تقرير إخباري

تقرير إخباري

تأخير فيينا لمصلحة مَن؟

محمد محفوض

حين دارت عجلة فيينا منذ حوالى الشهر كانت الآمال المعقودة على هذا الدوران عالية بالوصول إلى حل دولي يضع حداً للمأساة الإنسانية الجارية على الأرض السورية… ربما باتت كلمة حل دولي أدق تعبيراً من كلمة حل سياسي لأن الحرب في سورية أفرزت حرباً دولية ضد إرهاب بات يهدد جميع دول العالم.

انعقد فيينا واحد وفيينا اثنان والآن فيينا ثلاثة على الطريق ولم يتم تحقيق أي تقدم ملموس في سبيل إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.

دخول الروسي طرفاً أساسياً في العمليات العسكرية أطلق فيينا السياسي، لكنه لم يقف في وجه التأجيلات المستمرة التي تهدف بشكل أساسي لكسب الوقت في سبيل تحقيق أي مكسب تفاوضي على حساب روسيا وحلفائها.

تأجيل فيينا 3 لأسبوعين جاء بخسائر تفاوضية باهظة للحلف الأميركي فعلى الصعيد الميداني في سورية نجح الجيش السوري وحلفاؤه بالسيطرة على معظم الريف الجنوبي لحلب لتتساقط قرى المسلحين وتحصيناتهم كأحجار الدومينو وصولاً إلى فك الطوق عن مطار كويرس العسكري ما أعطى زخماً معنوياً تجلى بفتح جبهات وصفت بالصامتة طوال هذه الحرب من دوما وصولاً لطريق دمشق حمص وطريق دمشق حلب.

شهدت الساحة العراقية بدورها تحرير قضاء سنجار ما مكن من قطع الطريق الحيوي الذي يمر بالقرب من سنجار ويعد خط الإمداد الرئيس بين «عاصمة» داعش في الرقة ومدينة الموصل شمال العراق.

على الصعيد الإقليمي ضرب الإرهاب مصر بطائرة الركاب الروسية التي سقطت في سيناء وعاد مجدداً ليضرب بوحشية في ضاحية لبنان الجنوبية قبل أن يجعل سكان باريس سجناء منازلهم بهجمات إرهابية منسقة لم تشهد فرنسا مثيلاً لها في تاريخها الحديث.

فعل الروسي فعله على الأرض السورية كذلك الإيراني على الأرض العراقية فتم تحصيل مكاسب تفاوضية مهمة في وقت ضرب فيه الإرهاب دول العالم وبقوة ليهز عقول داعميه بأن الرهان على الوقت بات خاسراً وأن تأخير التفاهمات الدولية سيجعل من سورية والعراق أقل حاجة لهذه التفاهمات إذا ما استمرت وتيرة التقدم العسكري المدعوم روسياً وإيرانياً.

مع مضي الوقت تتحول شراكة الغرب السياسية مع روسيا من صانع للحل السياسي بشروط أميركية صرفة إلى مسرع لهذا الحل بشروط ترضى عنها سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى