تلفزيون لبنان

إذا كانت القوى الفاعلة دولياً تنسّق الخطوات في مواجهة داعش والإرهاب، فلماذا لا ينسحب الأمر على لبنان للتعاون في سبيل درء الخطر عن البلد؟

وإذا كان الرئيس نبيه برّي محقّاً في الدعوة إلى جبهة عالمية في وجه الإرهاب فلماذا لا نبدأ في لبنان بصناعة جبهة داخلية على قياس البلد؟ وإذا كان الحوار العاشر إيجابياً فلماذا لا يتمّ وضع المدماك الأول في الحوار الحادي عشر الأسبوع المقبل للشروع في التسوية الشاملة انتخاباً رئاسياً، وقانوناً انتخابياً برلمانياً؟

وإذا كان الضوء الأخضر قد أُعطي لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، فهل يكون في اليومين المقبلين انطلاق في خطة معالجة النفايات ترحيلاً هذه المرة، واعتباراً من الليلة في اجتماع اللجنة المختصة في السراي؟

وإذا كانت هيئة مكتب المجلس النيابي قد شكّلت لجنة عشرية لقانون الانتخاب، فهل هذا يُعتبر خطوة تماشي الانتخاب الرئاسي في حال نجاح تصوّر التسوية الشاملة؟

ما يمكن قوله هو أنّ على أهل السياسة في لبنان أن يسرّعوا خطواتهم بمقدار سرعة التطورات الخارجية حرباً وسياسة. ففي فرنسا دهم أمني لمنطقة في شمال باريس ووقوع قتيلين أو أكثر، بينهم امرأة فجّرت نفسها بحزامٍ ناسف.

وفي بريطانيا أجواء حذر أمني لمواجهة أي عمل إرهابي محتمل. وفي روسيا دفع للطائرات الحربية والبوارج إلى مناطق تسيطر عليها داعش» في سورية، مع إشارة موسكو إلى تراجع الكلام على تنحي الرئيس بشار الأسد وعلى استخدام الجيش السوري في المواجهات البرية.

وعلى خطٍّ موازٍ، إجراءات أميركية تركية لوقف العبور عبر الحدود الشمالية السورية؟ وماذا بعد؟

لافروف تحدّث في مؤتمر صحافي مشترك عن حماية لبنان، والوزير باسيل شاركه في ذلك والنائب وليد جنبلاط سأل عن من يحدّد سياسة لبنان الخارجية؟

ووسط كل ذلك بيروت أضاءت صخرة الروشة بألوان العلمين اللبناني والفرنسي في إدانة لجريمتي التفجير في الضاحية الجنوبية وباريس. وقد تمّ ذلك بالتعاون بين مؤتمر إنماء بيروت والبلدية.

«المنار»

يُسجّل للبنان أنّه استطاع بمرور أيام قليلة أن يكشف ويفكّك شبكة داعشية» عابرة للدول والمناطق، وتحديداً من الرقة إلى جرود عرسال مروراً بالشمال وبيروت، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية.

هكذا تساقطت هذه الشبكة الإرهابية وانفرط عقد حبّاتها، وباشرت الأجهزة الأمنية اللبنانية التقاطها واحدة تلو الأخرى، وكان آخرها أبو عثمان أحمد مرعب أمين مستودع المتفجّرات والأحزمة الناسفة في منطقة القبّة في طرابلس.

ومن لبنان إلى فرنسا، حيث انتهى الفصل الأخير من مواجهات باريس بتنفيذ قوات النخبة مداهمات شمال العاصمة، استهدفت أفراد الخلية الداعشية المسؤولة عن هجمات الجمعة الدامية، فيما سارع الرئيس الفرنسي لدعوة مواطنيه للتغلّب على الخوف.

في الأثناء كانت حاملة الطائرات شارل ديغول، تُبحر إلى المنطقة للاضطلاع بدور أكبر في الحرب المفترضة على الإرهاب، حرب وضعت الرقة تحت المجهر الدولي باعتبارها عاصمة دولة الظلام. فهل اتُّخذ القرار فعلاً بالقضاء على داعش» بعدما انتفت الحاجة من استخدامها من قِبل بعض الدول؟ وفيما كان الأتراك يؤكّدون أنهم سيعملون مع الأميركيين على إغلاق الحدود مع داعش، كان وزير الخارجية الروسية يحذّر من خطط لتقديم جماعات لا تقلّ تطرّفاً من داعش على أنها حركات معتدلة. فهل هناك من يهيئ الساحة لـ«دواعش» جدد بلباس الاعتدال والقبول لدى المجتمع الدولي؟

«او تي في»

وانطلقت الورشة التشريعية على طريق إعادة تكوين السلطة. أمّا نجاحها فرهن بقائها تحت سقف تصحيح الخلل بالتمثيل والعدالة والإنصاف. هكذا بات قانون الانتخاب أولوية بعدما نجح الكباش الذي ظلّله إعلان النيات بين التيار والقوات في الوصول إلى اتفاق عبّد الطريق أمام الجلسة التشريعية التي أفضت إلى دينامية سياسية جديدة تعتبر أنّ قانون الانتخاب هو أحد الأولويتين في هذه المرحلة إلى جانب الاستحقاق الرئاسي. العودة إلى الشعب هي الغاية، ليشكّل صندوق الاقتراع العبور الديموقراطي الآمن إلى الحلول للأزمة القائمة، ويفتح الباب على الاستقرار المؤسساتي وتمثيل الجميع بحسب احجامهم، فيتحصّن هيكل الجمهورية بعنوانين أثبت العقد الماضي أن لا غنى عنهما: الشراكة الفعلية والمناصفة الحقيقية هي الخطوة الأولى المتمثّلة بوضع المفتاح في قفل باب الأزمة، وهي علامة فارقة في ظل الركود الذي تعيشه المؤسسات وإنجاز يحسب للتغيير والإصلاح والعماد ميشال عون والاتفاق المسيحي، بعد استعادة الجنسية، وتجهيز الجيش والقوانين المالية وعائدات البلديات التي ستصل إليها أخيراً من دون الحاجة إلى جلسة حكومية، بعدما وعد رئيس الحكومة بذلك ونفّذ وعده، مع الأخذ بالتعديلات التي طرحها التيار الوطني الحرّ بشطب أيّ حسومات كانت نصّت عليها الصيغة الأولى من المرسوم الذي أُعدّ سابقاً، ورفض وزراء التغيير والإصلاح توقيعه في حينه. وإذا كان المشهد المحلي يحمل تحريكاً للرّكود الذي تعيشه البلاد منذ أشهر، فالمشهد الإقليمي يشهد على كباش من نوع آخر: بين أمن العالم وجنون الإرهاب، الذي كانت باريس مسرحه، ولا يعرف حتى اللحظة وجهته المقبلة ما لم تأخذ الحرب عليها منحىً جدّياً حاسماً وحازماً.

«الجديد»

إلى قانون الانتخابات سر.. هيئة مكتب المجلس النيابي شكّلت لجنة الإعداد، وحدّدت لها شهرين كاملين لرفع المشروع إلى الهيئة العامة. فهل تُنجز اللجنة تصوّراً موحداً أو تعود اللجان إلى التصويت على أحد القوانين قبل أن تُحيله إلى الهيئة العامة؟

المناخ الإيجابي السائد اليوم يفرض التفاؤل استناداً إلى مسارات جلسة الحوار. والرئيس نبيه بري أبدى الاستعداد والجهوزية لمتابعة عمل اللجنة ودفعها نحو التوافق، العنوان قانون انتخابي، والتفاصيل دوائر ونظام اقتراع والنسبية هي الصيغة المثلى التي تضمن للبلد أوسع مشاركة وتمثيل سياسي.

بالحوار والتلاقي تُحلّ الأزمات، ومن هنا كان ارتياح رئيس المجلس للأجواء السائدة حالياً، فجدّد التأكيد على المطالبة بتأليف جبهة دولية لمحاربة داعش» والإرهاب، فالداعشية باتت فوبيا العصر العابرة للقارات. هي تشغل الدوائر الأمنية والسياسية وتفرض على العواصم تنسيقاً وإجراءات حدودية وتدابير استثنائية وملاحقات وتكامل جهود الاستخبارات.

لبنان بدوره يثبت عن قوة أجهزته التي أوقفت العقل المدبّر للأحزمة الناسفة في لبنان، وتتابع بخطوات واثقة المضيّ في تعقّب الإرهابيين شبكةً شبكةً وفرداً فرداً، والأهم أنّ اللبنانيين يلتفّون حول جيشهم وأجهزتهم ويلفظون أيّ مشاكس للبيئة الوطنية.

وحول سورية ترصد المؤشرات من ثبات الموقف الروسي إلى تدرّج الأوروبيين اعترافا بدور المؤسسات السورية العسكرية والأمنية في محاربة داعش» إلى حدّ إبداء وزير الخارجية الإسبانية الاستعداد للاتفاق مع الرئيس بشار الأسد لمحاربة الإرهابيين.

الوزير خوسيه مانويل غارسيا، برّر الانعطافة الإسبانية بوجود مصلحة أوروبية بالاتفاق مع الأسد، لأنّ هذا الاتفاق أهون الشرور، على حدّ قوله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى