من دون صوت

هو رجلٌ من رجال الدولارات البترولية

تُفتح له المخيّمات السورية كلّها

يمشي ومعه القوّادة الشيطانية

يقف في المنتصف ويتأمل الفتاة السورية

بخمسين دولارٍ تفتح عن وجهها

وبخمسين أخرى تفتح عن شعرها

وبمئة يمكنه أن يرى جسدها

عارية كما الله خلقها

وأمام والدها الذي يبيعها

فتاة في الثالثة عشر سعرها أغلى

وإن هي تعدّت العشرين ترخص

وهو رجلٌ يجوب الطرقات

بحثاً عن طريدة

تعجب عقلَه المريض.

والمخيّمات السورية

أصبحت أوكاراً للدعارة الشرعية

فتياتٌ بعمر الورودِ

تباع بحفنة من الدولارات النفطية

لن أسأل عن المنظمات الإنسانية

وكيف تغضّ النظر عن هذه الجريمة اللإنسانية

وكيف لأبٍ يحمل الهوية السورية

أن يكون قوّاداً لابنته الصغيرة

أتساءل عن مشاعر هذه الصغيرة

وما الذي ينتابها من أحاسيس رهيبة

حينما يطلب منها والدها الموقّر

أن تنزع عنها كل ملابسها وتتبختر

وهو منذ سنة كان يضربها

إن هي أوقعت حجابها وأكثر

ويبيعها الآن للّذي يدفع أكثر

ترمى الدولارات أرضاً من دون صوت يذكر

هكذا تُغتَصب السوريات في كلّ مكان

أيضاً من دون صوتٍ يذكر!

فمنظمة الطرشان والعميان مشغولة

تعد إعلاناتها عن آخر مشاريعها الخيرية

فلا تعاتبوها… مصير السوريات لا يعنيها!

فيليبا صرّاف

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى