تقرير

أجرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقابلة صحافية مع قائد القوات الجوّية والفضائية الروسية الفريق أول فيكتور بونداريف قال فيها إن روسيا أخذت في الحسبان كل الأخطار المحتملة. وهي لذلك لم ترسل إلى سورية المقاتلات وقاذفات القنابل وطائرات دعم المشاة والمروحيات فحسب، إنما أرسلت أيضاً إلى هناك منظومات الصواريخ المضادّة للجو. «وذلك للحؤول دون حدوث أيّ أوضاع حرجة مثل اختطاف طائرة حربية ما في بلد متاخم لسورية يمكن أن توجّه منه ضربات إلينا. فيجب عليها أن نكون جاهزين للتصدي لمثل هذه الأخطار».

وردّاً على سؤال: لماذا اتخذ قرار استخدام الطائرات والمروحيات الحربية في سورية؟ قال بونداريف: إن الطيران هو الوسيالة الوحيدة الفعالة لمكافحة عناصر تنظيم «داعش» الذين يتصفون بقدرة فائقة على المناورة والاختفاء، ويستخدمون كل وسائل النقل، بما فيها السيارات والدراجات الهوائية وحتى الحمير ويغيرون مواقعهم بعد كل ضربة توجه إليهم.

وقال بونداريف إن ظهور الطائرات الروسية في السماء السورية غيّر جذرياً موازين القوى في هذه المنطقة الاستراتيجية وأحبط خطط البنتاغون. وأضاف قائلاً إن الجيش الروسي والقوات الجوّية والفضائية الروسية بصورة خاصة يختلفان الآن عما كانا عليه لسنتين خلتا، إذ يتم تسلّم 250 طائرة حربية كل سنة. وتغيّر نظام التدريب القتالي في القوات المسلحة إذ باتت تشارك في المناورات والتدريبات الكثيرة وصارت مستعدة الآن لصدّ أي هجوم مفاجئ.

وقال قائد القوات الجوية والفضائية الروسية مجيباً عن سؤال وجّه إليه عن عدد الطائرات والمروحيات المشاركة في العمليات الحربية في سورية، إن عددها يزيد عن خمسين طائرة ومروحية حربية. وأضاف أن الطيارين الروس يتلقون معلومات تبيّن الأهداف عن طريق الأقمار الاصطناعية أولاً، والطائرات من دون طيار ثانياً، وعناصر الاستخبارات الأرضية ثالثاً.

وأوضح «أن طيارينا كانوا يوجهون في المرحلة الأولى تسع ضربات جوّية كل يوم إلى مواقع الإرهابيين. أما الآن فبلغ متوسط عدد الضربات الجوية يومياً 50 ضربة. وفي بعض الأحيان يبلغ هذا العدد 80 ضربة جوّية».

ومضى قائلاً إن كل هدف يتم أولاً التأكد من صحة إحداثياته، ثم التنسيق في شأنه مع السلطة المحلية وقيادة الجيش السوري قبل أن توجّه الضربة إليه.

وردّاً على سؤال مفاده أن وسائل الإعلام الأميركية والغربية تدّعي على الدوام أن الطائرات الروسية توجّه ضربات إلى السكان المحليين الآمنين قال الجنرال الروسي: «يمكنني التأكيد بنسبة 100 في المئة أن هذا الأمر مستحيل. أما الأخبار التي يتناقلها الأميركيون وأتباعهم فإنها مزيّفة لأن الكذب هو سلاحهم الإعلامي الذي يسعى إلى تسويد صفحة عملياتنا بشتى الوسائل. فنحن نخوض عملياتنا بشكل شفاف ونستعرض نتائجها كل يوم أمام العالم كله. أما هم فلم يكشفوا عمليات طياريهم في أفغانستان مثلاً، حيث كانوا يقصفون بطريق الخطأ كما يقولون مستشفيات وحفلات زفاف».

وقال الجنرال مجيباً عن سؤال وجّه إليه حول مشاركة الطائرات السورية والعراقية والإيرانية الطائرات الروسية في العمليات: «نعم، تشارك طائرات دعم المشاة والطائرات السورية الضاربة في العمليات. ويشارك العراقيون أيضاً من جهة أراضيهم».

وأضاف مقيّماً إمكاناتهم ومعدّاتهم «أن طائراتهم بالطبع أقدم بالمقارنة مع طائراتنا. لكنهم أحرزوا نتائج لا بأس بها بفضل الخبرات المكتسبة خلال العمليات الجوّية». وأوضح أن غالبيتهم أنهوا الكلّيات الجوّية الروسية.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كان هناك مركز تنسيق مشترك للعمليات الجوّية قال: «نعم، هناك جنرال روسيّ يقوم بهذا التنسيق». وأضاف قائلاً إن كل الإشاعات عن إسقاط طائرات روسية في السماء السورية ما هي إلا أخبار مزيّفة. و«ليس لدينا أي خسائر حتّى الآن».

وقال الجنرال الروسي مجيباً عن سؤال: هل يمكن اعتبار عمليات الطائرات والمروحيات الروسية في سورية مختبراً تجرّب فيه المعدّات في الظروف القتالية؟: «بلا شك. فإننا نختبر طائراتنا العاملة هناك ووسائل التدمير المتوفرة فيها وإمكاناتها القتالية. وتخضع تلك الاختبارات للتحليل والمعالجة. وذلك بغية تطويرها في المستقبل. ومضى قائلاً: «انتشرت إشاعات تزعم أن طيّارينا يواجهون نقصاً في الصواريخ، لذلك يدّعون أن احد مصانعنا يعمل ليلاً ونهاراً ليسدّ هذا النقص. إن كل تلك الإشاعات ما هي إلا افتراءات. فلم أتلقَّ حتى الآن أيّ تقرير من رؤساء الشركات المصنّعة للصواريخ في هذا الموضوع».

وقال مقيّماً فاعلية تلك الصواريخ «إنها أثبتت فاعليتها العالية. ولم يرد أي شكوى عليها من قبل من استخدمها. أما الذين يصابون بها فإنهم يشكون بطبيعة الحال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى