«المجلس الشرعي»: استمرار التصلّب يودي بلبنان إلى الهاوية

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى أول من أمس، ودرس الشؤون الدّينية والوقفية المُدرجة على جدول أعماله، واستعرض الأوضاع العامة في البلاد، وأصدر المجلس بياناً تلاه العضو الشيخ مظهر حموي، لفَتَ فيه إلى أنّ المجتمعين «أبدوا قلقهم الشديد من استمرار التباين في وجهات النظر بين الأطياف السياسية، الذي ينعكس سلباً على الوطن والمواطن ما يؤشّر إلى خطورة المرحلة التي نمرّ فيها لعدم التوصل إلى تفاهم أو اتفاق لحلّ الأزمة التي يعيشها لبنان، وضرورة إيجاد مخارج تحفظ كيان الدولة».

ورأوا «أنّ لبنان اليوم يحتضر بسبب الانقسامات السياسية والاختلاف في معالجة أولويات الأمور، وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو رأس الدولة، وخاصة نحن على أبواب ذكرى الاستقلال، وإذا استمرّت هذه التجاذبات السياسية والتصلّب في المواقف فسينزلق لبنان رويداً رويداً نحو الهاوية، ومن ثمّ الانفجار َالذي يضرب صفو الأمن والاستقرار المعيشي والاجتماعي»، داعين اللبنانيين جميعاً إلى «التماسك والتفاهم والاستمرار في الحوار الوطني والحوارات الثنائية في المجلس النيابي وخارجه التي لا بديل عنها، فهي الأمل المعوّل عليه في تحقيق التوافق على حلّ الأزمة اللبنانية لملء الفراغ الرئاسي لكي يكون هديّة للبنانيّين في ذكرى استقلالهم».

وحذّر المجتمعون «من خطورة الوضع في بلدة عرسال، خاصة بعد الانفجارين اللذين يُنبئان بمكيدة ما تضرّ بمنطقة عرسال وأهلها لجرّها إلى فتنة يُدبّر لها للعبث بأمنها واستقرارها» آملين «أن تُعقد جلسة تشريعية في المجلس النيابي بحضور النواب كلّهم، والكتل السياسية وحتى لا يكون هناك انقسام بين النواب على خلفية إقرار بعض التشريعات الضرورية للحاجة الماسة لسلامة وتسيير أمور الدولة اقتصاديا واجتماعيا».

ودعوا القوى السياسية إلى «التجاوب مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في دعوته إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ القرارات التي تعود بالنفع، ورفع الضرر عن الوطن والمواطن»، آسفين «لعجز الدولة في النهوض بالشأن المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي والبيئي وحلّ أزمة النفايات، فإذا لم يتمّ العمل على معالجة هذه القضايا وتسيير أمور الناس نخشى من كارثة كبرى تؤدي إلى الخراب والفوضى للبلاد والعباد».

وطالبوا قادة الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، والمجتمع الدولي «بدعم صمود الفلسطينيين لمواجهة العدو «الإسرائيلي» الذي يمارس أبشع أنواع الإجرام بحق الفلسطينيين وبحق أهل القدس المدافعين عن المسجد الأقصى، الذي تُنتهك حرمته يومياً من قِبَل العدو الصهيوني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى