الراعي والحريري تشاورا في الاستحقاق الرئاسي: لبذل أقصى الجهود لتسهيل الانتخاب
جرى أمس اتصال بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس سعد الحريري تطرّقا خلاله إلى الأوضاع العامة في لبنان، والمنطقة و«كان تأكيد على ضرورة بذل أقصى الجهود لتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية»، بحسب ما أوردت «الوطنية للإعلام».
وكان الراعي تداول موضوع الفراغ الرئاسي مع رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الذي نقل عن الراعي أنّه «بذل وما زال، أقصى المحاولات لدفع الأفرقاء إلى إنجاز الاستحقاق باعتباره الركن الأول للحفاظ على الدستور والمؤسسات، وحذّر مراراً وتكراراً من أنّ التهرب من هذه المسؤولية سوف يؤدّي إلى شلّ الدولة وتعطيل مؤسساتها، وهو ما وصلنا إليه اليوم بشكل مأساوي ومُعيب، ومُهين».
وأضاف الخازن: «كان الرأي متّفقاً على أن لا سبيل إلى تفعيل الأوضاع الحكومية وتنشيط الحركة التشريعية إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بل إنّ الدولة بأجمعها في خطر إذا ما استمرّ هذا الاستهتار بالاستحقاق الرئاسي الذي يؤمّن، وحده، رمزية الوحدة وبعث الحياة في المؤسسات الدستورية التي يمثل الرئيس عنواناً لحرمتها وهيبتها وحضورها الفاعل في المجتمع الدولي، بعدما أصبحنا في نظر هذا المجتمع عاطلين عن العمل وخارجين عن الالتزامات والاستحقاقات».
ثمّ استقبل الراعي سفير المكسيك جايمي غارسيا امارال وعرضا التحضيرات لزيارة البطريرك إلى المكسيك منتصف الشهر الحالي، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع والعلاقات الثنائية.
والتقى الراعي أيضاً رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، الذي «دقّ ناقوس الخطر الاقتصادي بفعل استمرار شلل المؤسسات الدستورية».
وقال: «لقد أطلعت غبطته على بعض الاستحقاقات المالية الدولية المتوجّبة على لبنان، والتي تتناول بصورة خاصة إصدار تشريعات جوهرية مطلوبة من المجتمع الدولي، وتأخّر صدورها حتى اليوم، وإنما يقتضي إنجازها قبل نهاية هذا العام، لأنّ عدم إنجازها يؤدّي إلى إدراج لبنان على لائحة الدول غير المتعاونة في موضوع مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وهذا أمر يؤدي إلى منع التحويلات المالية من وإلى لبنان، ويقضي على شرايين حياة اللبنانيين والاقتصاد اللبناني، والمجتمع اللبناني».
وأضاف: «أمام هذا النوع من الأخطار، لا بدّ من تجنّب الانقسام السياسي الذي سيؤدّي حتماً إلى انتحار مالي يكون صاعقاً»، آملاً «من المرجعيات السياسية التي أعلنت مقاطعتها للجلسة التي سيعقدها مجلس النواب نهار الخميس المقبل كلّها، المشاركة وبالتالي المساهمة في عملية الإنقاذ المطلوبة»، وأعلن طربيه أنّه ومجلس إدارة جمعية مصارف لبنان، سيزوران كل المرجعيات المقاطعة، لنضعها في حقيقة الصورة الدقيقة.
واستقبل بعد ذلك الشيخ علي بحسون، وكيل المرجع الشيعي في العراق الشيخ بشير النجفي، على رأس وفد، حيث جرى عرض الأوضاع محلياً وإقليمياً.
وترأّس البطريرك الجمعية العومية للمؤسسة المارونية للانتشار، وأعرب عن حرصه على «ارتباط اللبنانيين المنتشرين في العالم، سياسياً واقتصادياً بوطنهم».
ثم التقى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ثم القاضي رشيد مزهر، كما ترأّس اجتماعاً إدارياً للمؤسسة المارونية العالمية للإنماء الشامل.