كواليس

استغرب مرجع بارز بقاء الرئيس سعد الحريري خارج لبنان لـ«دواعٍ أمنية»، علماً أنّ الأخير يتنقّل بين الرياض وعواصم أوروبية وأميركية عدّة، من دون إجراءات أمنية تحفظ أمنه. وأشار المرجع إلى أنّه هو أيضاً مهدّد بالاغتيال منذ سنوات عدة وفق أكثر من تقرير أمني رسمي وحزبي، وقال: «باستطاعة الحريري العودة إلى بيروت والقيام بما أقوم به، وهو عدم الخروج كثيراً، والتقليل من عدد المناسبات التي يُفترض أن أتحدّث فيها إلى الجمهور مباشرة».

لكن المرجع استدرك غامزاً من قناة بعض قيادات تيار «المستقبل» مشيراً إلى أنّ البعض في التيار، الذين يكرّرون أنّ غياب الحريري هو للمحافظة على سلامته إنّما يخشون، في الواقع، على سلامتهم السياسية من عودة رئيسهم الذي سيتدخّل في كلّ صغيرة وكبيرة في أدائهم السياسي، وحتى الشخصي.

لوحظ الهجوم الحادّ الذي شنّه عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش على الكتل النيابية التي أعلنت مقاطعتها الجلسة التشريعية المقرّرة يومي الخميس والجمعة المُقبلَين.

مصادر مقرّبة من حبيش أكّدت أنّ «نائب المستقبل» قصد بهجومه «القوات اللبنانية»، والسبب يعود في ترسّباته الأساسية إلى الانتخابات النيابية العام 2009، إذ حينها طلب رئيس حزب القوات اللبنانية من الرئيس سعد الحريري أن يكون مقعد حبيش في عكار لمرشح «قواتي» طالما أنّه من الحصّة المسيحية.

لم يعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي موقفاً حاسماً من موضوع الجلسة التشريعية المقرّرة يومي الخميس والجمعة المقبلَين، بل ترك الباب مفتوحاً على كلّ الاجتهادات، ولو أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري فسّر ما قاله الراعي في عِظة الأحد الماضي لمصلحة عقد الجلسة. لكن أوساطاً سياسية أكّدت أنّ الراعي تعمّد أن يكون موقفه من الجلسة مُلتبساً إذ لو أعلن رفضه صراحةً للتشريع في ظلّ الفراغ السياسي، لطارت الجلسة حتماً، إذ سيقاطعها النواب المسيحيين كلّهم، التزاماً بموقف الكنيسة. وإنْ أفصح عن تأييده لعقد الجلسة فسيغضب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، ما سيؤثّر سلباً على علاقته بالثلاثي الفاعل في الشارع المسيحي والماروني تحديداً، لذا اتّخذ البطريرك موقفاً يخضع لكلّ التفسيرات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى