ملحق يورو 2016: دربي اسكندنافي مثير يشدّ الأنظار
من بين المواجهات الأربع التي ستحسم أمر العبور إلى اليورو. تطفو مواجهة السويد والدنمارك إلى سطح «القمة الأكثر ترقّباً». وسيكون دربي اسكندنافيا بين السويد والدنمارك في واجهة مباريات ذهاب ملحق التصفيات المؤهل إلى نهائيات كأس أوروبا 2016 المقررة الصيف المقبل في فرنسا السبت في سولنا.
ويفتتح الملحق بمواجهة النرويج مع المجر اليوم في أوسلو، ثم تلعب البوسنة والهرسك مع جمهورية أيرلندا في زنيكا الجمعة، وأوكرانيا مع سلوفينيا في لفيف، قبل أن تقام مباريات الإياب في 15 و16 و17 تشرين الثاني الجاري.
في النزال الإسكندنافي، تملك الدولتان المرتبطان بجسر أوريسوند بين كوبنهاغن ومالمو تاريخاً من المواجهات في المسابقات القارية.
ففي نسخة 1992، خسرت الدنمارك في الدور الأول أمام السويد 1-0 قبل أن تحرز اللقب بمفاجأة كبرى، فيما رفعهما التعادل 2-2 في نسخة 2004 في البرتغال إلى ربع النهائي على حساب إيطاليا.
وفي تصفيات 2008 في كوبنهاغن عام 2007، توقفت المباراة بعد اقتحام مشجع دنماركي الملعب واعتدائه على حكم احتسب ركلة جزاء للسويد وطرد الدنماركي كريستيان بولسن للكمه ماركوس روزنبورغ.
وخرجت الدنمارك فائزة على السويد في المواجهات الأربع الأخيرة بينهما ودون أن تهتز شباكها.
وحلّت السويد ثالثة في المجموعة السابعة التي بدت في متناولها لكنها تخلفت في نهاية المطاف بفارق 10 نقاط عن النمسا المتصدرة و8 عن روسيا الثانية، وهي ستسعى جاهدة إلى عدم التفريط بفرصة بلوغ النهائيات للمرة الخامسة على التوالي والسادسة في تاريخها، علماً بأن أفضل نتيجة لها تبقى وصولها إلى نصف النهائي عام 1992 حين انتهى مشوارها أمام ألمانيا 2-3 التي خسرت النهائي أمام منافس الملحق بالنسبة لزلاتان إيبراهيموفيتش ورفاقه، الدنمارك ثالثة المجموعة التاسعة خلف البرتغال وألبانيا والباحثة عن التأهل التاسع في تاريخها.
ويقود السويد أفضل لاعب عشر مرات في البلاد الهداف إيبراهيموفيتش صاحب 9 أهداف في 6 مباريات مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي هذا الموسم و8 أهداف في التصفيات من أصل 59 في 109 مباريات دولية، محاولاً تحقيق نتيجة طيبة على أرضه قبل خوض فريق المدرب إريك هامرين لقاء الإياب بعيداً من قواعده.
من جهتها، يغيب عن الدنمارك لاعب وسط هانوفر الألماني ليون أندرسون الذي تعرّض لجرح سكين بيده احتاج لجراحة. وقال مدرب الدنمارك مورتن أولسن: «يسرني حصولنا على فرصة الحسم على أرضنا».
إصابات وإيقافات لدى أونيل
وتحلّ جمهورية إيرلندا ضيفة على البوسنة في زينيكا، قبل استقبالها الاثنين المقبل في دبلن، لكن فريق المدرب الأيرلندي الشمالي مارتن أونيل يعاني من إصابات وإيقافات.
وقال أونيل الذي سيفتقد جوناثان والترز وجون أوشي الموقوفين وحارس المرمى المصاب شاي غيفن: «لا يمكننا توقع أية مباراة سهلة في الملحق».
ويحوم الشكّ حول مشاركة حارس نيوكاسل الإنكليزي روب اليوت ومهاجم ساوثامبتون شاين لونغ صاحب هدف الفوز الشهير على ألمانيا الشهر الماضي.
وحلّت أيرلندا، الباحثة عن تأهل ثالث إلى النهائيات، ثالثة في مجموعتها وراء ألمانيا وبولندا فيما حلت البوسنة وراء وايلز وبلجيكا.
ويضم فريق المدرب محمد بازداريفيتش نجوماً عدة على غرار حارس تشيلسي الإنكليزي أسمير بيغوفيتش ولاعبي روما الإيطالي إدين دجيكو وميراليم بيانيتش.
كما لا تعتبر ذكريات البوسنة مع الملاحق بالجيّدة إذ خسرت أمام البرتغال في ملحقي مونديال 2010 وكأس أوروبا 2012، فيما تطمح أيرلندا أن تلاقي النجاح ذاته الذي سجلته في الملحق عام 2012 بتخطيها عقبة أستونيا 4-0 ذهاباً و1-1 إياباً.
المجر وذكريات 1986
كانت المجر قريبة من التأهّل مباشرةً كأفضل ثالث في التصفيات، قبل أن يحرمها من ذلك هدف تركي متأخر في الدقيقة 89.
وعرف فريق المدرب الألماني برند ستوك أسماء أسطورية في تاريخه أبرزها على الإطلاق فيرنس بوشكاش.
مصير المجر قد يصبح مؤلماً بحال فشلها بتخطي العقبة الاسكندنافية الأخرى، وبقائها بعيدة عن البطولات الكبرى منذ كأس العالم 1986، فيما تبحث النرويج عن التأهل لأول مسابقة كبرى منذ كأس أوروبا 2000.
وعلّق مدرب النرويج بير-ماتياس هوغمو: «نشعر بأنّنا نعرف المجر جيّداً، ونعرف ماذا نتوقع».
وفي لفيف، سيحلّ منتخب سلوفينيا على أوكرانيا بعد أن وصف مدربه سريتسكو كاتانيتش خصمه الأصفر بأنه «معقّد تقنياً وصلب».
ولا تملك أوكرانيا ذكريات جميلة مع سلوفينيا في التصفيات، فقد خسرت أمامها في ملحق 2000 عندما تأهلت للمرة الأولى في تاريخها إلى البطولة القارية 2-1 ذهاباً و1-1 إياباً ، كما سقطت أمام فرنسا في ملحق مونديال 2014.
وتأهل 19 منتخباً إلى النهائيات القارية بصحبة فرنسا المضيفة وتبقى هناك أربعة مقاعد ستحسم من خلال الملحق الذي سيجمع بين ثمانية منتخبات حلّت ثالثة في مجموعاتها، علماً بأن تركيا حصلت على المقعد الوحيد لصاحب أفضل مركز ثالث بعد أن جمعت 18 نقطة في المجموعة الأولى خلف تشيكيا وأيسلندا وأمام هولندا التي ستغيب عن البطولة للمرة الأولى منذ 1984.
جدير بالذكر، أن قرعة النهائيات ستقام في 12 كانون الأول في باريس، وقد وضعت فرنسا المضيفة على رأس مجموعة إضافة إلى إسبانيا حاملة اللقب وألمانيا بطلة العالم وإنكلترا والبرتغال وبلجيكا.
إسبانيا تتربص بالمنتخب الإنكليزي ودّياً
رغم اقترابه من إتمام الخامسة والثلاثين من عمره، يطمح إيكر كاسياس لأن يكون حارس المرمى الأساسي للمنتخب الإسباني في بطولة كأس أوروبا المقبلة يورو 2016 في فرنسا.
ويحتفل حارس مرمى بورتو البرتغالي بعيد ميلاده الخامس والثلاثين في حزيران المقبل الذي يشهد أيضاً انطلاق البطولة، وهو يأمل بأن يكون الحارس الأساسي للماتادور رغم حرص فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للفريق على تجديد دماء المنتخب.
وتبدو مباراة الفريق الودّية غداً الجمعة أمام نظيره الإنكليزي فرصة جيدة أمام دل بوسكي على طريق التجديد في صفوف الفريق استعداداً للبطولة الأوروبية التي يسعى للدفاع عن لقبه فيها بعدما فاز بالنسختين الماضيتين.
ولهذا، استدعى دل بوسكي اللاعبين الشبان أوسكار دي ماركوس وناتشو وسيرخيو ريكو وماريو غاسبار ومارك بارترا وألفارو موراتا وباكو ألكاسير ضمن قائمة الفريق لهذه المباراة القوية أمام نظيره الإنكليزي والمقرر إقامتها بمدينة أليكانتي.
واستبعد دل بوسكي من حساباته مجدداً اللاعبين المخضرمين روبرتو سولدادو وألفارو نيغريدو وفيرناندو توريس وأريتز أدوريز وفيرناندو يورينتي فيما اعتزل اللاعبون المخضرمون تشافي هيرنانديز وتشابي ألونسو وديفيد فيا اللعب مع المنتخب الإسباني. ورغم هذا، لا يزال الحارس المخضرم كاسياس ضمن حسابات دل بوسكي.
وفرض كاسياس 34 سنة نفسه كحارس أساسي للمنتخب الإسباني منذ عام 2000 وخاض مع الفريق 164 مباراة دولية رقم قياسي وقاد الفريق للفوز بألقاب كأس العالم 2010 وكأس أوروبا في 2008 و2012.
وعلى عكس تشافي وألونسو وفيا، يرفض كاسياس فكرة اعتزال اللعب الدولي حالياً ويصر على استكمال مسيرته مع الفريق رغم المنافسة الشرسة التي يجدها من الحارسين ديفيد دي خيا وسيرخيو ريكو على حراسة مرمى الماتادور.
وقال كاسياس: «أود فقط مواصلة اللعب لمنتخب بلادي. لا أريد حتى الآن أن أتوقف عن اللعب مع الفريق. أحترم قرارات باقي اللاعبين الذين قرروا الاعتزال. ولكن ما أريده هو مواصلة اللعب مع المنتخب الإسباني».
وأوضح، إذا حظيت باختيار المدرب، ستكون يورو 2016 البطولة الكبيرة التاسعة لي مع الفريق. فريقنا هو حامل اللقب الأوروبي ونحن سنكون بين المرشحين البارزين للمنافسة على اللقب. ما زال المشجعون حول العالم يرون منتخبنا فريقاً قوياً».
والتقى كاسياس المنتخب الإنكليزي خمس مرات سابقة على مدار مسيرته الكروية حتى الآن وكانت جميعها ودّية وشهدت فوز المنتخب الإسباني في ثلاث منها وهزيمته في مباراتين.
وعلى مدار المواجهات بين الفريقين عبر التاريخ، حقق المنتخب الإسباني ثمانية انتصارات فحسب مقابل 13 انتصار للمنتخب الإنكليزي وثلاثة تعادلات.
ويتطلع أندريس إنييستا نجم برشلونة الإسباني إلى المباراة يوم غدٍ لأن اللعب أمام المنتخب الإنكليزي يمثل ذكريات خاصة للغاية بالنسبة له حيث كان أول أهدافه الدولية خلال مباراة المنتخبين التي حسمها المنتخب الإسباني بهذا الهدف في مدينة مانشستر عام 2007 .
وقال إنييستا: «إنها ذكريات خاصة للغاية بالنسبة لي. كان هذا هو هدفي الدولي الأول مع المنتخب الإسباني وساهم في منحي الثقة وتثبيت أقدامي مع الفريق».
ويعود إلى صفوف المنتخب الإسباني اللاعب ألفارو موراتا مهاجم يوفنتوس الإيطالي وذلك بعدما حرمته الإصابة من المشاركة في المباريات خلال الشهرين الماضيين علماً بأنه أحد النجوم الشبان الذين يضع دل بوسكي ثقة كبيرة بهم.
وقال موراتا: «من الرائع أن أعود لهذا الفريق… أعلم أن هناك منافسة قوية خاصة في ظل وجود العديد من المهاجمين المتميزين… أتمنى فقط أن أؤدي بالشكل الكافي لتأكيد أحقيتي بالوجود مع الفريق حتى يستمر استدعائي لصفوفه».
وينتظر أن يشارك موراتا في قيادة هجوم الفريق أي من المهاجم الشاب ألكاسير الذي يتألق مع فالنسيا أو دييغو كوستا مهاجم تشيلسي الإنكليزي والذي أعاده دل بوسكي إلى صفوف الفريق.
ويعاني المنتخب الإسباني من غياب مدافعيه خوانفران وسيرخيو راموس للإصابة.
وكان مقرراً أن تقام هذه المباراة على استاد «سانتياغو برنابيو» معقل فريق ريال مدريد لكن الاتحاد الإسباني قرر نقل اللقاء إلى أليكانتي.
وتردد أن قرار نقل المباراة جاء للشعور بالقلق من إمكانية تعرّض جيرارد بيكيه مدافع برشلونة والمنتخب الإسباني لمزيد من الهتافات العدائية وصافرات الاستهجان مثلما حدث من جماهير إسبانيا في الفترة الماضية بسبب تأييده لفكرة استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.
وبخلاف هذه مباراة، يحلّ المنتخب الإسباني ضيفاً على نظيره البلجيكي يوم الثلاثاء المقبل في مباراة ودّية أخرى ضمن استعدادات الفريقين ليورو 2016.