فوز أردوغان في الانتخابات غير مرحّب به أوروبياً

انتهت الانتخابات التي دعا إليها سلطان تركيا رجب طيب أردوغان، بفوز يبدو مقنعاً له ولأنصاره، بينما لم تجر رياح الترحيب بما تشتهيه السفن أوروبياً، إذ سلّطت صحف أوروبية عدّة الضوء على هذا الفوز، مبديةً عدم ترحيبها به.

صحيفة «إلموندو» الإسبانية مثلاً اعتبرت أن فوز أردوغان خبر سيّئ للديمقراطية. وأوضحت أن هناك مخاوف بعد حصول أردوغان على غالبية مجلس النواب بأن تزداد جرأته، إذ إنه الشخصية الأكثر هيمنة على سياسة البلاد على مدار أكثر من عقد من الزمن، وسط اتهامات بالاستبدادية المتزايدة. وتتوقع الصحيفة أن أردوغان سيعود إلى الشجار مجدداً لإصلاح الدستور. معتبرةً أن أردوغان استغل مأساة آلاف من اللاجئين من سورية ودول أخرى للحصول على مليارات اليورو من الاتحاد الأوروبي والمساومة للانضمام إليه، قائلة لا أحد ينكر أن تركيا عانت لسنوات وحدها من أكثر من مليون لاجئ، ولكن الطريقة التي تتبناها الآن تركيا أقرب ما تكون إلى ابتزاز.

بينما علّقت افتتاحية «غارديان» البريطانية على فوز «العدالة والتنمية»، بأن استراتيجية الرئيس رجب طيب أردوغان آتت ثمارها، لكنها استطردت أن الاضطرابات السياسية في البلد لم تنتهٍ بعد.

وانتقدت الصحيفة أردوغان بأنه لم يكن قط ديمقراطياً أصيلاً يحترم المبادئ الدستورية أو يقبل الاستقالة لتحقيق تداول السلطة في أي ديمقراطية حقيقية. وأضافت أنّ أردوغان لا يحبّ كلمة «لا». لذا، أخذ بلاده المرهقة مجدّداً إلى جولة تصويت جديدة واستعاد الغالبية التي كان يريدها. فتضررت تركيا من هذه العملية بتقويض مؤسساتها المستقلة وإهمال قوانينها الدستورية، كما تدهورت العلاقات بين الاثنيتين التركية والكردية وعادت الحرب التي كان يعتقد أنها انتهت.

«إلموندو»: فوز أردوغان في الانتخابات التركية خبر سيّئ للديمقراطية

سلّطت صحيفة «إلموندو» الإسبانية الضوء على فوز حزب «العدالة والتنمية» الذي يترأسه رجب طيب أردوغان في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد، وذلك بـ53.4 من الأصوات، وبذلك من الممكن أن يحصل أردوغان على الغالبية المطلقة في مجلس النواب التي خسرها قبل خمسة أشهر، واعتبرت الصحيفة أن فوز أردوغان خبر سيّئ للديمقراطية.

وأوضحت الصحيفة أن هناك مخاوف بعد حصول أردوغان على غالبية مجلس النواب بأن تزداد جرأته، إذ إنه الشخصية الأكثر هيمنة على سياسة البلاد على مدار أكثر من عقد من الزمن، وسط اتهامات بالاستبدادية المتزايدة.

وتتوقع الصحيفة أن أردوغان سيعود إلى الشجار مجدداً لإصلاح الدستور، وإعطاء تركيا رئاسة عدد من القوى والتي من الممكن أن تؤدي بها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد ثقة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل في اقتراحات أردوغان بالمساعدة في حلّ أزمة اللاجئين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الرئيس التركي السابق عبد الله جول كسر صمته وحذّر من التحدّيات الرئيسية لتركيا يجب أن تحلّ من خلال التعاون بين الطرفين، لا استبعادها. ووفقاً للصحيفة، فإن أردوغان استغل مأساة آلاف من اللاجئين من سورية ودول أخرى للحصول على مليارات اليورو من الاتحاد الأوروبي والمساومة للانضمام إليه، قائلة لا أحد ينكر أن تركيا عانت لسنوات وحدها من أكثر من مليون لاجئ، ولكن الطريقة التي تتبناها الآن تركيا أقرب ما تكون إلى ابتزاز.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يعود إلى السياسة الآن، ولا أحد يتوقع ماذا سيفعل، إذ إن نظام أردوغان حطّم أي ظلال من الضوابط والتوازنات، وكان أردوغان أصمّاً إزاء ضغوط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للحدّ من انتشار «داعش» في العراق وسورية، ولكنه انتظر إلى أن تفاقمت الأزمة للتدخل والمساومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحديات التي تواجه تركيا الآن بعد فوز حزب أردوغان في مجلس النواب، تدهور الديمقراطية في البلد، ونمو الاقتصاد الذي تعرّض لأزمة خلال أربع سنوات من متوسط نمو قدره 7 في المئة.

غارديان: الانتخابات التركية فوز له ثمن

علّقت افتتاحية صحيفة «غارديان» على نتائج الانتخابات وفوز حزب «العدالة والتنمية»، بأن استراتيجية الرئيس رجب طيب أردوغان آتت ثمارها، لكنها استطردت أن الاضطرابات السياسية في البلد لم تنتهٍ بعد.

واستحضرت الصحيفة المثل التركي القائل «المصارع الخاسر دائماً يريد مباراة أخرى»، وقالت إنه يصف إلى حدّ كبير الوضع العصيب المتزايد في تركيا في السنوات الأخيرة تحت حكم أردوغان. وأكدت على حنكته السياسية وسرعة بديهته عندما قدم برنامجاً وسياسات جذبت القطاعات التقليدية والأكثر حداثة في المجتمع سواء الدينية منها والأكثر علمانية والأقليات، خصوصاً الأكراد، وهو ما جعل حزبه يهيمن على السلطة طوال 13 سنة وظل هو على رأس الهرم لعقد كامل.

ومع ذلك، انتقدت الصحيفة أردوغان بأنه لم يكن قط ديمقراطياً أصيلاً يحترم المبادئ الدستورية أو يقبل الاستقالة لتحقيق تداول السلطة في أي ديمقراطية حقيقية. وأضافت أن موقفه في مواجهة انتكاسة ما هو إلا تحايل على هذا العائق بوسائل أخرى.

وختمت أن الرئيس أردوغان لا يحبّ كلمة «لا». لذا، أخذ بلاده المرهقة مجدداً إلى جولة تصويت جديدة واستعاد الغالبية التي كان يريدها. وقالت الصحيفة أن تركيا تضررت من هذه العملية بتقويض مؤسساتها المستقلة وإهمال قوانينها الدستورية، كما تدهورت العلاقات بين الاثنيتين التركية والكردية وعادت الحرب التي كان يعتقد أنها انتهت.

وفي مقال آخر في الصحيفة نفسها، اعتبر كاتبه نتائج الانتخابات تحولاً عن الديمقراطية إلى الدكتاتورية. وقال يافوز آلبيدر، المؤسس المشارك لمنبر وسائل الإعلام المستقلة وكاتب عمود ومدوّن، إن فوز حزب أردوغان جاء نتيجة استثماره المكثف بتصوير نفسه القوة السياسية الرئيسية التي تشن حرباً ضد ما يراه كثيرون عدو تركيا الأول: حزب العمال الكردستاني الموالي للأكراد.

ويرى الكاتب أنه إذا قرّر الحزب أن الفوز في الانتخابات يمكن أن يخدم كتفويض مطلق لانتهاكات دستورية وسحق المعارضة وخنق الصحافة وانتهاج نظام رئاسي مثير للجدل وقمع المطالب الكردية والتذبذب في شأن الأزمة السورية فمن المتوقع أن يكون هناك المزيد من الانزلاق السريع إلى الاستبداد.

الرئيس رجب طيب أردوغان يصوت في دائرته بإسطنبول الأوروبية

في السياق ذاته، وصفت افتتاحية «ديلي تلغراف» نتائج الانتخابات بخيار تركيا الصعب، وقالت إن إعادة انتخاب حزب أردوغان قد أربكت الذين يظنون أنهم كتبوا نعيه السياسي بعد انتخابات حزيران.

وأضافت الصحيفة أن إعادة انتخاب الحزب قد تؤكد السيطرة على مركز الحكم، لكنه يواجه مهمة عسيرة في جلب الاستقرار إلى عموم البلاد، إذ إن الصعوبات الاقتصادية والقضية الكردية والمسلحين الإسلاميين المتشدّدين في سورية وأزمة اللاجئين عوامل تجتمع على زعزعة استقرار تركيا.

«جمهوري إسلامي»: داعمو الإرهابي في سورية أدركوا أن الحلّ السياسي أفضل

أكدت صحيفة «جمهوري إسلامي» الإيرانية أن داعمي التنظيمات الإرهابية في سورية أدركوا أنهم لن يستطيعوا أن يصلوا إلى أهدافهم من خلال الحرب، وأن الحل السياسي أفضل طريق لنهاية الأزمة التي أوجدوها. مضيفة أن الشعب السوري هو من يقرّر مصير بلاده.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته أمس بعنوان «داعمو الإرهاب عادوا إلى نقطة الصفر»، إن مجريات الأحداث على أرض الواقع في سورية فرضت نفسها على الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا وشيوخ السعودية وقطر. وأن الجيش العربي السوري استطاع إلحاق الهزيمة بصفوف التنظيمات الإرهابية الأمر الذي أدركه رؤساء الدول الداعمة والراعية للإرهاب في سورية والذين حاولوا تغيير هذه الحقيقة ولكنهم لم يصلوا إلى أي نتيجة.

وأوضحت الصحيفة أن نتائج اجتماع فيينا إفلاس لداعمي الإرهاب ومموليه، وهي نصر كبير لسورية وللشعب السوري الذي قدّم التضحيات الجسام من الشهداء والبنية التحتية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين والسعودية وقطر وتركيا يتحملون نتيجة إجرامهم ودعمهم الإرهاب. لافتة إلى الدور السلبي للجامعة العربية والأمم المتحدة وعجزهما عن القيام بأي شيء لإنهاء الأزمة في سورية.

وأضافت الصحيفة: إذا كانت الأمم المتحدة تعتبر نفسها راعية وداعمة للشعوب فيجب عليها أن تحاكم مرتكبي الحرب في سورية، لا سيما زعماء أميركا وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر كمجرمي حرب، وأن يتم تقديمهم إلى المحكمة الدولية وأن يدفعوا التعويضات للحكومة والشعب السوريين.

«واشنطن بوست»: سياسة روسيا الخارجية ولعنة الجغرافيا

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالاً بعنوان «روسيا ولعنة الجغرافيا»، يقول فيه كاتبه تيم مارشال إن جميع القادة الذين تعاقبوا على حكم روسيا من بيتر العظيم إلى ستالين وبوتين قد ووجهوا بمشكلتين رئيسيتين ـ بغضّ النظر عن أيديولوجية أي منهم ـ قيصرية كانت أو شيوعية أو رأسمالية صديقة، وهما: المياه الدافئة، والسهل الأوروبي.

وقال إن هاتين المشكلتين حاضرتان بقوة في الحسابات الاستراتيجية لكل القادة الروس على مر التاريخ وتقفان وراء القرارات الاستراتيجية في السياسة الخارجية لموسكو.

وأشار إلى أن قادة الغرب يجدون صعوبة في تفسير دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً تدخله في أوكرانيا وسورية، الذي قال إنه يعيد إلى الأذهان ما قاله ونستون تشرشل عام 1939 عن روسيا «إنها لغز غامض مغلف بطلاسم يصعب فكّها ومخزون داخل سرداب شديد الظلام».

وأوضح أن عدداً من الغزوات الغربية ضدّ روسيا خلال السنوات الخمسمئة الماضية قد تمت بإغراء من السهل الأوروبي المنبسط. ومن ذلك الغزو البولندي عام 1605، والسويدي عام 1707، وغزو نابليون عام 1812، والألمان مرتين في 1914 و1941.

وعن فقدان المياه الدافئة، قال الكاتب إن معظم موانئ روسيا تتجمد في فصل الشتاء لأشهر عدّة كل سنة، الأمر الذي يعيق انسياب التجارة من البلاد وإليها ويمنع الأسطول الروسي من العمل كقوة دولية.

وقال مارشال إن المشكلتين الجغرافيتين المذكورتين واضحتا التأثير في تدخل روسيا بأوكرانيا وسورية، فقدوم حكومة موالية للغرب في أوكرانيا عام 2014 هدد موسكو بانفتاح السهل الأوروبي غرباً عليها من دون حماية أو حائط حاجز وبفقدان ميناء سيفاستوبول الدافئ نسبياً في شبه جزيرة القرم.

وأوضح أن وجود حكومة ليست موالية لموسكو في كييف لن تقنع روسيا بأنها آمنة في حدودها الغربية حتى إذا وعدت بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، ولا بضمان استمرار الاستفادة من ميناء سيفاستوبول حتى إذا وعدت كييف بعدم تغيير الوضع الراهن للميناء.

«تايم»: شاهين تدعو واشنطن إلى الاهتمام باللاجئين

أشارت مجلة «تايم» الأميركية إلى أن عضو مجلس الشيوخ الأميركي جين شاهين انتقدت موقف بلادها من أزمة اللاجئين، وقالت إن لدى الولايات المتحدة القدرة الكافية للتعامل مع المزيد من اللاجئين والاهتمام بقضيتهم بشكل أكبر، وإنه يمكن لأميركا استقبال عشرة آلاف لاجئ جديد بكل سهولة.

وقالت إن العالم يشهد أزمة إنسانية مذهلة تتمثل باللاجئين الفارين إلى أوروبا بعيداً عن ويلات الحروب، وأضافت: بوصفي مبعوثة مجلس الشيوخ الأميركي إلى الخطوط الأمامية في اليونان وألمانيا، فإنني تأثرت بشكل كبير بالمحنة التي تعانيها الأسر اللاجئة.

وأضافت أن نحو عشرة آلاف لاجئ من الشرق الأوسط يعبرون إلى أوروبا بشكل يومي، وأن الأوروبيين يبذلون قصارى جهودهم لإيواء اللاجئين، ولكنهم يواجهون تحديات جمة في هذا المجال، ما يستدعي تدخل الولايات المتحدة للقيام بدور أكبر وأكثر سخاء وكرماً.

من جانبها نشرت مجلة «أتلانتك» مقالاً للكاتب هيثر هورن دعا فيه إلى تقديم يد العون للاجئين، وذلك عن طريق بعض تطبيقات الإنترنت التي من شأنها تثقيفهم وإرشادهم إلى بعض المواقع التي يمكنها تقديم الخدمة والرعاية لهم في الدول المضيفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى