نفايات عامل الدبلوماسية
الأمين سمير رفعت
في بيتي الدمشقي، حيث أقطن أنا وزوجتي ضمن مجموعة كتل أبنية اصطُلح على تسميتها أبنية القصر الجمهوري، تحيط بأرض حُفرت قبل ربع قرن ليُقام عليها مبنى جامع، ولكن المشروع قد توقّف منذ ذلك الحين لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها الآن.. وبقي من هذا الجامع المُفترَض قطعة الأرض الفارغة والناطور «أبو محمد» الذي يقوم بنطارة خمسين سيخاً من الحديد. يعيش في التخشيبة التي حوته مع عائلته المؤلفة من صبيان وبنات ولاحقاً أحفاد.. أبو محمد الناطور أحضر على مدى هذه السنوات قبيلة من الدجاجات والديكة يقتات من لحمها وبيضها البلدي، أما الجيران فيفيقون كل صباح باكر على صياح الديك الذي لا يعرف عيداً أو عطلة، حتى أنّه لا يعرف توقيتاً شتوياً أو صيفياً.. ووجد أبو محمد الناطور له وظيفة تشغل ساعات نهاره الفارغة، بأنه يقوم بفرز نفايات حاويتين تقبعان أمام تخشيبته فيستفيد أيضاً من بعض القروش تأتيه من عملية الفرز، تلك العملية التي عجزت أو تقاعست لغايةٍ في نفس يعقوب، محميّة الحريري ــــ السنيورة ــــ جنبلاط ــــ سليمان عن أدائها فأغرقوا لبناننا الأخضر الحلو في بحور نفاياتهم… وتصريحاتهم ضدّ سورية قائداً وجيشاً أبياً وشعباً عزيزاً، إذ كلّما دارت أسطوانة عامل الدبلوماسية في مملكة الرمال في شتم هذا البلد الكريم سورية، تحرّكت إبرة أسطوانتهم المشروخة في لبنان بالعبارات السخيفة نفسها التي ما زالت ملايين دولارات السفير الأميركي السابق في لبنان «فيلتمان» تفعل فعلها في تشويه صورة سورية رائدة المقاومة في العالم العربي، عبر سياسيين كَسَبة وإعلاميين كَسَبة يقدّمون فواتيرهم في نهاية كل شهر.
أعود إلى الناطور أبو محمد الذي وجدت فيه أخيراً شبهاً كبيراً بينه وبين عامل دبلوماسية مملكة الرمال الذي ينبشُ في حاوية نفاياته فلا يجد إلا التطاول على سوريانا، تاركاً مهمّته الأساسية في لملمة فضائح أمرائه المنتشرين في أصقاع الدنيا يعيثون فساداً جنسياً في أميركا، حيث ادّعت مجموعة نساء على أمير نفطي هناك بأنه اعتدى عليهن، وقد أُودع هذا الأمير السجن، بينما أمير آخر ضُبط متلبّساً بتهريب طنّين من حبوب الكبتاغون في بيروت، وأودع السجن أيضاً قبل أن تحاول محمية الحريري ــــ السنيورة ــــ جنبلاط ــــ جعجع ــــ سليمان إخراجه من هذه الورطة والتي قد يحاولون إلصاق هذه التّهمة بمحور سورية ــــ إيران ــــ المقاومة التي قد تكون دسّت في جيب دشداشة هذا الأمير طنّين من المخدّرات من دون أن يدري.
وعلى سيرة الدشداشة فإنّي أستعير من صديقي ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة «البناء» بعض كلمات أوردها في افتتاحية خصّصها لعامل الدبلوماسية في مملكة الرمال، هذا الطفل المعجزة عادل الجبير، يقول قنديل نقلاً عن صحيفة «واشنطن بوست»، بأنّ الجبير: عاشق مناديل الجيب كان إذا سافر إلى الرياض يرتدي غترته وثوبه، ويضحك مع الأميركيين قائلاً:
إنّ السعوديين يحبون ارتداء الشراشف البيضاء، وقالت الصحيفة الأميركية أيضاً: المعروف عن الجبير أنّه دائماً ما يفتخر بكونه لا يطيق اللباس الوطني السعودي، ولكونه أعزب ومن الأعضاء المميّزين لجماعة مقهى ميلانو في واشنطن، بينما وصفه رئيس اتحاد مكافحة التشهير اليهودي الأميركي ابراهام فوكسمان، بأنّه يفهم أميركا ويُخبرك دوماً بما تريد أن تسمع. ولم تنسَ الصحيفة الأميركية طبعاً إيراد أنّ الجبير ظلّ منذ مطلع التسعينيات على اتصال وثيق وتنسيق دائم مع الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية.
هنا لا بدّ وأن يرد في الذهن مخترع الوهابية محمد عبد الوهاب، حفيد اليهودي «شولمان القرقوزي»، أي شولمان بائع البطيخ، الذي نرى أفعال أياديه السوداء تمتدّ على كامل تراب هلالنا السوري الخصيب لتصل إلى ليبيا واليمن… كما أنّه لا بدّ وأن ترد إلى الذهن هذه المفارقة العجيبة في أن يحكم أرض النبوّة المحمدية ومسرى النبي ومهد المسيح عليهما السلام، أحفاد يهوه ومحمد عبد الوهاب ورحم الله الكاتب «ناصر السعيد» الذي ألّف كتاباً عنوانه «تاريخ آل سعود» أثبت فيه بالوثائق هذه المعلومات، لكن العسف السعودي الممتدّ في طول العالم العربي وعرضه استطاع أن يذرو «السعيد» ومؤلّفه على رمال الربع الخالي في مملكة الرمال والنفط.
المستشار الإعلامي بمجلس الشعب السوري