«عريس مدمّى»… باكورة أعمال فرقة «الحبّ والحرب» المسرحية

صبا خير بيك

انطلق مؤخراً في محافظة حمص، عرض مسرحيّ عنوانه «عريس مدمّى»، وهو باكورة أعمال فرقة «الحبّ والحرب» المسرحية، وذلك بمشاركة مجموعة من الشباب الجامعيين الذين اختاروا خشبة المسرح فضاءً لنشر أفكارهم والتعبير عما يجول في خلدهم من رؤى وتصوّرات حول الواقع السوري الراهن، والمستقبل المنظور.

ويعكس العرض الذي قُدّم قبلاً في صالة كنيسة مار جرجس ـ حي الأرمن، وأيضاً في صالة نادي السريان في حي الحميدية في مدينة حمص، جملة الأهداف التي يرمي إليها هذا المشروع الثقافي، إذ قدّم الممثلون الشباب برفقة عدد من الأطفال الموهوبين رؤية فنية ذات مضمون وطنيّ، بأسلوب جديد يشدّ المتلقّي إلى مساحة من التفكير والتأمل العميقين.

في هذا الجانب، ذكر مجد عيد مخرج المسرحية ومؤلّفها، وهو طالب سنة رابعة ـ قسم جيولوجيا، أنّ فكرة العمل تجسيد لعدد من الأفكار والمشاعر التي تدور في عقل الشباب السوري ووجدانه، في ظل ما تتعرض له سورية من إرهاب ممنهج. إذ يناقش العمل موضوعات مختلفة مستقاة من رحم الواقع اليومي، لتجسّد جانباً من مجريات الأحداث الحقيقية على الأرض ضمن صوغ فنّي يدعم مضمون المسرحية الفكري.

وقال المخرج إنّ الهدف من المسرحية، توجيه رسالة محبّة وسلام وأمل بالمستقبل المقبل، وحثّ الناس على إجراء وقفة تأمل لما يجري حولهم، ليدرك الجميع أنهم أبناء بلد واحد، وعليهم الحفاظ عليه. مشيراً إلى أنّ مدة العرض ساعة وربع الساعة، ويشارك فيه عشرة ممثلين من أصل ثلاثين، هم كامل أعضاء الفرقة ممّن يتولّون كل أعمال التمثيل والإضاءة والصوت وتصميم الديكور.

من ناحيتها، أشارت الممثلة الشابة تقلا عساف، وهي طالبة في كلّية الموسيقى، إلى أنها التحقت بالفرقة لمجرد انطلاقتها، ونظراً إلى تعلقها الشديد بالمسرح الذي ترى فيه فضاء لتفريغ الداخل الإنساني ورسم الابتسامة على وجوه المشاهدين. مشيرة إلى أنّ تجربتها في هذا العرض منحتها أسرة جديدة وأكسبتها ميزة العمل الجماعي، نظراً إلى أجواء التشاركية التي سادت فترة البروفات.

أما الممثلة الشابة كريستين كرمبة، وهي طالبة أدب إنكليزي، فأكّدت أنّ العمل يحكي بأمانة وشفافية عن الواقع اليومي الذي يعيشه السوريون. وجاءت مشاركتها فيه لرغبتها في إيصال رسالة تروي من خلالها ما يحدث على الأرض الآمنة التي استباحها الإرهاب المدعوم من أنظمة عربية ودول إقليمية وغربية، عسى أن يصحو العالم على جملة الحقائق التي يطرحها العرض.

وقال الممثل مارتن حاماتي، وهو طالب تسويق وتجارة إلكترونية ـ سنة ثانية، إنّ أهمية العمل تنبع من كونه يتيح أولاً للشباب المشاركين فيه طرح وجهات نظرهم في الأحداث التي تجري حولهم، وتقييمها بكثير من الموضوعية والصدق، وهو الأمر الذي جعل الإقبال على العرض كثيفاً وواسعاً على حدّ تعبيره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى