سلام يدعو القوى السياسية إلى التواضع سلامة: الليرة مستقرة وستبقى
رأى رئيس الحكومة تمام سلام أنه «آن الأوان لوضع حدّ للخلل القائم، ولإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية»، داعياً «القوى السياسية جميعاً إلى التواضع والتواصل والتوافق على ما يسمح بتسيير العمل الحكومي وخدمة مصالح اللبنانيين».
وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر المصرفي العربي في فندق فينيسيا، قال سلام: «ليس بالأمر اليسير على أي دولة، أو أي سوق مالية، أن تستمر عجلتها في الدوران والإنتاج، في الوقت الذي تتعرض إلى أزمات سياسية متوالدة وانكماش اقتصادي وتهديدات إرهابية. لكن لبنان، تمكَن رغم كل الضغوط من تثبيت استقراره النقدي، ونجح القطاع المصرفي اللبناني في المحافظة على ملاءة عالية، ونسب فوائد منخفضة، ونمو مستمر في ميزانيته المجمعة. إنّ هذه المؤشرات تعكس كفاءة القطاع المصرفي اللبناني، ونجاح السياسة الحكيمة للمصرف المركزي، بقيادة الحاكم رياض سلامة. لكن ذلك لا يلغي أن قطاعات إقتصادية أخرى، صناعية وزراعية وتجارية واستثمارية، تمكنت من الصمود في وجه الظروف الصعبة، وأظهرت شجاعة فائقة وإصرارا وقدرة عالية على التأقلم. فتحية إلى جميع العاملين في الحقل المصرفي وفي القطاع الخاص، الذين يشكلون نموذجاً للنجاح اللبناني ويقدمون أمثولة في الإيمان بمستقبل لبنان».
وأضاف: «في قلب الأزمة السياسية الشائكة، سجلنا الاسبوع الماضي انتصاراً للحكمة والمسؤولية الوطنية والحسّ السليم. فقد أقر مجلس النواب في جلسة استثنائية، مجموعة من مشاريع القوانين التي ترتدي أهمية بالغة بالنسبة إلى اقتصادنا، وخصوصاً إلى القطاع المصرفي والمالي. لقد أمنت هذه القوانين، مظلة قانونية شاملة لقضايا مكافحة تبييض ونقل الأموال وتمويل الإرهاب، مع العلم بأنّ مصارفنا كانت لسنوات طويلة، وفي ظلّ الرقابة الشديدة للمصرف المركزي، تلتزم التزاماً صارماً بالنظم والمعايير الدولية في هذا المجال. ولقد صادق المجلس في الجلسة التشريعية نفسها،على عدد من الهبات والاتفاقات مع المؤسسات المالية الدولية، تتعلق بتمويل مشاريع ضخمة للبنى التحتية. نحن نعتقد أنّ مشاريع من هذا النوع ستنعكس إيجاباً على النمو، وسوف تؤدي إلى خلق فرص عمل وستحفز الدورة الاقتصادية».
ولفت إلى أنّ السلطة التنفيذية، بدورها، «ستقوم بواجباتها، لأنّ الاستحقاقات الداخلية داهمة والمخاطر الخارجية حقيقية وخطيرة. فهناك لائحة طويلة من القرارات الضرورية التي تتعلق بالمصلحة العامة وبشؤون المواطنين، وبينها قرارات تحتل أولوية قصوى مثل تبني خطة معالجة النفايات وتطبيقها».
ودعا سلام القوى السياسية «إلى التواضع، والتواصل، والتوافق على ما يسمح بتسيير العمل الحكومي وخدمة مصالح اللبنانيين، في انتظار التسوية السياسية الكبرى التي يشكل مدخلها حتماً، انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية». وقال: «لقد آن الأوان لوضع حدّ للخلل القائم، ولإعادة الروح إلى الحياة السياسية عبر تفعيل العمل بالمؤسسات الدستورية».
وتابع: «لقد شكلت الدماء البريئة التي سالت في برج البراجنة هزة للوجدان الوطني، وأثارت موجة عارمة من الرفض والاستنكار للإرهاب والإرهابيين. إننا نعتبر أنّ الفرصة مُتاحة للبناء على لحظة التضامن الوطني هذه، والانطلاق من المواقف السياسية المسؤولة التي أعقبتها، لتوسيع التواصل وتعميق الحوارات القائمة، أملاً بالوصول إلى حلول تحمي بلدنا وتحصنه إزاء مخاطر الأحداث الاقليمية وتداعياتها».
وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من جهته، خلال افتتاح المؤتمر المصرفي العربي في فينيسيا أنّ «الليرة اللبنانية مستقرة وستبقى مستقرة وكلّ الشائعات لم تترجم في الأسواق»، مؤكداً أنّ «مصرف لبنان عمل على تثبيت سعر صرف الليرة ويعمل على توسيع أنظمة الدفع وتطويرها».