وفاء

يُحكى أن أعرابياً اصطاد حيواناً ولم يعرفه، وكان لغرابة شكله دهشة في نفس الأعرابي، فظنّ أنه اصطاد حيواناً غريباً قد يدرّ عليه مالاً كثيراً. وحين قابل رجلاً قال له الرجل: ما هذا السنّور؟ ولقي آخر فقال: ما هذا الهر؟ ثم قابل آخر فقال: ما هذا القط؟ ثم لقي آخر فقال: ما هذا الخيطل؟ ثم لقي آخر فقال: ما هذا الدُم؟

فرح الرجل بصيده وحمله قائلاً: أبيعه فربما أجني مالاً كثيراً. وحين حضر الى السوق قيل له: بكم هذا؟ فشدّ الرجل من قامته، وأغلظ صوته باعتباره صاحب الصيد الثمين، وقال: هذا بمئة. فضحكوا وقالوا له: يا لك من أحمق، هذا لا يساوي إلّا نصف درهم. عند ذلك، رمى الرجل صيده صارخاً: لعنك الله ما أكثر أسماءك وأقلّ ثمنك.

آلاف من الألوية والكتائب والفصائل وما لم نستطع إحصاءه من أسماء في مجموعات الإرهابيين وجيوش آل صهيون وآل سعود تتكاثر بلا توقف كل يوم. وخلال ما يقارب خمس سنوات، شاهدناهم ينقسمون وينشطرون ويجتمعون ويندمجون، وفي غالبية الأوقات يتذابحون. ولم يبقَ هناك أسماء تكفي. فسارق الدجاج لديه كتيبة، وسارق الأغنام لديه لواء، ومن كان يلاحق الأطفال في الأزقة صار لديه جيش، وراقصة الكابريهات شكلّت كتيبة لمثيلاتها.

هذا مختصر لما عايشناه وشاهدناه. فكل عاهة عاشت في القمامة وتخرّجت منها، اغتنمت فرصة سنحت لها بحمل السلاح والتحكم برقاب البشر، وراحت توزع الموت بحقد دفين لا يحمله إلا ابن زنا لا يعرف الشرف.

من رآهم وهم يرخون الذقون ويلوّحون بالسواطير وعيونهم فارغة مات فيها البصر، من رآهم وهم يطلقون التهديد والوعيد ويقطعون الرؤوس بتشفٍّ وسفالة، من سمع صرخاتهم المسعورة وهم يقتحمون المنازل ويستبيحون المدن، يظن أنهم مقاتلون أشداء. ولكن الواقع يقول إنهم في كل مواجهة مع الجيش السوري كانوا يظهرون على حقيقتهم بأنهم فئران مذعورة تهرب إلى المجرور الأول. لتكون الحقيقة التي لا شك فيها أنهم أبطال من كرتون، قد كبرت وتعاظمت أسماؤهم وانحطت أفعالهم إلى الدرك الأسفل من الحقارة.

كل الأخبار عن اندماج هذه المجموعات إعلامية بحت بغرض تقوية الروح المعنوية لقطعان البهائم التي تتبهم. وللإيحاء أنهم يقاتلون ويجاهدون من دون توقف. والحقيقة أنهم وحوش تأكل بعضها من أجل الغنائم، ولا كلمة شرف بين اللصوص والقتلة، وسرعان ما ينقضي شهر عسل الاندماج ليبدأ الصراع على السلطة والنفوذ والمال.

كثرة أسمائهم ليست دليلاً على قوتهم، إنما هي دليل على أن أبناء الباطل يتكاثرون، وسواء اجتمعوا أو تفرقوا أو تكاثروا فمصيرهم مزابل هي أنظف منهم.

صباح جنود الحق ولو كانوا قلّة فهم الأقوى… صباح أصحاب الأرض وحماة الوطن… صباح الجيش السوري الباسل.

وفاء حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى