فارس: توجّهنا دعم التنمية الريفية من خلال تشجيع إنتاج المؤونة
نظّم «تجمّع النهضة النسائي» معرضه السنوي للمؤونة تحت عنوان «شغل البيت لسِتّ البيت»، وذلك في قصر الأونيسكو ـ بيروت، دعماً للنشاطات الريفية في إطار التنمية المستدامة.
شارك في المعرض عارضون من التجمّع، قدِموا من المناطق اللبنانية كافة. فإلى جانب زيت زيتون الكورة، برغل وزعتر من الجنوب، «شنكليش» من عكار، «مكدوس» من البقاع، إضافة إلى مربيات وعصائر من الجبل، وأنواع مختلفة من المؤونة البلدية المصنوعة يدوياً ومن دون إضافات كيماوية.
حضر حفل افتتاح المعرض عدد من مسؤولات الجمعيات الأهلية، وحشد من سيدات المجتمع والإعلاميات. وألقت رئيسة التجمّع منى فارس كلمة جاء فيها: عام 2002، مثّلنا لبنان في القمة الأولى للسياحة، وذلك في مقاطعة كيبيك ـ كندا، وحصل نقاش حول مفهوم الاستدامة، أي حول كيفية التوفيق بين النموّ الاقتصادي والحفاظ على موارد هذا الكوكب ومقدراته للأجيال الآتية. ولعل هذه الإشكالية ما زالت سبباً لكلّ الأزمات التي تواكب الألفية الثالثة.
في تلك القمة، توصّل المشاركون وهم يمثلون إدارات رسمية وجمعيات أهلية وشركات، إلى ضرورة وضع استراتيجيات من قبل الدول، تراعي هذا التوازن وتولي الريف دوراً أساسياً في عملية التنمية المستدامة، لتثبيت أهله في مناطقهم وتخفيف نزوحهم إلى المدن منعاً للاكتظاظ السكاني.
وأضافت فارس: منذ تأسيسه في أواخر السبعينات من القرن الماضي، حرص تجمّع النهضة النسائي على التموضع في الأرياف اللبنانية إضافة إلى العاصمة. وكان توجّهه الدائم، لدعم التنمية من خلال تشجيع إنتاج المؤونة البلدية التي أصبح معرضها تقليداً سنوياً للتجمع.
إنّ معرض «شغل البيت»، لهو عرض للمؤونة البلدية التي تتمتع بمواصفات صحية. وإضافة إلى فائدتها الاقتصادية في تثبيت العائلات في أرضها وأماكنها، فإنها تختزن تاريخ شعبنا ومفاهيم عزّتنا وكرامتنا. فالمؤونة بالمفهوم اللبناني هي نوع من الأمان يساعد الناس في المقاومة، ويرتبط بعادات وتقاليد عريقة للبيت اللبناني، الذي يمضي أشهر الصيف والخريف في تخزين مؤونته لمواجهة الشتاء والمفاجآت غير السارة.
وتابعت فارس: لم ندعوكم لتسمعوا المطوّلات، إنما لإطلاعكم على أصناف أصيلة من مؤونتنا البلدية التي ربما تشكّل نقيضاً لما نعيشه الآن من مشكلة مستعصية لنفايات، كانت وجدت طريقها إلى الحلّ لو أن الدولة وضعت استراتيجيات تدير فيها شؤونها بشكل مستدام، وتكون كلّ الوزارات شريكة فيها بدءاً من وزارة البيئة التي عليها تدريب التلامذة على احترام البيئة وفرز النفايات من المصدر، مروراً بوزارات البنية التحتية التي عليها تطبيق قانون البيئة الذي أقرّ منذ زمن بعيد، ولم يجد بعد طريقه إلى التنفيذ، وصولاً إلى وزارات الخدمات التي هي على تماس مباشر مع المواطن، وعليها تقديم الخدمات البديهية التي هي حق له مقابل التزامه بالقوانين. ولكن عقلية المحاصصة الطائفية حالت دون هذه الممارسة، فوصلنا إلى دولة المَزارع والإمارات التي فشلت حتى في توزيع نفاياتها.
وختمت فارس: وسط هذا الظلام، ما زال هناك ضوء يتمثل في أصالة شعبنا الذي يتمتع بصبرٍ قلّ نظيره، بإبداع لمواجهة المشاكل والمِحن لا نظنّ أن له مثيلاً لدى أيّ شعب في العالم.
ثم دعت فارس الحضور ليتعرّفوا إلى ما أنتجته أيادي شعبنا في الريف، والتي تشكل سبيله إلى الاستدامة وإلى الحفاظ على كرامته.