وداعاً أيها الشهيد البطل
هو الشهيد البطل، هو الذي لم يعرف أنه باستشهاده أصبح بطلاً وجنّب الطيّونة مجرزة حقيقية كانت أودت بحياة مئات الشبّان الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقطنون في تلك المنطقة. لم يكن يعرف المفتش في الأمن العام عبد الكريم حدرج أنه أنقذنا من كارثة حقيقية كانت لتحصل، فباستشهاده، كتب عمراً جديداً لكلّ من كان في المنطقة. لم يعرف عبد الكريم أنه منقذ الأرواح، ولم يكن يعرف أنه سيصبح بطلاً لبنانياً بعد استشهاده.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي «هاشتاغ» «شكراً عبد الكريم» كعربون امتنان، على رغم أنه لا يزال صغيراً على الموت. عبد الكريم لحق بالشهداء، وكتب اسمه بالخطّ العريض شهيداً للوطن، ولا يسعنا سوى القول وداعاً عبد الكريم، على أمل أن تكون آخر الشهداء.
مونديال مأسوي!
انتظر المئات بدء المونديال على أحرّ من الجمر، وكان الجميع مبتهجاً في بداياته، وكأنّ الشعب ينتظر خشبة الخلاص التي ستمكّنه من إهمال نشرات الأخبار المليئة بالدم والقتل والمؤامرات، لينسى قليلاً أوضاع بلاده المؤسفة. لكنّ يد الغدر وثقافة الموت لا تزالان تلاحقان المواطن. وللمصادفة يتكرّر المشهد الدموي في كلّ يوم ومع كلّ مباراة.
هنا تعليق لأحد الناشطين يشبّه مونديال 2014 بمونديال 1982 أيّام الاجتياح «الإسرائيلي». وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من 30 سنة. وكأنّ ثقافة الحرب لن تنتهي في بلد لطالما عانى ويلات الحروب. هو المونديال نفسه، وربّما النتيجة نفسها، فهل يعيد التاريخ نفسه؟
أين نحن من الفرح؟
لكثرة المشاكل، أضحى الفرح صعباً، لكن لكلّ شيء فلسفته الخاصة في الحياة. فللفرح فلسفة وللحزن فلسفة، وللأبيات الشعرية سياستها الخاصة أيضاً. لكن عندما تكثر المآسي لا يعود للفرح وجود، فهل الصوم عنه كفر بالنعمة؟ هل يستطيع الإنسان فعلاً الصوم عن الفرح؟ هل يستطيع التزام الحزن دائماً؟ للأسف هذا هو واقع «فايسبوك» اليوم، فبعد أن كان مساحةً لنشر صور الفرح والتعليقات الجميلة، أمسى مكاناً للتشاؤم والألم والضعف. هذه هي حالنا اليوم، شعوب صائمة عن كلّ شيء حتى عن الفرح.
ثقافة الرصاص!
عشية المباراة بين البرازيل والكاميرون، والتي انتهت بفوز البرازيل بأربعة أهداف لهدف واحد، اختلطت الأصوات على المواطن لدرجة أنّ البعض لم يستطع التمييز بين أصوات المفرقعات النارية وصوت التفجير، ليعتقد البعض أن التفجير ليس سوى ابتهاجاً لأهداف البرازيل. ومن هنا نلاحظ أمراً غريباً لم نكن نعهده سابقاً، فإضافة إلى المفرقعات النارية مع كلّ هدف، هناك أيضاً الرصاص للابتهاج، وكأنّ ثقافة الناس ما عادت سوى ثقافة السلاح، حتى وإن كان كان للابتهاج. بين الفرحة والحزن رصاصة واحدة يطلقها شخص واحد لا يفهم المعنى الحقيقي للأسلحة. وهنا تعليق للزميل ماهر الخطيب يحكي فيه مازحاً عن إمكانية حدوث حرب ابتهاجاً بانتهاء مباريات المونديال في المباراة النهائية!