«أصلاتَن»… أشرقت!
أحمد طيّ
نبدأ من العنوان الذي يضمّ مصطلحَيْن ربما يعتبرهما كثيرون غريبَيْن. «أصلاتَن» بفتح التاء ، مفردة من اللهجة المحكية الفلسطينية، وتعني: أصلاً، أساساً، وفي بعض المواضع: حتماً. أما «أشرقت»، فصحيح أنّه تصريف فعل أشرق للماضي المؤنّث، إلّا أنّه اسم لصبيّة من بلادي، أشرقت ساعة ولادتها منذ 16 سنة، وأشرقت في ربوع فلسطيننا الحبيبة وهي تتعلّم الكفاح والنضال، وأشرقت حين استُشهدت أمس على أيدي الصهاينة الأنذال.
أما ما يجمع المصطلحين، فالتأكيد على أنّ «أشرقت طه قطناني» قد أشرقت فعلاً وأصلاً وأساساً وحتماً… و«أصلاتَن».
«أشرقت طه قطناني»، يا أيقونة فلسطين، يا وجه بلادي المشرق دائماً، طوبى لك الشهادة، وطوبى لك المجد، وسلمت يمناكِ التي حملت سكيناً تطعنين به عدوّاً غاصباً، ومستعمراً أحمق لا يفهم إلا لغة الحديد والنار ليرحل عن هذه الأرض التي هي ملكٌ لك ولنا. وسلمت يسراكِ التي حملت يوماً حجراً ترشقين به مغتصباً قذراً دنيئاً لفظته المعمورة كلّها وأتى يحتلّ بلادنا.
«أشرقت طه قطناني»، يا قدّوستنا الفتيّة، يا أخت آية الأخرس وإيمان حجّو وسناء محيدلي ونورما أبي حسان وحميدة الطاهر. يا طهراً يعرّي العربان وتآمرهم على فلسطين. يا شمساً تشرق على فلسطين معلنةً أنّ النصر آتٍ لا محالة.
«أشرقت»، يا مَن عشقتِ النضال وقدّستِ الشهادة. كم سيكون السيد حسن نصر الله جذلاً عندما يعلم أنّك كتبتِ قبل أشهر قليلة، وتحديداً في 18 نيسان، رسالة على صفحتكِ في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، تقولين فيها: «الله يحميك يا سيّد وينصرك ع أعداءك. وربّي يديم هالطلة الحلوة وما يحرمنا منها، بنعششقك أصلاتَن»!
وقالت أيضاً قبل ذلك بعشرة أيام: «هو الذي أرعب كياناً قالوا إنّه لا يُهزَم، ولكنّه هزمه بأصبعين فقط. فقولوا لي يا بشر، كيف لي ألّا أعشق من فيه هذه الصفات؟»
ليس سيّد المقاومة من هو سعيد وفخور بكِ يا «أشرقت»، إنما كلّ مناضلّ حقّ، وكل من آمن بفلسطين ولم يحد عن بوصلة القضية. ولمن دهس جسدك النديّ بسيارته، ولمن أطلق عليك الرصاص انتقاماً نقول كما قال مقاوم وشهيد آخر من بلادي ذات يوم: «اقتلونا، فإنّ شعبنا سيعي أكثر وأكثر».
«أشرقت»… ستظلّ مشرقةً… «أصلاتَن»!