المرصد

هنادي عيسى

ملحم زين نجم بكل المقاييس، فهو صاحب موهبة فذّة استطاعت أن تثبت نفسها وسط زحمة الأصوات اللبنانية القديرة. ظهور ملحم زين في الساحة الفنية لم يكن عادياً، إذ شكّل ظاهرة في برنامج «سوبر ستار» على قناة المستقبل في موسمه الأول. طبعاً، هذا النجاح المستمر ربما يثير غيرة عدد من زملائه في الوسط الفنّي، إذ لا يرى «أبو علي» في هجوم الموسيقار الكبير ملحم بركات المستمرّ عليه، إلا أنه يصبّ في خانة الغيرة الفنية.

وكان بركات قد شنّ هجوماً على زين عبر أثير إحدى الإذاعات اللبنانية، واعتبر أن الأخير نجح بسبب الحظّ لا بموهبته الفذّة. كما حذّره أنه في حال سمع أغنية «على بابي واقف قمرين» بصوته عبر أثير أيّ محطة مسموعة أو مرئية، فسيقيم بحقه دعوى قضائية.

أما ملحم زين، فردّ وقال إنه يقدّر أبا مجد ويعتبره رمزاً فنياً لبنانياً كبيراً. إنما الكبير بحسب زين يجب أن يحتضن المواهب الشابة كلّها ويدعمها، فهو تخطّى الخامسة والسبعين من عمره، و«نحن جيل في سن أولاده، أنا أو وائل كفوري ووائل جسار، ترى لماذا يهاجمنا؟».

ويتابع «أبو علي»: أقول لملحم بركات دع لك صديقاً، وأنا لا أنتظر منك تقييم صوتي إذ كان جميلاً أو لا. فقط أطلب منك أن «تعيفني» تتركني وحدي . ويضيف زين: لست محظوظاً ولم أنجح بالصدفة. فأنا أملك موهبة ربانية، ومحبة الناس لأعمالي أكبر تقدي. والكبار هم الذين كان يقفون إلى جانب الجيل الصاعد كالراحلين وديع الصافي وصباح اللذين لم يبخلا يوماً بسماع أيّ موهبة جديدة وتشجيعها والوقوف إلى جانبها. وأعتقد أنه لو كان الأخوان الرحباني على قيد الحياة، لما بخلا بتقديم أعمالهما الفنية الجميلة إلى الجيل الصاعد. إنما بركات مختلف وممتعض منّا. ترى، أليس الأجدى به أن يقدّم ألحاناً للأسماء التي ذكرتها؟ أما في شأن أغنية «على بابي واقف قمرين»، فيقول «أبو علي» إنّ عدداً من الأشخاص الذين كانوا متواجدين على متن الرحلة البحرية التي تعهّدها يوسف حرب، طلبوا منه في حفلته أن يغنّي هذه الأغنية، وهم من أخواننا الفلسطنيين. «ولبيت طلبهم وأعتقد أنّ أبا مجد انزعج لأنني أدّيتها بشكل جميل، وحتماً لن تذاع في الإذاعات اللبنانية، إنما قد تعرض على شاشة «mbc»، وإذا أحبّ أن يقيم دعوى قضائية فليتفضل.

وعن أعماله الجديدة قال زين إنه في صدد التحضير لألبومه الجديد. وهو يتعامل مع عدد من الملحّنين والشعراء أبرزهم بلال الزين في التعاون الأول معه، ووسام الأمير وفارس اسكندر وعلي حسّون وفادي مرجان. وهناك تواصل مع الشاعر الكويتي خالد المريخي قد يسفر عن أغنية خليجية. أما الألبوم فمتنوع بين الشعبيّ والبلديّ والرومنسي، «لأنني لا أحبّ أن أحصر نفسي في لون غنائي واحد».

أما في ما يخصّ الرحلة واجتماعه مع عدد من زملائه الفنانين على متن سفينة واحدة، فقال زين إن الرحلة كانت جميلة جدّاً، و«التقيت مجموعة من الفنانين الذين أحبهم وأقدّرهم. وكنّا كعائلة واحدة نجتمع على الغداء أو العشاء، ونتبادل الأحاديث. وسعدت لأنني شاركت عدداً منهم بالغناء على خشبة المسرح، والجميع احتفلوا بعيد ميلادي، إذ غنّت لي العزيزة نجوى كرم هابي بيرثداي. وأيضاً فاجأني الأستاذ الكبير كاظم الساهر وغنّى لي في ممر الغرف، كما أقام لي المنتج يوسف حرب بالتنسيق مع زوجتي الجميلة عيد ميلاد، وحضرت هيفاء وهبي وشاركتني الحفلة، ورامي عياش حمل قالب الحلوى ودخل إلى الصالة وهو يتمنّى لي العمر المديد. نعم كانت جَمعة حلوة، ليتها تتكرّر في لبنان. ولا أعرف لماذا يجتمع الفنانون اللبنانيون في الخارج على الودّ والمحبة، وعندما تطأ أرجلهم مطار بيروت، يتباعدون، ومنهم من يبدأ بشتم الآخرين»!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى