جهود عالمية لحلّ الأزمة السورية… وأردوغان يعرقلها!
بينما تتّجه الجهود العالمية، حتى تلك التي كانت متعنّتة سابقاً، لإيجاد حلول للأزمة السياسية، فإنّ الرئيس التركي، المزهوّ بفوزه المزيّف، رجب طيب أردوغان، يحاول مجدّداً وضع العثرات أمام أيّ حلّ.
هذا ما تطرّقت إليه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، التي أشارت إلى أنّ تركيا تستعد للقيام بعمليات عسكرية برّية في سورية. وأنّ تركيا ستقدّم إلى القمة «مذكرة إعلامية» في شأن سورية، تتضمّن صيغة تهدئة. وستقترح في هذه المذكّرة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مبكراً وإنشاء «منطقة آمنة» لسكان شمال سورية لمدة عشر سنوات. ونقلت الصحيفة عن الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط، يلينا سوبونينا قولها إن الخطورة تكمن في عودة أردوغان إلى مسألة استقالة الأسد، وبدلاً من الاعتماد على القوات النظامية السورية في مكافحة «داعش»، فإن تركيا وبعض البلدان الأخرى مستعدة لتصعيد الأزمة وهذا ستكون له نتائج وخيمة.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً يقول إن مسلّحي تنظيم «داعش» أصدروا مجموعة صور لما سمّوه «مدرسة للجهاد». وتوضح الصور أطفالاً من الجنسين يرتدون زيّ تنظيم «داعش» الأسود ويرتدي بعضهم لثاماً يخفي الوجه. ويظهر في الصور أطفال تقلّ أعمارهم عن السادسة يخوضون غمار تدريبات عسكرية تشمل اجتياز أسلاك شائكة. كما توضح الصور بعض الأطفال يحملون الكلاشنيكوف والبنادق ويتعلّمون كيف يفكّكون البنادق ويضعون الذخيرة داخلها.
وفي سياق الحديث عن داعش، تحدّثت صحف أميركية وبريطانية عن أهمية المعركة التي شنّتها قوات البيشمركة الكردية على مدينة سنجار شمال العراق بدعم جوي أميركي، لاستعادتها من تنظيم «داعش» الذي سبق أن عامل أهاليها الإيزيديين بقسوة عند سيطرته عليها السنة الماضية. وأشارت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إلى أن مقاتلين إيزيديين شاركوا قوات البيشمركة الكردية في القتال ضدّ تنظيم «داعش» لاستعادة مدينة سنجار ذات الأهمية الاستراتيجية بين العراق وسورية.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: تركيا تقطع الطريق على المبادرة الروسية
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى قمة «العشرين» التي ستعقد في تركيا، مشيرة إلى أن تركيا تستعد للقيام بعمليات عسكرية برّية في سورية.
وجاء في المقال: تستعدّ تركيا للقيام بعمليات عسكرية برّية في الأراضي السورية ضدّ مقاتلي «داعش»، إذ ينوي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يطرح في قمة «G20» التي ستنعقد في اسطنبول يومي 15 و16 من الشهر الجاري خطة تركيا في شأن مستقبل سورية. وهذا يعني أنه في حال موافقة القمة على الخطة التركية، «سيكون على بشار الأسد الاستقالة»، بحسب تأكيد وسائل الإعلام التركية.
وقد بدأت أجهزة الأمن التركية حملة اعتقالات قبيل انعقاد القمة، وفي الوقت نفسه رفعت حالة التأهّب العسكري إلى أعلى درجاته ونقلت إلى الحدود السورية 25 في المئة من قوّاتها البرّية. ونُشرت هذه القوات حوالى 11 ألف جندي قرب المنطقة العازلة التي تنوي أنقرة تشكيلها بين مدينتَي أعزاز وجرابلس السوريتين.
وتشير صحيفة «ميليت» التركية، إلى أن تركيا تستعد للتدخل عسكرياً في شمال سورية خلال كانون الأول المقبل.
وتقول مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط، يلينا سوبونينا: من الخطأ استبعاد بدء العمليات العسكرية التركية في سورية، لأن النقاش في شأنها يجري في القيادة التركية، وهناك اختلاف في الرأي حولها، كما الحال في الإدارة الأميركية، فهناك أصوات من جانب العسكر تدعو إلى القيام بعمليات عسكرية برّية، وإن إرسال 50 ضابطاً إلى سورية قد يصبح مقدّمة لتكثيف الوجود العسكري الأميركي هناك.
وبالتزامن مع قمة «العشرين»، سيلتقي ممثلو حوالى عشرين دولة في فيينا بهدف الاتفاق على تصنيف مجموعات «المعارضة السورية» بين «معتدلة» يمكنها المشاركة في الحوار، وإرهابية. أما روسيا فقدّمت من جانبها إلى حلفائها قائمة بمجموعات «المعارضة السورية المعتدلة»، وسيكون على الولايات المتحدة والبلدان الأخرى تقديم قائمتها.
وأعلنت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عشية اللقاء، أنه على رغم اتفاق الجميع، إلا أن البلدان الغربية والعربية المشاركة في العملية لم تتفق على الصيغة النهائية للقائمة. وأكثر من هذا، تضغط الرياض وأنقرة على واشنطن لكي لا تضاف مجموعة «أحرار الشام» إلى قائمة المنظمات الإرهابية، وليصار إلى اعتبارها ضمن «المعارضة المعتدلة». ومعلوم أن هذه المنظمة تتعاون مع «جبهة النصرة» الجناح العسكري لـ«القاعدة» في سورية وتدعمها.
وقد اتفق جميع الأطراف على اعتبار «داعش» و«جبهة النصرة» منظمتين إرهابيتين. ولكن وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند قال: لن توافق السعودية أبداً على إدراج «أحرار الشام» ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وستكون الأزمة السورية المحور الرئيس في جدول عمل قمة «العشرين» في أنطاليا وسيحضرها رؤساء روسيا والولايات المتحدة والصين وباقي الدول، إضافة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون.
صحيفة «Yeni Safak» المقرّبة من الحكومة التركية، تشير إلى أن تركيا ستقدّم إلى القمة «مذكرة إعلامية» في شأن سورية، تتضمن صيغة تهدئة. وستقترح تركيا في هذه المذكرة رحيل الأسد مبكراً وإنشاء «منطقة آمنة» لسكان شمال سورية لمدة عشر سنوات.
وتضيف سوبونينا: منذ أمد بعيد، تطالب تركيا بإنشاء هذه المنطقة العازلة، ولكن العمليات العسكرية الجوية الروسية في سورية خلطت الاوراق لديهم. وإن الخطورة هنا تكمن في عودة أردوغان إلى مسألة استقالة الأسد، وبدلاً من الاعتماد على القوات النظامية السورية في مكافحة «داعش»، فإن تركيا وبعض البلدان الأخرى مستعدة لتصعيد الأزمة وهذا ستكون له نتائج وخيمة.
حالياً، مواقف تركيا والولايات المتحدة متقاربة أكثر من مواقف أنقرة وموسكو، أو موسكو وواشنطن. فقد كثفت تركيا هجماتها الجوية ضدّ «داعش» في منطقة جرابلس ونشرت قواتها البرّية على الحدود مع سورية بعد الاتصال الهاتفي بين أوباما وأردوغان الذي جرى خلال الأسبوع الماضي، كما سمحت لقوات الائتلاف باستخدام قاعدة إنجيرليك الجوية، إذ وصلت إليها عشرون طائرة حربية أميركية وبريطانية.
المسألة الوحيدة التي تختلف عليها واشنطن وأنقرة هي الأكراد ومستقبلهم. فكما هو معلوم تمكنت قوات البيشمركة الكردية بالتعاون مع المقاتلين الايزيديين وبتغطية جوية أميركية من تحرير مدينة سنجار التي كانت تحت سيطرة «داعش» منذ سنة تقريباً. طبعاً ستحاول تركيا في هذه الحالة منع وصول الأكراد إلى غرب الفرات عند قيامها بعمليات عسكرية في هذه المنطقة.
ولكن وسائل الاعلام تشير إلى احتمال بداية عمليات عسكرية واسعة النطاق في الشهر المقبل باتجاه الرقة وبغطاء جوّي أميركي. والرقة كما هو معلوم تعتبر عاصمة «داعش». أما «وكالة رويتر»، فتشير إلى أنّ «داعش» نشر شريط فيديو يهدّد فيه بتحويل روسيا إلى «بحر من الدماء».
«فايننشيال تايمز»: أوباما يعتبر أنّ أميركا لن تكون المحرك الوحيد للنمو الاقتصادي
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تعزيز التعاون بين الاقتصاديات الكبرى في العالم، وذلك قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في تركيا.
وفي مقال للرأي نشر في صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، ذكر أوباما أنه في حين أن الولايات المتحدة مستعدة لتصدّر الجهود الدولية لزيادة الوظائف وتحقيق معدّلات نموّ أقوى مع استدامة الرخاء، فإنها لا يمكن أن تكون المحرك الوحيد للنمو الاقتصادي العالمي.
وكتب أوباما قائلاً: لا بدّ أن تنهض الدول الأخرى. موضحاً أنه إذا أفرط العالم في الاعتماد على المستهلك الأميركي، فإن ذلك سيهدّد استدامة الانتعاش العالمي.
وأعاد الرئيس الأميركي إلى الأذهان كيف عملت «مجموعة العشرين» قبل سبع سنوات لتلافي حدوث انكماش اقتصادي عالمي وإعادة بناء اقتصاد العالم على أسس متينة.
وشكا أوباما من أن الاقتصاد العالمي ينمو ببطء شديد. وكتب قائلاً إن دول مجموعة العشرين أدركت ذلك السنة الماضية، ولكن تلك المسألة أصبحت أوضح اليوم.
واستطرد قائلاً: لذلك، فإن رسالتنا ستكون واضحة خلال قمة الأسبوع المقبل وهي: سنقوم باتخاذ إجراءات لتعزيز النموّ على نحو يعود بالفائدة على جميع الشعوب.
«تايمز»: «داعش» يعلّم «الجهاد» في صفوف الدراسة
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية في عددها الصادر أمس الجمعة تقريراً لتوم كوغلان من بيروت بعنوان «تعلّم عد البنادق في صفوف الدراسة في الخلافة».
وتقول الصحيفة إن مسلّحي تنظيم «داعش» أصدروا مجموعة صور لما سمّوه «مدرسة للجهاد». وتوضح الصور أطفالاً من الجنسين يرتدون زيّ تنظيم «داعش» الأسود ويرتدي بعضهم لثاماً يخفي الوجه.
ويظهر في الصور أطفال تقلّ أعمارهم عن السادسة يخوضون غمار تدريبات عسكرية تشمل اجتياز أسلاك شائكة. كما توضح الصور بعض الأطفال يحملون الكلاشنيكوف والبنادق ويتعلّمون كيف يفكّكون البنادق ويضعون الذخيرة داخلها.
وتقول الصحيفة إن نشطاء في مدينة الموصل العراقية التي يسيطر عليها التنظيم نشروا على الإنترنت صوراً من كتب «التعليم الجهادي» الذي يدرس في المدراس في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم. ويتضح من هذه الكتب أنه حتى مسائل الحساب في كتب التنظيم تعتمد على جمع البنادق والمعدّات القتالية وطرحها.
«مونيتور»: إيزيديون شاركوا البيشمركة في استعادة سنجار
تحدّثت صحف أميركية وبريطانية عن أهمية المعركة التي شنّتها قوات البيشمركة الكردية على مدينة سنجار شمال العراق بدعم جوي أميركي، لاستعادتها من تنظيم «داعش» الذي سبق أن عامل أهاليها الإيزيديين بقسوة عند سيطرته عليها السنة الماضية.
وأشارت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إلى أن مقاتلين إيزيديين شاركوا قوات البيشمركة الكردية في القتال ضدّ تنظيم «داعش» لاستعادة مدينة سنجار ذات الأهمية الاستراتيجية بين العراق وسورية.
وتعدّ سنجار طريق الإمداد الرئيس لتنظيم «داعش»، وذلك لوقوعها ما بين الحدود السورية ومدينة الموصل العراقية ـ ثاني أكبر المدن العراقية ـ الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش»، ما يعني أن سيطرة البيشمركة على سنجار ستساعد في الوصول إلى الموصل من عدّة اتجاهات.
من جانبها، أشارت مجلة «تايم» الأميركية إلى الأهمية الاستراتيجية لمدينة سنجار، وأوضحت أنها تقع بين مدينتين يسيطر عليهما تنظيم «داعش» وهما الرقة في سورية والموصل في العراق، مضيفة أن قوات البيشمركة تهدف إلى قطع الطريق بين المنطقتين الهامتين.
وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أن حوالى ثمانية آلاف جندي من قوات البيشمركة والمقاتلين الإيزيديين شاركوا في الهجوم على سنجار، وأنهم استولوا على عدد من البلدات في شمال العراق قبل الوصول إلى سنجار نفسها.
وتحدّثت الصحيفة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرّض لها أهالي سنجار والمنطقة من الإيزيديين على أيدي تنظيم «داعش» السنة الماضية.