تراجع أسهم بريطانيا في المنطقة والعالم… وصحافتها تنتقد بوتين
لم تسلم الحكومة البريطانية من الانتقادات التي انهالت عليها عبر صحف عدّة، لا سيما في ما يتعلّق بوضع المملكة المتحدة في الشرق الأوسط. إذ تناولت صحف بريطانية عدّة مسألة تراجع أسهم بريطانيا في المنطقة والعالم، بينما دعا بعضها إلى عدم التدخل إلا ضمن استراتيجية دولية متماسكة.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «إندبندنت» مقالاً للكاتب إفغيني ليبيديف قال فيه إنه يجب على بريطانيا عقد تحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمواجهة الأزمة الكارثية التي تعصف بسورية منذ سنوات، وأشار إلى أن الكرملين الروسي يرغب في هذا التحالف مع بريطانيا. ونشرت صحيفة «ديلي تلغراف» تحليلاً لدان هوغيز، قال فيه إن الحرب في سورية تمثل كارثة بالنسبة إلى سياسة بريطانيا الخارجية، وذلك بالطريقة نفسها التي شكلها غزو العراق عام 2003.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحليلاً لسايمون تيسدال يقول فيه إنه إذا صحّ ما تشير إليه الحكومة البريطانية من أن قنبلة قد تكون السبب في تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، فإن الثمن البشري لمغامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية قد يكون ارتفع بكثير. إذ إنّ بوتين من خلال مغامرته في سورية ومعاداة تنظيم «داعش»، وضع بلاده في خطّ النار.
من ناحيتها، تطرّقت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية إلى الأوضاع في سورية والعراق، مشيرة إلى أن «داعش» قرّر تحويل تركيز اهتمامه من العراق إلى سورية. ونقلت عن سفير روسيا لدى العراق إيليا مرغونوف رسمياً، أنّ بغداد لم تطلب من روسية المساعدة في مكافحة تنظيم «داعش» المحظور في روسيا، والذي ينشط ـ كما هو معلوم ـ في الأراضي العراقية والسورية. من جانب آخر أعلنت السلطات العراقية عن تحقيق نجاحات وانتصارات في مكافحة الإرهابيين.
«إندبندنت»: بريطانيا لم تعد لاعباً قوياً في العالم
تناولت صحف بريطانية عدّة، سياسة لندن إزاء الحرب في سورية، وبينما دعا بعضها إلى عدم التدخل إلا ضمن استراتيجية دولية متماسكة، أشارت أخرى إلى ضرورة التدخل لوقف القتل الذي يتعرّض له المدنيون السوريون.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «إندبندنت» مقالاً للكاتب إفغيني ليبيديف قال فيه إنه يجب على بريطانيا عقد تحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمواجهة الأزمة الكارثية التي تعصف بسورية منذ سنوات، وأشار إلى أن الكرملين الروسي يرغب في هذا التحالف مع بريطانيا، وأن موسكو لا تريد أن تتخذ من المملكة المتحدة عدواً في هذا الشأن.
وأضاف ليبيديف أن بريطانيا طالما شكلت لاعباً قوياً في الشرق الأوسط والعالم، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر لم يسبق له أن تساءل في شأن من سيدعو إذا ما أراد أن يدعو أوروبا.
وقال الكاتب: لو أن أي وزير خارجية أميركي في الوقت الراهن طرح هذا التساؤل، لكان الجواب بأنه سيدعو المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بكل تأكيد، لا رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة «غارديان» مقالاً للكاتب رافيل بير قال فيه إن سياسة الحياد البريطاني بالنسبة إلى الحرب في سورية تتسبب في استمرار تعرض عشرات آلاف المدنيين للقتل والذبح، وأضاف أن مشاركة بريطانيا في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في سورية بإرسال عدد من المقاتلات، لا تعدّ كافية ولن تجدي نفعاً.
وأوضح أن هذه الطائرات البريطانية لن تستطيع المساهمة في إيقاف زحف تنظيم «داعش» في سورية، ولن تؤدي إلى إسقاط نظام الأسد، وأضاف أن تدخل بوتين في سورية على نطاق واسع أدّى إلى تغيير الحسابات الاستراتيجية بالبلاد، خصوصاً في ظل تردّد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء تلك الحرب المستعرة.
وأشارت الصحيفة، في تقرير منفصل، إلى أن رئيس الحكومة لن يقدم على شن حملة جوية في سورية قبل أن يحصل على موافقة البرلمان، وأضافت أن كاميرون يحتاج إلى الكثير من الجهد لإقناع المسؤولين في شأن هذه الخطوة، خصوصاً في بلاد أصابها الملل من الحروب الخارجية التي أثقلت كاهلها.
ونشرت صحيفة «ديلي تلغراف» تحليلاً مطولاً كتبه دان هوغيز، وقال فيه إن الحرب في سورية تمثل كارثة بالنسبة إلى سياسة بريطانيا الخارجية، وذلك بالطريقة نفسها التي شكلها غزو العراق عام 2003.
وأوضح الكاتب أن تقريراً صادراً عن لجنة شكلتها الخارجية يفيد بضرورة عدم التمديد لأيّ دور عسكري بريطاني في الحرب المستعرة في سورية، إلا في حال وجود استراتيجية دولية متماسة يكون من شأنها إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» ووضع حد لهذه الحرب الضروس.
«نوفيه إيزفيستيا»: الجبهة الثانية أكثر أهمية
تطرّقت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية إلى الأوضاع في سورية والعراق، مشيرة إلى أن «داعش» قرّر تحويل تركيز اهتمامه من العراق إلى سورية.
وجاء في المقال: أعلن سفير روسيا لدى العراق إيليا مرغونوف رسمياً أن بغداد لم تطلب من روسية المساعدة في مكافحة تنظيم «داعش» المحظور في روسيا، والذي ينشط ـ كما هو معلوم ـ في الأراضي العراقية والسورية.
من جانب آخر أعلنت السلطات العراقية عن تحقيق نجاحات وانتصارات في مكافحة الإرهابيين. ويبدو أن «داعش» يركز اهتمامه على الجبهة الثانية ـ الجبهة السورية. وقد وضع مرغونوف في تصريحات أدلى بها إلى وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية النقاط على الحروف، في شأن توسيع العمليات الحربية الروسية في الشرق الأوسط.
يقول مرغونوف: نشرت قبل فترة من الوقت أنباء أفادت بدعوة بغداد أو قرب دعوتها القوات الروسية للمشاركة في مكافحة «داعش» في العراق. ولكن هذه الأنباء غير صحيحة لأن السلطات العراقية الرسمية لم تقدّم مثل هذا الطلب. مشيراً إلى أنّ هناك مشكلات من الناحية التنظيمية أو التقنية لقيام الطائرات الروسية بغارات على مواقع الإرهابيين في العراق.
أما في شأن المعلومات التي تفيد بأن الولايات المتحدة تمنع مشاركة روسيا في العمليات العسكرية ضدّ الإرهابيين في العراق، فقد أشار مرغونوف إلى أن السفارة لا تملك أيّ معلومات في هذا الشأن.
يذكر أنه في 20 تشرين الأول الماضي بعد نشر أنباء عن احتمال توسيع ساحة العمليات الحربية الروسية في الشرق الأوسط، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، جوزف داندورف أن الولايات المتحدة ستوقف عملياتها الحربية ضد «داعش» في العراق، إذا طلبت بغداد من موسكو الاشتراك في العمليات الحربية على الأراضي العراقية.
على إثر هذا التصريح، بدأت بغداد تعلن عن نجاحات وانتصارات ضدّ «داعش»، بحيث لم تعد هناك حاجة إلى طلب مساعدات من الخارج. فقد أعلن المتحدّث بِاسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أنه تم تحرير جميع حقول النفط التي استولى عليها «داعش» سابقاً باستثناء حقل واحد فقط. ولكن وسائل الإعلام الغربية لم تؤكد هذه المعلومات. ما أجبر «داعش» على الاهتمام أكثر بالجبهة السورية، خصوصاً أنّ مسلحيه بدأوا بعد فترة طويلة عمليات هجومية هناك، على رغم عدم تحقيقهم نجاحات تذكر. فبحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي مقرّه لندن، استولى مسلحو «داعش» على بلدة مهين الواقعة جنوب غرب محافظة حمص، حيث فجّروا سيارتين وخسرت القوات الحكومية حوالى خمسين فرداً بين قتيل وجريح. وما قد يشير إلى صحة هذا الخبر، فقط ما نشرته مصادر أخرى في شأن وجود قتال عنيف في بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية القريبة من مهين.
إن الكلام عن استيلاء «داعش» على أراضٍ جديدة، هدفه إعلاميّ فحسب، خصوصاً أنه بدأ مباشرة بعد بداية الهجوم على مدينة الرقة من قبل الائتلاف الذي شكلته الولايات المتحدة من مجموعات «المعارضة السورية المعتدلة» التي تضم الأكراد وبعض المجموعات العربية، وكذلك بداية هجوم القوات الحكومية النظامية السورية المدعومة بالطائرات الحربية الروسية باتجاه حلب.
«غارديان»: روسيا قد تدفع ثمناً باهظاً لتدخّلها في سورية
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحليلاً لسايمون تيسدال يقول فيه إنه إذا صحّ ما تشير إليه الحكومة البريطانية من أن قنبلة قد تكون السبب في تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، فإن الثمن البشري لمغامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية قد يكون ارتفع بكثير. ويضيف تيسدال إن التدخل الروسي جاء فجأة الشهر الماضي بعد زيادة سرّية وسريعة في العتاد والجنود في سورية. وكان الهدف الرئيس لبوتين من التدخل، دعم نظام بشار الأسد. ولكن الأسد برّر تدخله أمام المجتمع الدولي بأن طائراته ستستهدف مواقع تنظيم «داعش».
ويضيف تيسدال أنه على رغم أنه اتضح سريعاً أن القوات الروسية كانت تقصف قوات «المعارضة السورية المسلحة» المدعومة من الغرب، ولكنها كانت تقصف أيضاً أهداف تنظيم «داعش». وتعهد «داعش» بالردّ.
وزعم تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«داعش» مسؤوليته عن إسقاط الطائرة على الفور. فيما هوّن مسؤولون مصريون وروس على الفور من شأن مزاعم تنظيم «ولاية سيناء». ويضيف تيسدال أنه مع تزايد ترجيح أجهزة الاستخبارات الغربية أن السبب وراء تحطّم الطائرة كان قنبلة زرعت على متنها، سيكون السؤال التالي: لِم استُهدِفت طائرة روسية تحديداً، ولماذا يحرص بوتين على التهوين من شأن المزاعم الإرهابية في ما يتعلق بالطائرة؟
ويقول تيسدال إن الإجابة الأكثر ترجيحاً، ستكون مغامرة بوتين في سورية، فبمعاداة تنظيم «داعش»، وضع بوتين بلاده في خطّ النار.