تلفزيون لبنان

لا يمكن القضاء على «داعش» وحل الأزمة السورية إلا برحيل الأسد. قال ذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما. لا يمكن حل الأزمة السورية إلا بوجود الأسد. قال ذلك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وهكذا يستمر الوضع على حاله رغم الغارات الجوية لكل من روسيا والتحالف الغربي في وقت تتخوّف فرنسا من استخدام «داعش» أسلحة كيماوية في شنّ هجمات جديدة.

وبالتزامن مع كل هذه التطورات تدفع «إسرائيل» بالوضع في الأراضي الفلسطينية إلى الحرب وهي مهّدت لذلك بالإعلان عن طعن «إسرائيليّين» اثنين، وإصابة ستة آخرين بالرصاص. وهكذا تكتمل صورة المنطقة بين الحرب على الإرهاب من قِبل العالم، والحرب على الفلسطينيّين من قِبل «إسرائيل». وهكذا تحاول «إسرائيل» تصوير الفلسطينيين بالإرهابيين في موسم الحرب على الإرهاب.

الإرهاب أيضاً يتربّص بلبنان، فبعد جريمة التفجير في برج البراجنة، مخطط لاستهداف مراكز عسكرية وعسكريين والقيام بعمليات إرهابية بواسطة انتحاريين من بينهم العديد من القاصرين.

وكشف عن ذلك بيان للجيش أوضح أنّ القاصر عثمان إسماعيل مواليد العام ألفين، ينتمي إلى مجموعة مرتبطة عبر الواتسآب بالإرهابي الموقوف عبد الرحمن الكيلاني، وتمّ توقيف عدد من أفراد هذه المجموعة وبينهم القاصر إسماعيل الذي اعترف بأنه قابل أحد أفراد المجموعة ويُدعى عمر القاسم، الذي أوقِف لاحقاً وقد حصل بينهما نقاش حول مدى استعداد إسماعيل لتنفيذ عملية انتحارية، وأبدى الأخير استعداده لذلك، لكنه ادّعى أنه اضطر إلى التظاهر بالقبول خشية تعرّض تنظيم «داعش» له في حال رفض القيام بهذه العملية.

دور الجيش عرَضه قائده العماد جان قهوجي مع قائد القيادة المركزية للقوات الجوية – الأميركية الجنرال تشارلز براون. وفي بيان للسفارة الأميركية أنّ براون جدّد التزام بلاده بضمان دعم الجيش بما يحتاجه للدفاع عن الشعب والأرض.

«المستقبل»

يقترب عيد الاستقلال ولبنان بلا رأس للدولة، وبلا رئيس للجمهورية. وحدها شعبة المعلومات والأجهزة الأمنية اللبنانية تُعطي اللبنانيين بصيص نور بأن نخرج من نفق الإرهاب، من خلال توقيف المزيد من الإرهابيين والانتحاريين، ومصادرة مئات الكيلوغرامات من المتفجرات.

اللّافت ما أعلنه الجيش اللبناني من توقيف قاصرٍ لا يزيد عمره عن 15 عاماً، جنّده الإرهابيون في خلاياهم، ما يكشف الوجه الأسود لهذه التنظيمات التي لا تتورّع عن غسل عقول الأطفال والقُصَّر، لجرّهم إلى الموت والقتل وتعميم الخراب ونزف الدماء.

شعبة المعلومات تواصل تحقيقاتها مع الموقوفين في شبكة برج البراجنة والشبكات الأخرى، وهي أوقفت شخصاً جديداً هذا النهار وأصبح عدد الموقوفين لديها 23 موقوفاً بعد إطلاق سراح خمسة تبيّن أن لا علاقة لهم بالأمر.

رهبة الأمن الاستباقي دفعت بمتورّطين إلى حدّ رمي الأحزمة الناسفة على المزابل، وهو ما حصل في صيدا حيث تبيّن أنّ حزاماً ناسفاً يحتوي على مواد متفجرة كان ضمن كمية من النفايات التي دخلت للفرز في معمل النفايات.

«أن بي أن»

لا أولوية دولية تتقدّم على همّ محاربة الإرهاب، لكن كيف؟ هل فقط بالخطوات العسكرية أو بالإجراءات الحدودية والتدابير الأمنية، خصوصاً في العواصم الغربية؟ الأسئلة تتزاحم على خطّي موسكو وباريس في مرحلة إعداد التحالف الاستراتيجي الروسي – الفرنسي، لكن التباينات السياسية خصوصاً حول مقاربة الأزمة السورية لا تزال عائقاً بين الروس والعواصم الغربية. موسكو ربطت أي حلّ لسورية بوجود الرئيس بشار الأسد، انطلاقاً من حقيقة تمثيله مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ومن هنا جاء جزم سيرغي لافروف باستحالة إيجاد حل سلمي من دون الرئيس السوري، الأسد بدوره كان يحدّد خطوات الحل:

أولاً: تصفية الإرهاب وفرض الأمن.

ثانياً: مهلة سنتين لإقرار دستور جديد وانتخابات برلمانية، وحكومة جامعة.

ثالثاً انتخابات رئاسية، ولكن ما يعقّد الأمور المطروحة دولياً اعتبار الأميركيين أنّ القضاء على الإرهاب يتطلّب تنحّي الرئيس الأسد ما يعني عملياً أنّ لا محاربة غربية جديّة للإرهاب في سورية من دون القبول بالشروط الأميركية أو على الأقل الضغط على دمشق وموسكو لتخفيض سقف التفاوض.

تطوّرات الميدان السوري تتماشى مع الرؤية الروسية انطلاقاً من الأهداف التي تتحقّق إن كان بالقصف الجوي لمواقع الإرهابيين شمالاً وشرقاً وضرب قوافل «داعش»، أو من خلال إنجازات عسكرية للجيش السوري تركّزت في الساعات الماضية في شمال اللاذقية قرب الحدود التركية.

أمّا دمشق العاصمة، فكانت تترقّب هدنة فشلت، فاستبدلها المسلحون بوابل من قذائف الهاون استهدفت المدنيين لفرض شروط لن تقبل بها الحكومة السورية.

لبنانياً، الأمن برعاية أجهزة فاعلة لا تقصّر في الملاحقة والمتابعة مداهمات وتوقيفات متواصلة، والعثور على حزام ناسف في معمل فرز النفايات في صيدا قد تكون الإجراءات الأمنية المشدّدة دفعت بصاحبه إلى التخلّص منه بعدما كان مقرّراً تنفيذ عملية إرهابية في مكان ما في المدينة أو خارجها.

«او تي في»

بعد 13 تشرين الباريسي، تغيّر المزاج الفرنسي. لم يستوعب الفرنسيون حتى اللحظة أنّ العدو صار بينهم ويؤرّق ليلهم. ثلاثية المساواة والإخاء والحرية التي يتغنّى بها أحفاد danton و robespierre و mirabo و hugo استحالت ثلاثية الإرهاب والقتل والخطف على يد من تنكّر لليد التي أوت وأعطت وعلّمت. كان هولاند وقبله ساركوزي يطالب برحيل الأسد، فصار هولاند اليوم يطالب بترحيل الأجانب وسحب الجنسية الفرنسية من الإرهابيين والمشتبه بهم. كان الأسد الخصم، فصار «داعش» العدو. كانت روسيا حليفة الأسد بنظر الفرنسيين، فصارت الحليف الموعود لمحاربة «داعش». تغيّرت فرنسا. هبّت عاصفة التكفير على باريس فاقتلعت منظومة الأمن التي بُنيت على رمال ما يُسمّى بالاعتدال العربي وغبار الآمال الأميركية. اليوم يتقدّم الأمن على الديمقراطية في فرنسا، والاستقرار على الحرية، وحال الطوارئ التي لم تشهدها باريس منذ تمرّد الجنرال salan في نهاية الخمسينات من القرن الماضي بسبب حرب الجزائر، تعود اليوم وتستلهم التجربة اللبنانية الفذّة في التمديد ثلاثة أشهر حتى الربيع، وما بعد الربيع ربما… من الواضح أنّ باريس تبنّت القراءة الروسية اليوم من زاوية اعتبار «داعش» العدو الأول الذي يجب محاربته، ومن زاوية الدعوة إلى قيام تحالف واحد بقيادة مشتركة روسية – أميركية للقضاء على «داعش». «نحن في حال حرب»، قالها هولاند، وعدونا في سورية هو «داعش» وليس الأسد. الأسد يتفرّج على الأمن الفرنسي يقتل أبا عود.

«المنار»

تبقى فلسطين بوصلة المتابعة، وشجاعة شبابها لا يحدّها تطويق إعلامي، ولا تنكيل واقتحامات وهدم منازل. فلسطين تقاوم وتناضل كعادتها من كل قلبها، وفي قلب تل أبيب طعن سكّينها اليوم أمس ، ورشاشها انتقم في غوش عتصيون، والحصيلة أربعة صهاينة قتلى، ومزيد من الإرباك والتخبّط والعجز أمام التصميم الكبير على مواصلة الانتفاضة بوجه الاحتلال.

الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني هو اليوم في عين المطاردة دولياً ولبنانياً:

روسيا تستكمل عاصفة التوبوليف لضرب «داعش»، ومقوّماتها النفطية والعسكرية، ومن يريد اللحاق بها دولياً فلا بدّ من التنسيق عملياتياً. أما العملية السياسية في سورية فمحكومة ببقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم، كما أكّد سيرغي لافروف رداً على شروط أوباما غير المطابقة للمواصفات التفاوضية والنتائج الميدانية.

وفي لبنان، شبكات الإرهاب مرصودة بقوة، وإنجازات الأجهزة الأمنية تؤكّد حجم التهديد الذي يدفع بتطورات سياسية عكست مقدّماتها طاولة الحوار والتكاتف الوطني بعد تفجيري برج البراجنة.

«الجديد»

الهزّات الارتدادية للزلزال الفرنسي تضرب الواقع الافتراضي، وبفرمان ممهور بالسلامة العامة قرار نيابي بحظر بعض مواقع التواصل الاجتماعي لتدخل فرنسا الحرة في مرحلة تقييد الحريات من باب تجفيف مواقع التجنيد على الفكر «الداعشي»، وتلاقيها بلجيكا بإقفال مسارب العودة أمام العائدين من سورية، آخر التحقيقات من الضاحية الباريسية توصّلت إلى مقتل عبد الحميد أبا عود، العقل المدبّر لهجمات ليل الجمعة الأسود القادم من الأراضي البلجيكية. وأول الخطوط في تفجير الضاحية الجنوبية أُمسك في الشمال، والتقطت الجديد طرفه بقاعاً لتعاين بالعين المجرّدة مسارب الدخول والخروج «على عينك يا حواجز». ومن دون ارتكاب معصية التفتيش، تكفيك بطاقة عبور وحفنة أموال لمهرّبي البشر وغير البشر لتصبح الطريق سالكة آمنة بكل سرور للجمل وغير الجمل بما حمل، ولو لم تفقد بطاقة الفريق قيمتها المرورية لوصل إلى الشام من معابر الموت، إلى شقق الاختباء التي فتحت شقة الأشرفية العين عليها. فرضية طرحت تساؤلات على أرض التأجير العشوائي وسجالاً حول ضبط الخلايا الإرهابية التي تتحصّن بقانون لا يحظر تأجير الغرباء ولا يقونن قيمة التأجير العددية. أكرم شهيّب، فهو يفاوض ويفرز العروض ويقرّر أنّ آخر الدواء الترحيل، فيما وزير البيئة محمد المشنوق حيّ يرزق ولا يحرك ساكناً. وبعد تغنّينا بصناعتنا سنغزو العالم بصادراتنا من النفايات متعدّدة النكهات وقد أضيفت إليها الليلة نكهة البارود بعد العثور على حزام ناسف في معمل فرز النفايات في صيدا، ولولا دراية عمال سينيق لكانت كارثة محقّقة بتفجير مصدر رزق جديد لحاملي لواء الترحيل بانتحار النفايات، وشرّ البلية ما يضحك.

«ام تي في»

الكلام على التقارب بين الأفرقاء السياسيين في لبنان، والتي انطلقت شراراته بُعيد تفجيري برج البراجنة، لم ينتج حتى الساعة أي دينامية واضحة تؤدّي إلى بناء جدار دعم سياسي وراء الجدار الذي تبنيه القوى الأمنية، علماً أنّ كل المؤشرات الخطيرة تدفع بهذا الاتجاه، من تفجيرات باريس التي اقتلعت أبا العود، إلى نصائح مجلس الأمن التي حضّت لبنان على حماية نفسه من مخاطر الإقليم.

في السياق، المعلومات الراجحة من كواليس صنّاع التسويات وفي مقدّمهم الرئيس نبيه برّي، تُفيد بمساعٍ للتقريب بين مفاهيم تيار المستقبل وحزب الله وجنبلاط، لحل السلّة الكاملة.

السيناريوهات الاختبارية المرمية في التداول تتحدّث عن رئيس من الثامن من آذار مقبول من الجميع، ورئيس للحكومة من الرابع عشر، مع تخريجات وفذلكات تحتاج إلى توافقات دولية إقليمية محلية غير متوفرة.

تزامناً، ملف ترحيل النفايات يخضع لمزيد من الدرس في السّراي، وسط صمت تقطعه بعض الاعتراضات الخجولة على الكلفة الباهظة للتصدير، والتي ستتجاوز النصف مليار دولار.

«ال بي سي»

عبد الحميد أبا عود، العقل المدبّر لتفجيرات باريس، تأكّد أنه قُتل… حسناء آيت بولحسن، ابنة خالته، هي الانتحارية التي فجّرت نفسها أثناء عملية الدّهم في «سان دوني». إنجاز نوعيّ للأمن الفرنسي، لكن فرنسا لم تتنفس الصعداء، فحال الهلع والرعب ما زالت مسيطرة، والمؤشر إلى ذلك تمديد قانون الطوارئ ثلاثة أشهر. ومن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذه الفترة إقفال أي موقع إلكتروني ترى فيه السلطات الأمنية خطراً.

ومن فرنسا إلى بلجيكا، القاعدة الخلفية للإرهابيين، حيث السلطات أوقفت أكثر من تسعة، مشتبهٌ في أنّ لهم علاقة بالإرهابيين الذين نفّذوا عمليات باريس.

وفيما العالم يتعقّب مسار مكافحة الإرهاب في فرنسا خصوصاً، وأوروبا عموماً، يبدو لبنان في سباق مع التحقيقات ومع كشف المزيد من الخيوط المتعلّقة بتفجيرات الضاحية الجنوبية.

وبعيداً من هذا السياق، الحكومة اللبنانية منشغلة بالملف المعضلة، ملف النفايات، الذي عاد إلى المربع الأول من خلال تقدّم خيار الترحيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى