ستبقى «الميادين» العين المقاومة مخارزَ مملكة السواد
«البناء»
عبّر الوسط الإعلامي في لبنان والعالم العربي عن صدمته من تهديد «عرب سات» بإلغاء تعاقدها مع الدولة اللبنانية إن لم تغلق قناة «الميادين»، وذلك بعد ضغوط مارستها السعودية على السلطة اللبنانية وبما يتجاوز قيم السيادة الوطنية.
وقالت مصادر مشاركة في الاتصالات لمنع تنفيذ «عرب سات» خطوتها إنه يبدو «أنّ هناك توجّهاً جديّاً لاتخاذ إجراء عقابي بحقّ لبنان، لسماحه ببثّ مواد إعلاميّة معارضة للسعوديّة ودول خليجية أخرى من أراضيه».
واعتبر رئيس مجلس إدارة قناة «الميادين» الزميل غسان بن جدّو أنّ تهديد «عربسات» بإقفال القناة «يمثل قراراً تعسفياً وتدخلاً في سياسة الميادين».
وفي حديث تلفزيوني، أوضح بن جدّو «أنّ أحد الضيوف انتقد القيادة السعودية في تعاطيها مع حادثة منى، ما أثار استياء «عربسات» التي أرسلت كتاباً خطياً للشركة، إلا أننا تعاطينا بهدوء وكانت إجابة خطية بأنّ الأمر غير مقبول وأنّ الضيف لا يلزم القناة بمواقفه لأنّ البث كان مباشراً».
ولفت إلى أنّ «»عربسات» ليست دولة ولا حكومة، وحين تتحدّث أننا تجاوزنا الميثاق، نقول إنّ عدداً من القنوات تخطت الميثاق ولم يُتخذ ضدّها أيّ إجراء»، لافتاً إلى أنّ «الأمر يتجاوز الميادين ليطاول الحريات الإعلامية في لبنان وفي الشرق».
وأكد أنّ «القناة ستعلن في مؤتمر الخطوات التي ستتخذها، وشاشة الميادين سيشاهدها الجميع أينما كانوا».
إنّ القبول بكشف الزميلة «الميادين» ومن ثم إغلاقها سيكون بمثابة انتحار لقطاع الإعلام اللبناني، لأنّ الهدف الأساسي من هذه الممارسات ليس سوى استهداف لحرية وسائل الإعلام بسبب تناولها قضايا معينة، وقد نجد مقالات تتضمّن وقائع وتعليقات مماثلة لها في وسائل وصحف معينة بصيغة أخرى… وتصفية الحسابات معها والانتقام منها أو افتعال نزاعـات حولهـا، بـل وأحيـانـاً إثـارة ضجـة مقصـودة.
إنّ سكوت الجسم الإعلامي والوطنيين في لبنان والعالم العربي عن محاولات إغلاق قناة «الميادين»، سيساعد المتطرفين والإرهابيين الذين تدعمهم السعودية وقطر، على إغلاق نوافذ النور والتنوير والحداثة والحقيقة أمام مواطنينا، فهل نقبل أن تكمّم أفواهنا وتغلق عيوننا وتسدّ آذاننا أمام هذه الهجمة غير الأخلاقية للسعودية على هذه القناة الحرة؟
«الميادين»… العين التي ستبقى تقاوم مخارز مملكة السواد.