بدوي لـ«سما»: هناك نظام دولي جديد في طور الإنتاج أساسه روسيا كقوة فاعلة وإيران كقوة إقليمية معتبرة
وصف الباحث في الشؤون العربية والإقليمية رفعت بدوي أن «المرحلة الحالية هي مرحلة دقيقة جداً للوطن العربي، خصوصاً بعد فشل المؤامرة وعدم تحقيق أهدافها في سورية نتيجة لوعي الشعب السوري لما يحاك ضده وصمود الجيش السوري والقيادة السورية التي أدارت الأزمة بدبلوماسية ماهرة جداً، ففاجأت الجميع بمهارتها وحنكتها وإصابتها للأهداف الدبلوماسية بدقة».
وأضاف بدوي إن «الدبلوماسية السورية اليوم في أوج عطائها ونتيجةً لذلك سورية تجاوزت الأزمة ككل بفضل دبلوماسيتها ولعبها دوراً محورياً دولياً بامتياز لأنها كانت تحاجج الحجة بالحجة، فالدبلوماسية السورية لم تلعب يوماً دوراً آنياً بل هي تقوم على السياسة الاستراتيجية التي تأتي نتائجها على مدى استراتيجي طويل».
وأكد أن «هناك طلبات لدول غربية للتعامل مع القيادة السورية في مجال الأمن، فكان جواب القيادة السورية أن أي تعامل في هذا المجال يجب أن ينصب في مصلحة سورية، بالإضافة إلى أنه يجب إعادة الجسم الدبلوماسي لأي دولة ترغب بالتعاطي والتعاون مع الدولة السورية وهذا ما سنشهده تدريجياً في المستقبل القريب».
وأشار بدوي إلى أنه «في سياسة الدول لا يمكن أن تأتي الأمور بتسلسل معين، فالدورة الدبلوماسية عند الدول التي تناصب العداء لسورية تحتاج إلى وقت كي تلتف حول نفسها وتعيد حساباتها، فهناك بعض الدول الخليجية تتوسط كي تنسحب من الأزمة السورية».
وفي ما يتعلق بالاعتداء «الإسرائيلي» الأخير على سورية، أكد بدوي أن «هذا أقصى ما يستطيع أن ينفذه العدو «الإسرائيلي» اليوم، فلن يستطيع بعدها أن يشنّ هجمات كبيرة أو حرباً كبيرة».
وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العراق، أوضح بدوي أن «كل ما تريده الولايات المتحدة من العراق هو الانتقام للخروج المذل الذي تعرضت له تحت ضربات المقاومة، فالولايات المتحدة حاولت جاهدة في سورية وفشلت مع توابعها الذين يدعمون «داعش» و«النصرة»».
وأضاف: «لو كانت الولايات المتحدة صادقة بمحاربتها لـ«داعش» لكانت حاربتها منذ أن تكونت في العراق، وامتدت إلى سورية وضغطت على الدول الداعمة بالبترو دولار لإغلاق وإنهاء هذا الدعم لـ«داعش»»، مشيراً إلى أن «أميركا لا تريد السلام لأي منطقة وما يجري اليوم في العراق نتاج «إسرائيلي» – أميركي».
وأكد بدوي «أننا اليوم في طور إنتاج نظام عالمي جديد البارز فيه هو روسيا كقوة فاعلة ونداً قوياً للولايات المتحدة وشريكاً في القرار الدولي»، مؤكداً أن «الأحادية الأميركية كسرت، وإيران تملك القوة الإقليمية وأصبحت قوة إقليمية معتبرة».
ورأى بدوي أن «الملف الذي يجعل السعودية وإيران تجلسان إلى طاولة واحدة هو الملف النووي الإيراني وليس ملف «داعش»، والأمر الآخر هو التفاهم على النفوذ في المنطقة».
وختم بدوي حديثه موضحاً أن «زيارة كيري الأخيرة إلى لبنان وجّه من خلالها رسالة واضحة جداً وهي وجوب الحفاظ على الأمن الاستقرار في لبنان مهما كلف الأمر».