جلسة عين التينة امتحان حقيقي للنيات: السنيورة يلتفّ على الإيجابية إزاء طرح السيد

هتاف دهام

تبيّن بعد جلسة الحوار الوطني أمس، كأول امتحان حقيقي للنيات، أنّ كل المواقف الإيجابية التي سمعناها على مدى الأيام الثلاثة الماضية من تغريدة الرياض للرئيس سعد الحريري إلى تصريحات بلس للرئيس فؤاد السنيورة، وما بينهما، لم تكن أكثر من حفلة زجل إيجابية من أجل هدفين: الأول هو لحظة ما بعد انفجارَي برج البراجنة، والثاني الالتفاف على الطرح الجدّي الذي قدّمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المترابط والمُحرِج، والذي حاول البعض من ضمن التكتيك أن يظهر نفسه أنه يتفاعل معه إيجاباً، لتأتي طاولة الحوار التي ترأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس في عين التينة، لتؤكد أنّ كلّ ما جرى لا يتعدّى الفولكلور، فالسنيورة في الجلسة وبرغم أنه أثنى على كلام السيد نصرالله، إلا أنه طالب تنفيذه بمواقف عملية، وأعاد انتقاد دور حزب الله في سورية والحديث عن سرايا المقاومة والشحن الطائفي وانتشار المسلحين في بيروت، إلا إذا كانت الوقائع الإيجابية تحتاج إلى مزيد من عوامل النضج قبل أن نحكم عليها نهائياً، كما يقول المتفائلون.

وصل أقطاب الحوار إلى عين التينة قبل الموعد المحدّد للجلسة عند الثانية عشرة وسط تدابير احترازية مشدّدة اتّخذتها القوى الأمنية وطاولت مناطق الحمراء فردان عين التينة الرملة البيضاء، لحمايتهم مع عودة التهديدات الأمنية بعد تفجيري برج البراجنة، وأقفلت بعض المفارق التي توصل إلى عين التينة. ترافق ذلك مع تنفيذ القوى الأمنية عملية تفتيش دقيقة بالقرب من قصر الرئاسة الثانية لسيارات الصحافيين، وقد استقدم لهذه الغاية كلب بوليسي، مع انتشار أمني بالقرب من الموقف المخصّص لسياراتهم قريباً من مبنى نقابة الصحافة. وأعقبت الاجتماع الحواري مأدبة غداء أقامها رئيس المجلس على شرف المتحاورين، لكن رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان والنائب ميشال المرّ غادروا بعد انتهاء الحوار، في حين اجتمع رئيس الحكومة تمام سلام، رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، الرئيس السنيورة، الرئيس نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الأمين العام لحزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون ومعاونيهم، إلى المأدبة التي قرّر الرئيس بري أن تكون فلسفتها بنكهة صينية بارزة، CHINESE FOOD طعّمها بطبقين شرقيّين لحمة بالخروف وصياديّة.

كانت المناخات العامة إيجابية في الجلسة التي حضرها جميع أقطاب الحوار، وغاب عنها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس حزب القوات سمير جعجع، لكنها لم تثمر تقدّماً فعلياً في ما يتعلق بالملفات المطروحة، فليس هناك من جديد طرأ في هذه الجلسة التي طرحت خلالها مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والتي قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إنها تتمة لسياساتنا المعهودة، ليدعو الرئيس بري إلى أن يكون جدول أعمالنا تفعيل عمل الحكومة، بعد أن أقرّ مجلس النواب قانون استعادة الجنسية، والإجازة للحكومة عقد نفقات من أجل تحقيق عتاد وبنى تحتية ملحّة لمصلحة الجيش، والاتفاق على تشكيل لجنة قانون الانتخاب سيحدّد أعضاؤها اليوم في اجتماع هيئة مكتب المجلس من المتوقع أن تكون لجنة مصغّرة وتضمّ بحسب ما علمت البناء النواب: أحمد فتفت، جورج عدوان، علي فياض، ألان عون وغازي العريضي، لتنطلق في عملها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي خلاصة نقاشات الجلسة الحوارية العاشرة التي أرجئت إلى الأربعاء المقبل، جرى اتفاق مبدئي على تفعيل عمل الحكومة، لكن الأقطاب لم يحدّدوا كيفية تفعيل عملها، فرئيس الحكومة تحدّث عن موضوع النفايات وعن ترحيلها إلى الخارج وعن عروض عدة قدّمت من شركات أجنبية لنقل النفايات، مشيراً إلى أنه يتابع الموضوع لأنه يخضع لشروط، وعندما تكتمل الخطة سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء، معرباً عن اعتقاده بأنّ أحداً لن يقاطعها، مع موافقة العماد عون على تفعيل عمل الحكومة في الأمور الملحّة، برغم تأكيد مصادر المجتمعين أنّ وجهة الترحيل لم تحدّد بعد.

وفي وقائع الجلسة فقد افتتحها الرئيس بري بالقول: ليس هناك من ضرورة لشرح الوضع الذي نحن فيه، جدول الأعمال يبدأ برئاسة الجمهورية، عمل مجلس النواب، عمل الحكومة، اللامركزية الإدارية، قانون الانتخابات النيابية، قانون استعادة الجنسية للمغتربين، دعم الجيش والقوى الأمنية. إنّ أزمة استعادة الجنسية حُلّت وتمّ إقرار الاقتراح، وموضوع الجيش أصبح على طريق الحلّ وكذلك القوى الأمنية، لكن التطويع مهم. لقد بحثنا في جلسات الحوار السابقة في مواصفات الرئيس، ووصلنا إلى قواسم مشتركة في بعض المواصفات لكننا لم نصل إلى الاسم، لأننا نعلم أنه ليس في استطاعتنا الاتفاق على الأمر، ولذا طرحت فكرة السلة. لقد بات من الضروري أن نبحث في موضوع تفعيل الحكومة لأنه موضوع مهم، علماً أن بالنسبة إلى قانون الانتخاب، فإن هيئة مكتب المجلس ستجتمع غداً اليوم في مكتب المجلس لتعيين لجنة مصغرة حول قانون الانتخاب والذي سيكون مفتاحاً للحلحلة.

السنيورة: أليس المفتاح رئاسة الجمهورية؟

بري: هذه حلحلة وتلك حلحلة أخرى.

السنيورة: بداية استنكر بشدة الجريمة النكراء التي وقعت في برج البراجنة، والتي أصابت كل اللبنانيين. شاركنا في جلسات الحوار بإيمان مطلق بالتوصل إلى حلول، نحن شعب واحد، هذا ما تمخّض عن اتفاق الطائف، وليس هناك أي خيار إلا بالتعايش، ونحن حريصون على حوارنا مع حزب الله.

ميقاتي: نثني على الاستنكار.

السنيورة: جرى التملص في بعض الأحيان من مقررات الحوار، وإلى اليوم لم نصل إلى رئاسة الجمهورية، نحن لن ننقطع عن الحوار، لأننا مؤمنون أن ليس هناك أي خيار ثانٍ. استمعنا باهتمام لتصريح السيد حسن نصرالله بأسلوب ومضمون جديدين. وهذا أمر جيد يشكل خطوة نحو الايجابية، لكننا بحاجة إلى خطوات أخرى تسهم في إزالة الشحن الطائفي والمذهبي وكان آخرها الذي جرى قبل يومين في صيدا ووقف ضدّه الرئيس بري.

نحن اليوم أمام 3 مسارات:

1 – الحوار الوطني.

2 – حوار المستقبل ــــ حزب الله.

3 – حوار لجنة قانون الانتخاب.

لكن الأولوية عندنا لانتخاب الرئيس، فعندما ينتهي الشغور نتمكن من معالجة المسائل الأخرى. وجرت محاولات جيدة في المواضيع الأخرى في المجلس النيابي الأسبوع الماضي، ولذلك علينا السير بطريق انتخاب الرئيس كباب للحل. نحن في الملف الحكومي من أول المشجّعين والداعين لتفعيل العمل الحكومي، أما القانون الانتخابي ليس موضوعاً على الطاولة فهو سيناقش في اللجنة التي ستكلّف، إذن ليس هناك أي بند يتفوّق على رئاسة الجمهورية الذي هو الأولوية. إنّ الحوار الثنائي بحث في تخفيف التشنج وإعادة هيبة الدولة ورئاسة الجمهورية والانتشار المسلح وسرايا المقاومة، ولم نصل إلى شيء، ولم نصل أيضاً في التورّط الجاري في سورية إلى حل، وإذا استطعنا أن نعالج هذه المواضيع فعلاً لا قولاً اعتقد أننا سنحقق إيجابيات كثيرة، نحن مع تفعيل عمل الحكومة، لكن الكلام لا يكفي. نحن نطالب بمحاربة الإرهاب، لكن للإرهاب أيضاً أسباب لنموه، علينا التصدي للإرهاب، لكن الإرهاب لا يعالج بالقوة فقط. هناك مشكلة الفلسطينيين ــــ الاستبداد ــــ غياب الديمقراطية ــــ التدخلات الخارجية، كل هذه العوامل تجعل الإنسان يلجأ إلى الدين ويفسد الدين أيضاً. أمام ذلك نحن في حاجة إلى إصلاح تربوي وتعليم ديني إزاء الأخطار المتزايدة. هناك خوف على علاقة العرب مع العالم، وهناك عمل منهجي لتدمير الدولة في لبنان، وكل وزير يريد أن يقوم بهذا الأمر على قياس طائفته. نحن لا أولوية عندنا إلا اولوية انتخاب الرئيس واذا لم ننجز ذلك فسيزداد التوتر والانهيار.

بري: لا تزعل، أقول لك كأخ فاجأتني هناك شعور أنك تتراجع عن موقفك، انت لم تتقدم في طروحاتك. أنا لا أزايد في الملف الحكومي وأنت لا تزايد في الملف الرئاسي، لكن إذا كنا نريد أن نوقف كلّ شيء في البلد من الحكومة والمجلس النيابي ولجنة الانتخاب، لا شيء يتحرك، فلا يمكن أن نتوصل لانتخاب رئيس من دون خروقات. لقد أثنيت والشيخ سعد على كلام السيد نصرالله، لكن الحلّ يحتاج إلى طبخة إن كانت مجدرة أو كاستاليتا بدّا تستوي أولاً، وأنت يجب أن تطبخ». أما في موضوع المذهبية وغيرها فليست المرة الاولى التي يحصل فيها ما حصل في صيدا، لقد استنكرته ووقفت ضدّه، فأزعر واحد يلبّد الجو كله.

السنيورة: هناك 100 نموذج لشحن الناس.

بري: لا أنا ولا أنت نستطيع أن نفرض رأينا على هذه الطاولة، ماذا تريد أن نفعل في الشأن الرئاسي على هذه الطاولة؟ هل نستطيع أن نسكت عن بقية المواضيع كالنفايات والحكومة؟

السنيورة: أنا قلت ذلك، وقلت أيضاً إنّ على الحكومة أن تعود إلى الاجتماع.

بري: لا يوجد أيّ مبرّر لهذا الإرهاب الذي لا يهمّه لا السني ولا الشيعي ولا المسيحي ولا اليهودي، ليس هناك من حاجة ان نتذكر انّ هناك أسباباً، لا يجوز ان نقول هكذا، هذا شرّ بالمطلق.

السنيورة: أنا قلت البعض يتذرّع بالأسباب ونحن ضدّ.

ميشال المر: هناك نقطتان أريد التحدّث بهما:

تبادل قياديو 8 و14 آذار النية بالتفاهم والاتفاق على ضرورة انتخاب الرئيس، ما جعل الحلّ سهلاً بقرار من الفريقين، فلنفوّضهم أن يترجموا تصريحاتهم برئيس توافقي لسنتين أو ثلاث سنوات.

على الحكومة أن تأخذ المبادرة بفرض الأمن وإعلان حالة طوارئ.

أرسلان: أتمنّى أن نفصل مسألتين أساسيتين من التداول:

مسألة تفعيل الحكومة والمجلس النيابي، وأن لا يرتبط هذا الأمر بأيّ بند من بنود الاتفاق، وإذا لم نستطع أن نتعلّم بعد الهجمات أن نعود إلى المؤسسات لتفعيلها، فهذا أمر مستغرَب.

نسمع كلاماً مذهبياً. وهنا تكمن خطورة الخطاب على البلد، كلنا يصف الحالة المذهبية، لكن عندما نصل إلى قانون الانتخاب، كلنا يقع في الطائفية. كيف نواجه وننبذ الطائفية وكلامنا مذهبي في قانون الانتخاب. نفكر في كيفية أن لا ينتخب الشيعي المسيحي والسني الشيعي، نحن بأدائنا وكلامنا نساهم بتغذية المذهبية.

أما بالنسبة إلى الأمن والجيش والتطوّع، فإنني أقول إذا اتخذت القوى الأمنية من السياسة غطاء لها، فلن تصل إلى حلّ.

وبالنسبة إلى كلام السنيورة، لا أريد ان أعلق، فنحن إما مقيّدون بجدول أعمال الحوار أو لا، إذا كنا غير مقيّدين، كل واحد منا لديه موضوع ليطرحه. إذا عدنا في كلّ جلسة سنتين إلى الوراء وعدنا إلى الحديث عن سورية والسلاح وسرايا المقاومة فلن نصل إلى حوار.

السنيورة: ما الذي حدث لكي نتوقف عن الكلام.

أرسلان: تريد أن تتكلم ولا تريد أن تسمع رأياً آخر.

فرنجية: إنّ تفجيري الضاحية كان هدفهما فتنة تذبح الطائفة السنية، فالإرهاب كان يستهدف السنة أكثر من الشيعة. ان الاتفاق يجب ان يكون على الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي، لا يجوز أن ننتخب رئيساً ثم نختلف ونعود إلى الحوار للبحث في رئاسة الحكومة وقانون الانتخاب، علينا ان نتفق على كامل السلة كما حصل في الدوحة. لا أحد يريد ان يخرّب البلد. لا احد يرغب بضرب الاقتصاد. وفي ملف النفايات نستطيع ان نتفق، وكلنا يستفيد. علينا وضع الملفات الخلافية جانباً، فالإيجابية تجلب الإيجابية.

حرب: الأكيد أن الملف الرئاسي أولوية. لقد استطعنا إيجاد الحلول لاستعادة الجنسية وقانون الانتخاب، في حين أن تفعيل الحكومة بات أمراً ضرورياً، وحزب الكتائب يقاطع الجلسة بسبب عدم انعقاد مجلس الوزراء. صحيح أنّ حلّ رئاسة الجمهورية غير ممكن الآن، لكن تجميد البلد وتعطيل الحكومة ووقف الجلسات لا يجوز، الا يفترض ان يكون تفعيل عملها من ضمن الاتفاق؟

بري: انشالله.

حرب: لا أريد أن أكون شاهد زور، إذا وقعت هذه الحكومة فمن يلتقطها.

حردان: لقد صدرت مواقف بعد الجريمة النكراء في برج البراجنة تستنكر الجريمة وتعتبر أنّ الإرهاب يهدّد مصير لبنان واستقراره، هذه القوى السياسية عبّرت عن مواقفها انطلاقاً من حسّها بالمسؤولية الوطنية، وكنا نتوقع ان تستكمل هذه المواقف من القوى الأخرى اليوم، لكننا تفاجأنا ببعض القوى السياسية تردّ الأمور إلى المربع الأول لإبراز الانقسام. ونحن من هنا نقول بضرورة التحرك لتحمّل المسؤولية وان نتكئ على التضامن الوطني ضدّ الإرهاب.

إنّ مبادرة الرئيس بري تقوم على السلة المتكاملة لتشمل الرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة لقيت قبولاً من أكثرية الرأي العام لجهة إيجاد تسوية سياسية، ونحن نؤكد أن لا مخرج إلا بهذه التسوية، وإذا لم نتفق على تسوية لإيجاد مخرج، فإنّ النتائج المترتبة على ذلك ستنعكس على كلّ البلد. من هنا دعوتنا إلى ضرورة تفعيل عمل الحكومة لأنها المسؤولة عن مصالح الناس، إنّ الحوار ضرورة وطنية، وهذه السلّة تتضمّن كلّ النقاط المطروحة، ولجنة قانون الانتخاب لن تتقدّم في عملها إلا إذا حصل اتفاق رسم اتجاه قانون الانتخاب في طاولة الحوار، وأتمنى على الرئيس السنيورة وكلّ رأي أن يلاقي الرأي الآخر. كل واحد منا لديه تبريرات لكن إذا بقينا هكذا، فسيرفع كلّ واحد أمامه متراسه، في حين أنه علينا أن نندفع إلى إيجاد حلول. إنّ الذي حصل في برج البراجنة نقطة في سلسلة، وكلّ مرة نفتح المجال للإرهاب.

مكاري: إنّ كلام السيد نصر الله وكلام الرئيس الحريري جيد لخلق جوّ مختلف في الحوار وأتمنى أن يتفعّل الحوار الثنائي.

بري: الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل سيُعقد بعد يومين أو ثلاثة، فهو كان مقرراً الجمعة الماضي، لكنه أرجئ بسبب الجلسة العامة.

مكاري: أتمنى أن تعالج الأمور في هذا الحوار. ففي النهاية مفتاح الحلّ هو بانتخاب رئيس الجمهورية، لكن الامور لن تحصل الا وفق سلة واحدة، علينا إيجاد حلّ للأزمة الحكومية. وبالنسبة لقانون الانتخاب إذا لم نضع معايير لعمل اللجنة التي سيتم تكليفها، فلن نصل إلى حلّ، بل على العكس ستحوّل القوانين الـ17 إلى اللجان المشتركة ولن نستطيع التوافق. وما فهمته أن لا جلسات للمجلس النيابي من دون قانون الانتخاب.

بري: الحريري قال إنه لن يحضر الا جلسة قانون الانتخاب، اما نحن فنقول إنه إذا طرأت ضرورات يمكن أن ننزل إلى المجلس وأتمنى على القوات والتيار الوطني الحر والكتائب أن «يأخذونا بحلمهم».

ميقاتي: علينا وضع ضوابط في موضوع قانون الانتخاب، واذا استطعنا أن نركز على اللامركزية الإدارية، وعلينا ايضاً العمل على تفعيل الحكومة، لكن على الرئيس تمام سلام ان يضعنا في أجواء العقبات التي تقف ضدّ تفعيلها.

فرعون: لا نعلم لماذا الحكومة لا تجتمع، لم تتخذ الحكومة أي قرار ضدّ 8 آذار.

أرسلان: عذراً، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، سمعنا عن تسهيلات من ضمنها تشكيل لجنة مصغرة تضمّ بعض الأفرقاء الرافضين لحضور جلسات الحوار، ولما كان قانون الانتخاب بنداً أساسياً من بنود طاولة الحوار، فأتمنى أن تضمّ لجنة الانتخابات الممثلين على طاولة الحوار ونحن نطالب دولتك ان نكون ممثلين في اللجنة.

بري: اللجنة ستكون مصغرة.

جنبلاط: نحن نعود إلى نقطة الصفر. الحرب على «داعش» تسير بشكل مبتور، الطيران لا يكفي إلا إذا شكلت قوات مشتركة. فرنسا لا تزال في بداياتها. 3 أشقاء من الجزائر من الجيل الثالث هم من نفذوا العملية. والوحدة الوطنية في فرنسا أسوأ من الوحدة الوطنية في لبنان.

بري: أخشى أن يكون الردّ بتطرف مسيحي.

جنبلاط: أضمّ صوتي إلى صوت النائب حردان، لا بد أن يكون هناك تسوية شاملة، لا سيما أنّ التسوية لا تلغي حيثية الرئيس، نصل اليها اليوم بعد أسبوع أو حسب كلام الرئيس المرّ، لا أعلم، لكن المهمّ في هذه الأثناء تفعيل الحكومة.

رعد: سمعنا التعازي والتعاطف بشأن تفجيري برج البراجنة ونشكر غالبية الموجودين الذين تعاطفوا من دون و»لكن». نحن نتعاطف مع الشعب الفرنسي، لكن لا ندعو فرنسا إلى الانسحاب من سورية في حال مواجهتها الإرهاب. إنّ الذي يستهدف سورية بالإرهاب في الأساس سيستهدفنا، ليس لأننا نواجهه، علينا أن لا نعطي الإرهاب ذريعة للتمادي في إرهابه على لبنان. هناك مدرسة تقول إنّ فلاناً عليه أن يترك الرئاسة لحلّ المشكل وهذا يترجم في لبنان، بهذا المنطق لن نصل إلى أيّ حلّ. حُكي أنّ السيد نصر الله دعا إلى تسوية سياسية شاملة، أنا لم أر في طرحه أيّ جديد، لا بل المزيد من المطالبة بالحوار للوصول إلى تسوية، ويمكن أن تعقد لقاءات ثنائية أو ثلاثية إلى جانب الحوار. لنكن صريحين أية مشكلة تقع بين طفل وطفل ستؤدّي إلى أزمة وطنية. بلد مهترئ بمناخه العام وبمناخه الشعبي. لسنا في وضع طبيعي. يكفينا العدو «الإسرائيلي» ولا نعلم متى ينتهز الفرصة، وهناك الإرهاب الذي أخذته بالأحضان بعض الدول الإقليمية والدولية.

إنّ جدول أعمال طاولة الحوار يجب أن يناقش كله، وبعد ان ننتهي من المناقشة نبدأ ببند الرئاسة، فلا يوجد أحد أكبر من البلد لكن إذا «راح البلد شو بينفع الرئيس».

انّ الرئيس فؤاد السنيورة يعزينا بالشهداء ويقول في الجلسة العامة بعد وقوف دقيقة صمت على أرواحهم يجب أن نفهم الأسباب بدلاً من أن يقف على مشاعر أسر الشهداء قليلاً. كلّ القوى السياسية تعاونت لانعقاد مجلس النواب، في حين أنّ الحكومة لم تتعاون، هناك طرف طالب ببند معيّن الكلّ أدار ظهره، ألا يمكننا الاتفاق والوقوف على خاطره؟ لن يكون هناك جلسة لمجلس النواب إذا لم يتوفر النصاب.

عون: الاستنكار للجريمة كان شموليّ الموقف، نحن نقارب المواضيع بجزئية لا يمكن الحديث عن الحرب بمنطق أنه إذا انسحب طرف تنتهي الحرب، هذه الحرب عالمية هناك 100 دولة تشارك فيها، لم يعد هناك من حدود. روسيا أتت لتحارب الإرهاب عندنا لوجود دول إسلامية على حدودها. فالتطرف بات على أبواب خمس دول طاجيكستان، تركمانستان، كازاخستان، داغستان والشيشان.

بري: هذه الدول أرمنية.

عون: نعم ارثوذكس، وباكستان وأفغانستان.

بقرادونيان: كانوا أرمن.

عون: في هذا الظرف علينا الدفاع عن الوطن، إذا سقطت سورية نحن لن نستطيع أن ندافع عن أنفسنا حتى لو دافع كلّ الشعب عن لبنان. أما رئاسة الجمهورية فنحن من يجب أن نتفق، وكذلك قانون الانتخاب، يمكننا أن نضع مواصفات ونقرّ قانونا انتخابيا يعترف بالتمثيل الصحيح، ويمكننا أن نستمرّ في الحديث عن مصالح فئوية.

السنيورة: أعبّر عن استغرابي لاستنتاجات خاطئة. المسلحون في الأحياء السكنية. فماذا نقول للناس؟ إنّ كرامة المواطنين تضرب في كلّ حيّ من أحياء بيروت. وكلّ يوم نخرج بتصريحات إيجابية، لكننا لم نحقق أيّ إنجاز حقيقي، الوضع في المنطقة يصيبنا. «تحبل في الخارج وتعطي إفرازاتها في الداخل»، فكيف نحصّن البلد.

بري للسنيورة: الإنسان علته النسيان لا يجب أن ننسى كلّ شيء، ولو بدنا نحاسبك علي عاملوا معنا يا فؤاد ما كنت بحكي معك بحياتي!». إن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله ناقش في الأساس المواضيع الأمنية وحصل تقدّم، وفي الجلسة الأخيرة اتفقا على الخطة الأمنية في البقاع، ولهذه الغاية زار وفد ضمّ الوزيران نهاد المشنوق وحسين الحاج حسن قائد الجيش العماد جان قهوجي، على أن تكون الخطة الأمنية في البقاع أكثر من متشدّدة، لأنّ أهالي البقاع هم أكثر المتضرّرين. وأقول: «لو لم تكن كارثة البرج لكان لبنان الأفضل أمنياً».

السنيورة: في كل حي هناك سلاح.

مكاري: الحرب في سورية والذهاب إلى هناك ليس على طاولة الحوار. كلنا يعلم أنّ القرار أكبر من هذه الطاولة، وكلام السنيورة هو لحث المجتمعين على تنفيذ ما يتفق عليه.

فرنجية: تنفيذ العقوبات يجب أن يتمّ. وعلى الدولة القيام بواجباتها وتعديل القوانين.

حردان: أصبحت السجون مليئة بالمتعاملين مع العدو الإسرائيلي والإرهابيين، وهناك 150 عميلاً. ماذا نفعل؟ يخرج احد المحامين ليدافع عنهم! هل الحلّ أن يبقوا في السجن أو يخرجوا ويقوموا بأعمال إرهابية؟ يجب أن تكون هناك قوة ردع لتنفيذ الحكم لو أعدم عدد من هؤلاء لكانت نسبة الجرائم والإجرام تضاءلت، ولذلك يجب أن نطوّر قانون المحاكمات الجزائية لتنفيذ عقوبة الإعدام، لأنّ هناك أمن الوطن ولن نحمي هذا الأمن من دون عقوبات رادعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى