تقرير إخباري هل يطيح بحاح بهادي بموافقة الرياض؟

طهران ـ ابراهيم شير

أزمة متوقعة تضرب الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي ومستقبله في البلاد أتت هذه المرة من تحالفه نفسه. فبعد أن عاد من السعودية إلى مدينة عدن أشبه بالمطرود وبعد ما بات يخشى على مستقبله السياسي، حيث أصبح رئيس حكومته خالد بحاح يشكل عليه خطراً جدياً، ليستقر في قصر المعاشيق الرئاسي، الذي كان بحاح قد كلف ابنه ناصر في تجهيزه وترميمه ليكون مقراً مؤقتاً لحكومته.

بحاح وصل إلى مدينة مأرب وليس إلى عدن آتياً من العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وأكد خلال اجتماع مع وزرائه الذين عادوا معه على الطائرة نفسها أن وزراء من حكومته سيقيمون في المدينة، ولم يذكر اسم عدن إطلاقاً خلال الاجتماع، وأخذ يعطي الأوامر من دون ذكر هادي.

انقسام معسكر هادي على نفسه بات أمراً مفروغاً منه، فهو بات يتخذ من مدينة عدن مقراً له ولمن معه من وزراء موالين مثل رياض ياسين وزير خارجيته، ويحظى بدعم سعودي بالعلن فقط، وبحاح قرر تحويل مدينة مأرب مقراً له، وذلك بدعم إماراتي مستخدماً قواتها لحمايته.

هادي لا يمتلك القوة أو الجرأة لإقالة بحاح وحكومته وتشكيل حكومة جديدة، لأسباب عدة أهمها أن الأخير يحظى بشرعية برلمانية، وجاء تعيينه في إطار توافق معظم التكتلات السياسيةفي اليمن، بما في ذلك حركة أنصار الله، والمؤتمر الوطني، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وبحاح لا يمكنه الانقلاب على هادي في الوقت الحالي فقط، حتى يتمكن من إرسال تطمينات للرياض بأنه سيكون مؤثراً في الجنوب اليمني وأن تكون له قاعدة شعبية تؤيده، خصوصاً عند الحراك الجنوبي، وهو أمر مستبعَد إن لم نقل مستحيل، لأن بحاح لن ينسى ذلك المشهد خلال عودته الأولى إلى عدن حيث خرج الآلاف ضده وضد عودته ووصفته قيادات الحراك مع حكومته بالمحتلين. فلن يكون أمامه إلا أن يؤكد للرياض أن بإمكانه إسكات الأصوات التي وقفت ضده بسبل شتى.

في ظل هذا الانقسام، يتبادر إلى الأذهان سؤال واحد، هو: مَن سيحاور مَن في جنيف، هل حركة القوى اليمنية وعلى رأسها حركة أنصار الله وحزب المؤتمر الوطني ستحاور هادي أم بحاح؟ هل بات الأمر بحاجة إلى جنيف آخر لتوحيد صفوف معسكر هادي ورفاقه؟ ويرى متابعون للشأن اليمني أن ما يجري في البلاد مثل الذي يجري في سورية، وأن على السعودية والإمارات ترميم حلفائهما وإرسالهم إلى جنيف، كما تفعل الرياض الآن بتجميع المعارضة السورية لكي ترسلهم للحوار، وفي كلتا الحالتين ستفشل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى