الكرملين يرفض الربط بين العملية العسكرية في سورية وحادث سيناء
دعا الكرملين إلى عدم الربط بين تحطم الطائرة الروسية في سيناء والعملية العسكرية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سورية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أمس تعليقاً على سؤال حول احتمال تأثر العملية الروسية في سورية بكارثة الطائرة الروسية في سيناء « أية تأملات افتراضية بهذا الشأن ليس في محلها على الإطلاق. إنهما مسألتان مختلفتان تماماً، ولا يجوز الربط بينهما».
وشدد بيسكوف على أنه لا توجد حتى الآن أية أدلة على الطابع الإرهابي لسبب كارثة الطائرة الروسية يوم 31 تشرين الأول والتي أسفرت عن مصرع 217 راكباً والطاقم المتكون من 7 أفراد.
وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مصادر قريبة من التحقيق في تحطم الطائرة الروسية خبر العثور على «عناصر لا علاقة لها بالطائرة» في مكان التحطم، بينما كشف مصدر آخر أن مكالمات أفراد الطاقم والتي سجلها أحد الصندوقين الأسودين، تؤكد أنهم لم يكونوا على علم بأي عطل فني في أجهزة الطائرة حتى حدوث الحالة الطارئة مجهولة السبب والتي أدت إلى تفكك الطائرة وهي في الجو.
الى ذلك، سجل قمر صناعي أميركي يعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء وميضاً حرارياً فوق سيناء لحظة كارثة طائرة 321.
وجاء في نص نشره موقع قناة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية «لا تزال المعطيات تخضع للتحليل من أجل فهم سبب هذا الوميض. قد يكون السبب قنبلة، ولكن هناك احتمال أن يكون الانفجار في خزان الوقود أو المحرك نتيجة عطل فني».
من جهة أخرى قال ممثل لـ»البنتاغون» لقناة «إي بي سي» إن الوميض الحراري الذي سجله قمر التجسس الأميركي قد يكون مرتبطاً بالانفجار بعد اصطدام الطائرة بالأرض، وقد لا يكون مرتبطاً بالطائرة إطلاقاً.
وأكد ممثل وزارة الدفاع الأميركية أن مستشعرات القمر للأشعة تحت الحمراء والمخصصة لاكتشاف إطلاق الصواريخ سجلت ومضات في مكان وزمان تحليق الطائرة المنكوبة فوق سيناء.
وبرأي ممثل «البنتاغون»، إذا كان الوميض مرتبطاً بالطائرة فهذا يعني أن شيئاً ما حدث في الجو أو لدى ارتطام الطائرة بالأرض، لكنه أشار مع ذلك إلى الاشتباكات مع الإسلاميين في هذه المنطقة، ما يعني أن الوميض قد لا يكون مرتبطاً بالطائرة.
وكانت قناة «إن بي سي» أعلنت النبأ ذاته، وقال ممثل «البنتاغون» للقناة إن الطائرة تحطمت على ارتفاع شاهق، وسجلت مستشعرات القمر الأميركي انفجاراً. لكن ممثلي «البنتاغون» أشاروا إلى أن القمر لم يسجل أثراً حرارياً لإطلاق صاروخ.
من جهته، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية أن بلاده لم تعثر على إثباتات نظرية تدل على تعرض الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء المصرية لاعتداء إرهابي.
وقال جيمس كليبر «من غير المرجح» أن يقدر الإرهابيون من «داعش» على تنفيذ مثل هذا الاعتداء، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه «لا يستبعد» هذه النظرية.
وكانت صحيفة The Daily Mail قد أفادت في وقت سابق بأن التسجيل الذي نشره التنظيم الإرهابي في شبكة الإنترنت وزعم أنه يظهر لحظة تحطم الطائرة الروسية، غير مرتبط بتاتاً بالطائرة، مؤكدة عدم إمكانية تحديد ماهية الجهاز الطائر في التسجيل لرداءته.
وفي السياق، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن ادعاء «داعش» بأنها أسقطت طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء «محض دعاية تهدف الإضرار بسمعة مصر»، مؤكداً أنه «ما زال من السابق لأوانه التكهن باسباب الحادث».
وأعلن مجلس الوزراء المصري أمس بدء إجراءات تفريغ محتويات الصندوق الأسود بالتنسيق بين الجهات المعنية في مصر والفريق الروسي الموجود في القاهرة. ويضاف إليهم ممثلو كل من الشركة المصنعة للطائرة والدولة المسجل فيها الطائرة.
وقد وصل رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستيركين أمس إلى مصر لمتابعة التحقيق في حيثيات كارثة الطائرة الروسية في سيناء، حيث سيستمع إلى تقرير من عناصر لجنة التحقيق ومن ثم سيتجه إلى مكان الكارثة.
ويعمل الآن في المكان محققون وخبراء الجنائية من اللجنة بالمشاركة مع زملائهم المصريين حيث يفحصون مكان السقوط ويجرون عمليات البحث عن أشلاء الضحايا.
وفي السياق، قام وزير الطيران المدني المصري حسام كمال، يرافقه وزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف، بزيارة مركز تحليل حوادث الطيران بمقر وزارة الطيران المدني في القاهرة، واطلعا على حالة الصندوقين الأسودين داخل المركز، والتقيا بجانب من فريق اللجنة المشكّلة للتحقيق في الحادث.
وناقش الوزيران جهود متابعة تطورات حادث تحطم الطائرة الروسية وجهود فرق البحث، وأعرب الوزير الروسي عن تقديره للقيادة السياسية وشكره للحكومة المصرية على الجهد المبذول، خلال الثلاثة أيام الماضية، في التعامل مع الحادث، وتقديم الدعم الكامل، والتسهيلات اللازمة كافة وسرعة إنهاء إجراءات نقل جثامين الضحايا إلى روسيا.
ومن جهة أخرى، أكد وزير الطيران المصري مشاركة فريق من روسيا وفريق من الشركة المصنعة للطائرة، وممثل الجانب الإيرلندي المسجلة لديها الطائرة، في تفريغ بيانات الصندوقين واستكمال إجراءات التحقيق الخاصة بالحادث بعد إنهاء الجهد الميداني.
وأعلن نائب وزير الطوارئ الروسي فلاديمير أرتامانوف أن الوزارة لا يمكنها أن تبت في موعد انتهاء عمليات البحث في مكان الكارثة، موضحاً أن «عمليات بحث مثل هذه صعبة، إذ أن قسماً من أجزاء الطائرة قد يكون سقط في في منحدرات عميقة كون المنطقة جبلية»، مؤكداً أن عمليات البحث لن تنتهي إلا بعد العثور على أشلاء كل الجثامين وأجزاء جسم الطائرة.
وفي شأن متصل، استبدلت شركة طيران «أيروفلوت» الروسية طائرة معطوبة من طراز «ايرباص أ-321» قبل إقلاعها من أحد مطارات موسكو بأخرى سليمة.
وقال مسؤول في شركة «أيروفلوت» إنه تم استبدال الطائرة بعد اكتشاف عطب فني في إحدى الشاشات الموجودة في غرفة الطيارين، حيث استقل المسافرون من موسكو إلى مدينة سان بطرسبورغ الطائرة الأخرى بعد انتظار دام الساعة الواحدة و4 دقائق.