نزف السنين

قالت له: كغراب وحيد يجثم بين الأغصان لم يستطع كبح دموعه. وعلى الطريق مسافراً إلى عيون لم تعد تراك. إلى متى ستبقى باحثاً عن حبّك القديم بين ماضٍ خاوٍ وحاضرٍ أوراقه صفرا؟.

مكانك ابقَ. فالخيال حطّم صوَرك الجميلة إلى آلاف الشظايا.

قال لها: خارج ذكرياتي، أنا والموت على موعد. أصير صدى في الزوايا يتردّد. كنت في كلّ لحظة حاضراً. وصمتك الثقيل حوّلني إلى غائب. ا ن، كلّ شيء يجرحنا. غروب الشمس، رائحة الياسمين وموج البحر.

كيف تسألين؟ وأنتِ من أدخلنا إلى سجن الحنين. تعالي نخبر الحبيب الحقيقة، وننهي معاً نزف السنين. هل تجرؤين؟

قالت: كم أنت عنيد أيّها القلب. تفعل ما تريد في هذا الجسد. أردت لقصّتي أن تكون قصيرة وتطيلها أنت إلى ا بد. العمر تبخّر، والكلمات تنتهي. بِيدي اخترت العزلة وقلبي عليّ تمرّد ولم ينتهِ.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى