتها قوة «ألفا» لإنقاذ الرهائن لدى «داعش في الحويجة»، شمال العراق. وتوقع المزيد من هذه العمليات.
وقال كارتر إن الاستراتيجية الجديدة ستركز على الهجمات المباغتة والرقة والرمادي.
وأضاف: نتوقع تكثيف حملتنا الجوية، التي تشمل الولايات المتحدة وطائرات التحالف من أجل استهداف «داعش» بضربات جوية أكثر شدّة. في هذه الأثناء، لن تبتعد القوات الأميركية عن العمل المباشر على الأرض.
على رغم الاعتراضات التركية، تدرس الولايات المتحدة توثيق التعاون مع الميليشيات الكردية السورية التي طردت «داعش» من الأراضي التي تقع على طول حدود سورية الشمالية.
إعادة التفكير التي يقوم بها أوباما لا تعني أنه على وشك التراجع عن استراتيجيته التي تتمسك بمبدأ تجنب وجود قوات على الأرض تقوم بعمليات في سورية، على رغم وجود تقارير تشير إلى عكس ذلك. كما أنه ليس على وشك خوض حرب جديدة أخرى في العراق.
ولكن في أفغانستان، حيث أجل مؤخراً سحب القوات الأميركية من هناك، فإن هذه الخطوة تدل على نوع من اليأس. إنه تذكير آخر على كيفية أن سياسة أوباما لتحرير الولايات المتحدة من التشابكات العسكرية في الشرق الأوسط طغت على الحقائق الجيوسياسية.
رفض أوباما مهاجمة الأسد حتى بعدما تخطى الرئيس السوري الخط الأحمر من خلال استخدامه الأسلحة الكيماوية. محاولته تدريب المتمرّدين السوريين باءت بالفشل. في العراق، لم يستطع 3500 مدرّب ومستشار أميركي على تحسين أداء الجيش العراقي البائس.
حالياً، البرلمان العراقي الذي يهيمن عليه الشيعة الموالون لإيران الذين يقولون إن الولايات المتحدة هي من تسببت بتراجع العراق، يضغط على رئيس الوزراء حيدر عبادي لدعوة روسيا إلى توسيع غاراتها الجوية في سورية لتشمل العراق أيضاً.
ليس هناك أي شك أن فلاديمير بوتين سيحب كثيراً أن يحل مكان الولايات المتحدة كصديق جديد لبغداد. كما هو حال دعمه الأسد ضد الغرب، فإن الرئيس الروسي يخوض صراعاً أشمل للنفوذ والسلطة في الشرق الأوسط.
إدراج إيران في مباحثات فيينا، وعلى رغم أنها مرحب بها في عدد من الجوانب، إلا أنها تعتبر في جوهرها بمثابة تنازلاً يدل على ضعف الولايات المتحدة. لقد شاركت إيران على رغم إعلانها هذا الأسبوع بزيادة دعمها العسكري للأسد.
يقول عدد من منتقدي أوباما إن خوفه من الخوض في مستنقع الشرق الأوسط سمح لإيران وروسيا بالتدخل. وقد كتب الصحافي المخضرم تشارلز كراوثامر: «ماذا كان ردّ أوباما على كل ذلك؟ لا شئ. لقد غسل يديه من المنطقة، التي ما زالت مركز إنتاج وتجارة النفط في العالم، والتي ما زالت أكثر المناطق تقلباً، والتي تغلي بقوة لتصدير الجهاديين إلى العالم».
وأضاف: «عندما تطلق على شيء ما أنه مستنقع، تكون قد أخبرت العالم أنك خارج الأمر. وبالتالي فإن كلاً من روسيا وإيران ستجدان طريقهما هناك».