حيث الصفاء!
ما أكبر مأساتنا حين نفكر! لا لأننا نفكر طبعاً، إنما لأنّ قدرنا أن نحيا في هذا العصر.
لوهلةٍ، قد يُستغرَب هذا الكلام، لكنه سرعان ما يبدو مألوفاً إذا ما وقفنا على المشارف، تستوقفنا هوة المنحدر، وقد صنعها من صنع، وأثر من وما أثر… مروّع ذلك المشهد؟
كيف يسحق هذا الزمن بصورته وسرعته وقسوته أحلامنا؟
إن الشعوب التي يحيا أفرادها بلا أحلام، شعوب آيلةٌ إلى السقوط، إذ يتغلغل اليباس في جذورها، فتقفر أغصانها، أو تفسد ثمارها، ثم ما تلبث أن تهوي… إنها شعوب بلا أحلام، بلا حرّية، وبلا إبداع!
لكن المغالين في الأحلام، هم كمن يبنون على الجليد، ما إليه يصبون، أو كأولئك الذين يسيرون على أرض كرتونية، ويبحثون عن سراب، فكيف على هؤلاء تعقد الآمال في التشييد؟ وكيف تستقيم حياة إنسان إذا غرّد خارج سرب الواقع؟ وفي آن، من يستطيع أن يكون في قلب الصفاء الإنساني، حيث لا شرخ، ولا لهاث خلف ركب الزمن الرديء، وحيث لا قهر ولا حرمان في مقارعته؟
سحر عبد الخالق