السيسي لبري: مصر معكم في القضاء على الجماعات الإرهابية وسمومها

توالت ردود الفعل المندّدة بتفجيري برج البراجنة الإرهابيين، والمشيدة بالأجهزة الأمنية التي كشفت سريعاً الشبكة التي تقف وراء الجريمة، فيما واصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري استقبال الشخصيات السياسية والدبلوماسية المعزّية بشهداء التفجيرين، كما تلقّى مزيداً من البرقيات من الرؤساء العرب والبرلمانات العربية والدولية المستنكرة للعمل الإرهابي الشنيع.

وفي السياق، استقبل بري في عين التينة أمس السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد، بحضور المستشار الإعلامي علي حمدان، و تخلّل اللقاء عرض للتطورات الراهنة.

وبعد اللقاء، قال زايد: «تناولنا مع دولة الرئيس بري مواضيع عدّة، وقدّمنا أولاً العزاء لدولته مرة أخرى في المصاب الأليم الذي وقع الأسبوع الماضي في الضاحية الجنوبية. وقد أعربت مصر عن عزائها ووقوفها إلى جانب لبنان سواء من خلال بيان وزارة الخارجية المصرية أو بيان الأزهر الشريف أو البيان الذي أعلنّاه في السفارة، وللمناسبة بعث سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بخطاب إلى دولة الرئيس بري حول هذا الحدث الجلل الذي لا نعتبره فقط مصاباً للبنان، بل أيضاً لمصر ولكل الأمة».

أضاف: «تطرّقنا أيضاً إلى المرحلة الراهنة والخطورة المتزايدة التي نعرفها جميعاً بالنسبة إلى الارهاب والتي تقتضي التعاون وتضافر الجهود في كل العالم العربي لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدّد الحياة في عالمنا العربي».

برقية السيسي

وندّد الرئيس السيسي في برقيته بالتفجيرين الإجراميّين اللذين وقعا في الضاحية الجنوبية على يد «داعش» الإرهابية، وجاء في البرقية: «أُعرب لكم عن تنديدي الشديد وإدانة مصر البالغة لهذه الأعمال الجبانة، مؤكّداً مساندة مصر لكم في القضاء على تلك الجماعات الإرهابية وما تبثّه من سموم في المنطقة والعالم. كما أؤكّد ضرورة تكاتف جميع الدول لمكافحة هذا الإرهاب اللعين الذي صار يطال أجزاءً كبيرة في العالم».

رئيس الدوما

كما تلقّى بري برقية من رئيس الدوما الروسي سيرجي ناريشكين، معزّياً ومستنكراً التفجيرين الإرهابيين. وأكّد في البرقية أنّه «بات من الضروري توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الإرهابي، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط».

التعاون الاسلامي

وتلقى بري برقية من الأمين العام لاتحاد مجلس دول منظمة التعاون الإسلامي محمود إرول قليج، شجب فيها «العمل الإرهابي الإجرامي الجبان»، مُعرباً عن ثقته بأنّ لبنان «سيتجاوز هذه الأزمة العابرة بتمسّك شعبه بوحدته الوطنية وبتعايشه وتسامحه وسموّه فوق جراحه، وتقديم أمنه واستقراره وسلامته على أي اعتبار آخر».

كذلك تلقّى برقية مماثلة من مفوض الأمم المتحدة الثاني لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس.

إشادات بالأجهزة وإدانات للتفجيرين

وفي المواقف، حيّا الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود في بيان «فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي على جهوده وإنجازه كشف شبكة تفجيري برج البراجنة الإرهابيّين، بعد أن اعتقل أحد الإرهابيين في طرابلس قبل أن يفجّر نفسه في جبل محسن، إضافة إلى ما تقوم به الأجهزة الأمنية الأخرى في الأمن العام ومخابرات الجيش وأمن الدولة وهو ما يُطمئن المواطن الذي بات قلقاً من الخلايا والشبكات الإرهابية النائمة وعليه واجب أن يكون خفيراً أيضاً في رصد أصحاب الأفكار التكفيرية، والإبلاغ عنها».

ورأى الداود أنّ «الإرهاب المعولم الذي ضرب في فرنسا وأمكنة أخرى في العالم لا يمكن القضاء عليه الا باجتثاث جذوره الفكرية وإنهاء دعواته الإلغائية التي تكفّر الآخر. ويلعب رجال الدين المسلمون الذين يتحدثون وينشرون الإسلام السمح، دوراً أساسياً في كبح تغلغل أصحاب الطروحات والفتاوى التكفيرية، كما على المجتمع المدني مهمّة في إطلاق وعي وطني عابر لهذه الآراء والاجتهادات المتطرفة».

قبلان وقبّاني

واستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي السابق للجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قبّاني، مقدّماً تعازيه بشهداء تفجيري برج البراجنة.

وبحث الجانبان في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، مشدّدَين على «ضرورة الوعي والحذر من الفتن والمخططات التآمرية التي تريد ضرب وحدة المسلمين واللبنانيين»، معتبرَين أنّ «التفجيرات التي حصلت في برج البراجنة وباريس أعمال إرهابية، لا تمتّ إلى الإسلام بِصِلة، وهي تنافي القيم الدينية والإنسانية».

وقال قبّاني بعد اللقاء: «المسألة ليست سنّة وشيعة في هذا التقاتل، أين السنّة والشيعة في ليبيا وأوكرانيا، ولكن الذين يدبّرون هذه الفتن يجمعون مواصفات عدّة كفيلة بالتفجير أيّاً كانت. وكل هذه الحروب في العالم العربي ليست حروب أبناء العالم العربي، وإنما أبناء العالم العربي للأسف مجنّدون في مواجهة كل ما يجري، هو تخطيط ومخطط أجنبي لإعادة تشكيل المنطقة من جديد».

«المرابطون»

من جهتها، ثمّنت الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين- المرابطون» في بيان، «الدور الفعّال الذي تقوم به شعبة المعلومات في مديرية قوى الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب، حيث برزت قيمة العمل الاحترافي والتقني من خلال الكشف عن خلية التفجيرات في برج البراجنة».

كما نوّهت بـ«الخطاب السياسي المسؤول لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والذي يتجلّى دائماً في المحطات الدقيقة والحساسة من تاريخ الوطن اللبناني»، مؤكّدة «أنّ المؤتمر الصحفي الذي عقده وما أُعلن خلاله يُبنى عليه كي نحصّن الواقع الأمني في المرحلة المفصلية المُقبلة و لمّ شمل جميع اللبنانيين للحؤول دون الارتدادات والتداعيات الإرهابية والتخريبية التي تحصل ليس فقط على صعيد منطقتنا، بل على صعيد العالم أيضاً».

وحيّا الشيخ أحمد القطان، رئيس جمعية «قولنا والعمل» في تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على «خطابه الوحدوي الجامع للّبنانيين والمانع لأيّ فتنة وخراب للبنان وأهله والذي انعكس جواً إيجابياً على اللبنانيين جميعاً».

وشكر كل «القيادات السياسية اللبنانية ولا سيّما النائب سعد الحريري والأجهزة الأمنية كافة، ولا سيّما الأمن العام اللبناني وشعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي على الجو الإيجابي والارتياح الكبير الذي انعكس على اللبنانيين عموماً بعد الانفجاريين الإرهابيين اللذين ضربا برج البراجنة».

وتمنى «لو أنّ هذا الجو الإيجابي لا يكون مرحلة موقّتة، بل فرصة سانحة لإنهاء كل الملفات العالقة، ولا سيّما انتخاب رئيس جمهورية للبنان يكون على قدر المسؤولية في هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً».

واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في تغريدة عبر «تويتر» أنّه «من العار أن لا تجتمع الحكومة في لبنان بعد أربعة أيام على تفجير الضاحية، وسقوط 45 شهيداً لبنانياً».

الجامعة الثقافية

ولَفَتَ الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أليخندرو خوري فارس، في بيان إلى أنّ «ما يحصل اليوم يدق ناقوس الخطر لنا جميعاً، إلى أي حزب أو طائفة انتمينا، فعسى المأساة تستنهض عقول المسؤولين، وتفتح قلوبهم، فيدركوا أنّه آن الأوان كي نلتفّ حول بعضنا بعضاً، لأنّ الاصطفافات خرّبت الوطن، وجعلته بلا رئيس، وفرّغت المؤسسات، وشلّت الحكومة».

أضاف: «إنها صرخة الاغتراب كي ندمّر الحواجز التي نصبناها بين بعضنا بعضاً، فنجعل من اتحادنا قوة تجابه الإرهاب والمجرمين، وتحصّن المناعة الوطنية في وجه هجمة بربرية بعيدة عن تاريخنا، وقِيَمنا، وثقافتنا التي هي ثقافة الحياة، لا ثقافة الموت».

وأشار إلى أنّ «أزمة اللاجئين على أرضنا، رغم موقفنا الإنساني الذي لا نقاش فيه حولها، تشكّل اليوم قنبلة موقوتة سوف تنفجر في وجه الجميع»، داعياً إلى تغليب «المصلحة الوطنية على كلَّ الأنانيات».

وهنّأ رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين «الأجهزة الأمنية عموماً، والأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ومخابرات الجيش خصوصاً على الإنجاز الأمني الذي تحقّق في كشف الشبكة الإرهابية التي أعدّت وحضّرت تفجيري برج البراجنة»، داعياً «المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والتبليغ عن أي شخص مشبوه».

ولفَتَ تقي الدين إلى «أنّ المرحلة اليوم تستدعي تضحيات وتنازلات من كلّ الأطراف السياسية على الساحة اللبنانية»، مشدّداً على وجوب

أن «نستفيد من الانفراج والتقارب ومدّ اليد بين فريقي 8 و14آذار لكي ننقذ لبنان من الفتنة ومن كارثة أمنية كبرى».

تجار الشمال

وأشادت «جمعية تجار لبنان الشمالي» بـ«المواقف الجبارة» التي قام بها الوزير المشنوق «في كشف الشبكات الإرهابية، التي تعمل على زعزعة السلم الأهلي في لبنان».

وشدّدت على «ضرورة الوقوف صفاً واحداً إلى جانب القوى الأمنية وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات والأمن العام لبتر يد الإرهاب عن لبنان».

نقابة محرّري الصحافة

وأثنى مجلس نقابة محرّري الصحافة اللبنانية في بيان، بعد اجتماعه أمس برئاسة النقيب الياس عون «على عمل الأجهزة الأمنية وسرعة كشفها هويّة الجناة والمحرّضين والمموّلين وتوقيف البعض منهم، وهو يرجو أن تكون هذه المجزرة على قساوتها وفظاعتها مدخلاً لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين والمضيّ في حوار وطني يقود إلى انتشال البلاد من أزماتها».

ودعا «جميع الزملاء إلى تجنيد أقلامهم في مكافحة الفكر التكفيري والإلغائي الذي يحلّل الإرهاب، والإضاءة على مخاطر هذا الفكر وتأثيراته السلبية على الأفراد والمجموعات والدول».

وقفات واعتصامات تضامنية

ونظّم طلاب الجامعة اللبنانية – الحدث وقفة تضامنية مع شهداء تفجيري برج البراجنة. وعاهد المتضامنون الشهداء «أننا على الدرب سائرون بوجه كلّ تكفير وإرهاب».

كما نفّذ طلاب كلية الآداب في الجامعة اللبنانية في زحلة وقفة تضامنية مع شهداء وجرحى التفجيرين تحت عنوان «الرحمة للشهداء …لا للتكفير والإرهاب» بمشاركة أساتذة الكلية ومختلف مجالس فروع الطلاب في الجامعة اللبنانية في البقاع.

وتحت العنوان نفسه نفّذ طلاب جامعة LAU في رياق وقفة تضامنية مماثلة بمشاركة نادي النور، ورفع خلالها المشاركون لافتات تندّد بالعمل الإجرامي الذي طاول الأبرياء في برج البراجنة.

كما نظّمت منظمة الشباب التقدمي اعتصامين في مدينة عاليه استنكاراً للتفجيرات في برج البراجنة وباريس، وتضامناً مع أهالي ضحايا هذه التفجيرات.

إلى ذلك، أعلنت مديرية الإعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني، في بيان، أنّه وبسبب الأوضاع الأمنية الراهنة، صدر عن رئيس الحزب النائب طلال أرسلان، قرار «بإلغاء دعوة المشاركة في مراسم تكريم بطل الاستقلال المغفور له الأمير مجيد أرسلان لهذا العام، والتي تقتصر سنوياً على وضع الأكاليل وتلاوة الفاتحة في مدافن العائلة في الشويفات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى