روميو لحود يخرق جدار الحزن في «بنت الجبل»… وآلين تبدع

ريم شاهين

مشهدية مسرحية رائعة تنقلك من الواقع المرير إلى حلم موسيقيّ جميل بتوقيع الفنان والمؤلف الموسيقي روميو لحود. «بنت الجبل»، مسرحية موسيقية ساحرة انطلقت عام 1977 مع سلوى القطريب وأنطوان كرباج وطاقم فنّي كبير، أعادت تمثيلها ابنة الراحلة سلوى القطريب، آلين لحود تكريماً لها… فأبدعت.

العرض الأول كان مساء الجمعة الماضي، وحافظت المسرحية على روحها، إنما بأسماء شخصيات جديدة. إذ جسّدت آلين دور والدتها، وأتقن الممثل بديع أبو شقرا في نفخ روح جديدة بدور الممثل الكبير أنطوان كرباج، كما تمكّن طاقم العمل الذي ضمّ عدداً من الممثلين نذكر منهم ماغي بدوي، الوحيدة التي تفرّدت بتمثيل المسرحية في نسختيها القديمة والحديثة، إضافة إلى عصاب مرعب وماريلين الحكيم.

تمكّن لحود من خرق جدار الحزن ورسم بسمة على وجوه اللبنانيين، خصوصاً محبّي المسرح منهم، على رغم الظروف القاسية التي تعصف بلبنان والمنطقة. وأطلق بالأمس المسرحية، وسط حضور سياسي وإعلامي وفنّي كبير في مسرح الفنون قرب كازينو لبنان. هذا المسرح الذي أعاد روميو لحود ترميمه لتنطلق من خشبته عروض مسرحية «بنت الجبل»، وليكن في المستقبل خشبة خلاص لمحبّي المسرح.

تهدف المسرحية إلى تصوير الفرق بين بيئة وأخرى بأسلوب بسيط ومضحك، إنما يخفي دلالات واقع أليم لن يتغيّر مع مرور الزمن. فقصة «ليزا» بدور بائعة الزهور وطريقة تحويلها إلى فتاة راقية خلال مدّة قصيرة على يد أستاذ اللغة العربية، حكاية تتجدّد مع الزمن. فاختلاف البيئة والطبقة الاجتماعية ينعكس على الفرد بشكل كبير، ويؤثر على حياته بالكامل، إنما بالارادة والتعاون قد يتّحد الناس وتتلاشى الطبقات تحت سقف الوطن.

«بنت الجبل» تغيّرت كلياً من حيث طاقم العمل، باستثناء الممثلة المحبوبة ماغي بدوي، ومن حيث الديكور واللبس والرقصات، فقد تعاون فريق عمل المسرحية لتحافظ المسرحية على روحها إنما بأسلوب جديد وبصمات جديدة. وكما شاهدنا، لقد تمكّنوا من إثبات أنفسهم على المسرح بصورة جميلة، محافظين على روحية العمل. هذا ما قاله الأستاذ روميو لحود لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» في حديث خاص.

وعن أعماله الجديدة، قال إنه يعمل على فكرة مسرحية جديدة تحت اسم «كاريكاتور»، وهي تتناول الأوضاع العامة، وتنتقد الحاكمين في العالم أجمع بطريقة طريفة ومضحكة، لكنّها تخفي دمعة حزن.

أما الفنانة آلين لحود التي أبدعت في تأدية دورها وفي غناء أغاني والدتها كافة بصوتها العذب، وأثبتت للجميع قدراتها الفنية، فقد أكّدت للوكالة أنها حاولت أن تفصل نفسها عاطفياً عن المسرحية التي عشقتها وحفظتها منذ الصغر. موضحة أنها اليوم تعاملت مع النصّ كممثلة تواجه تحدّياً جديداً في مسيرتها الفنية، فاستطاعت أن تقدّم «بنت الجبل» بحلّة جديدة آلين بطلتها.

وقالت: «أتوق إلى تكريم سلوى القطريب، لكنني أحبّ تكريمها كممثلة وبعيداً عن العواطف، لأن في مجال العمل لا مكان للعواطف».

واعتبر الممثل بديع أبو شقرا أنّ الفنان «معجونة» يتم تشكيلها بحسب الدور. والأهم أن يقدّم الفنان عمله بحِرفية، سواء على خشبة المسرح أو في السينما أو على الشاشة الصغيرة.

وعن «بنت الجبل»، أشار إلى أنه سعيد في تقديم هذا العمل مع نخبة من أروع الممثلين، وبتوقيع الفنان روميو لحود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى