«وطن بدل ضائع»… عندما يموت الحبّ على شواطئ البحار سعد مينة: الطرح حياديّ وجريء… والجدّية المطلقة عنوان بارز
دمشق ـ آمنة ملحم
ارتدى كلّ من محمد حداقي وسعد مينة ويزن السيد، وكذلك أمل عرفة وديمة الجندي مع ثلة من الفنانين السوريين، سترات الحماية، وامتطوا القارب المطاطي في رحلة بحرية لم تكن بقصد الهجرة من وطنهم، إنما لتجسيد الحالة التي يعيشها المهاجرون في عرض البحر، الذي يسرق الأرواح من دون الاكتراث بعائلة قد تُيتّم في رحلة الموت هذه، أو حبيبة قد تُزهَق روحها تاركةً ذكراها لحبيب. رحلة هؤلاء المبدعين السوريين أتت عبر ثلاثية تلفزيونية مشوّقة ضمن ثلاثيات مسلسل «مدرسة الحبّ»، العمل السوري الأضخم إنتاجياً حتى الآن، والذي ما زال يصوّره المخرج صفوان نعمو.
الثلاثية حملت عنوان «وطن بدل ضائع»، وتحمل الرومنسية المجروحة سمةً لها. فأمام عين الحبيب، سنرى الحبيبة التي تركت عالمها وقرّرت الهجرة مع خطيبها الذي يتخلّى عنها في عرض البحر ويتركها لتواجه مصيرها، فينتهي بها الأمر جثة تحت رحمة تلاطم الأمواج. ليؤكد هذا المشهد، أن من تخلّى عن وطنه وقرّر هجره، قادر على التخلّي عن أيّ شيء بعده.
«وطن بدل ضائع»، ثلاثية تروي حكاية من حكايات كثيرة عن هجرة السوريين في عرض البحر، وتتناول علاقة حبّ يُكتَب لها الموت غرقاً حيث ترسو «الحبيبة» ديمة الجندي، جثة على الشاطئ أمام مرأى «خطيبها الجبان» يزن السيد.
وفي تصريحات أدلت بها، لفتت الجندي إلى أنها تؤدّي في الثلاثية دور «سمر»، الفتاة المخطوبة في دمشق. ومع تصاعد وتيرة الهجرة بين الشبان السوريين، تقرّر وخطيبها الهجرة إلى ألمانيا.
وتتابع الجندي: نختار البحر وجهةً لنا. لكن المصاعب والمتاعب تقع خلال الرحلة المركب، ويقع المحظور والمكروه، وأفارق الحياة بشكل مؤسف مع مجموعة من السوريين.
وأبدت الجندي ارتياحها للمشاركة في عمل مع المخرج صفوان نعمو، مشيدةً بأدائه الإخراجيّ، ومثمّنةً هذا العمل الذي يتناول الحبّ من كافة زواياه وخواتيمه.
وعن تفاصيل علاقة الحبّ التي تنتهي بالمأساة، تحدث يزن السيّد: أكون شاباً مرتاحاً مادياً نوعاً ما، وأقرّر الهجرة مع خطيبتي إلى أوروبا. نركب البحر، ونتعرّض للمشاكل على متن المركب، وتثبت هذه المشاكل لخطيبتي أنني لست على قدر المسؤولية لحمايتها، خصوصاً عندما يتحرّش بها المهرّب، إذ أقف عاجزاً عن الدفاع عنها، فتتغير نظرتها إليّ.
وأردف يزن: يحصل أن يغرق القارب وتحاول خطيبتي التمسّك بي لتنجو معي، لكنني أنصاع لأوامر أنانيتي وأتركها لمصيرها وأنجو بنفسي فقط، وتموت هي ومجموعة من الركّاب، فتموت قصة حبّي في البحر.
ووصف السيد الثلاثية بالمثيرة والمصاغة بأسلوب شيّق جدّاً، مؤكداً أنه كان سعيداً للتعاون مع المخرج صفوان نعمو.
وعلى عكس شخصية السيد الأناني الجبان، نرى الفنان سعد مينة يجسّد دور الشاب السوريّ الذي يحمل كلّ معاني الشهامة والمروءة التي يتّسم بها الشعب السوري الأصيل.
وحول الشخصية يؤكد مينة: هي نموذج عن الإنسان السوري في هذا الظرف العصيب، وكل ما يحمله في داخله من شرف وكرامة. ويتجسد ذلك في رحلته التي يريد فيها مغادرة البلاد بالبحر.
ويوجّه مينة دعوة إلى الجمهور إلى أن يستخلص العِبر ويضع الإسقاطات التي يريدها عبر الثلاثية. مشيراً إلى أنها تطرح عناوين عريضة قد يشاهدها الجمهور يومياً على شاشات التلفزة. لكن مجرد طرح الواقع كما هو في ظرف كهذا… إنجاز.
ولفت مينة إلى أن تعاونه مع المخرج نعمو هو التعاون الثاني، لكنه يراه الأول وذلك لاختلاف كل شيء لدى صفوان في التعاطي. النوعية مختلفة والطرح حياديّ وجريء، والجدّية المطلقة عنوان بارز.
ويؤدّي البطولة في هذه الثلاثية كل من أمل عرفة وسعد مينة ويزن السيد وديمة الجندي، إضافة إلى نخبة من نجوم الدراما السورية، وفي مقدّمهم منى واصف ومحمد حداقي ويحيى بيازي. علماً أن مسلسل «مدرسة الحبّ» الذي تنتجه شركة «بلاك تو» عبر عشرين ثلاثية تتحدّث عن الحبّ بشتّى صوره، الإيجابية والسلبية، لا يركز على الرومنسية فقط، إنما على الخيانات والنهايات التعيسة أيضاً، ويشارك فيه نخبة من نجوم الدراما في العالم العربي ومن أكثر من بلد، ويربو عديد النجوم فيه على مئة وخمسين.