حلفاء أميركا يزيدون من «نشاطهم» في الحرب ضدّ «داعش»!

دخلت أنقرة مؤخراً بقوّة إلى ملفّ الحرب ضدّ التنظيم الإرهابي «داعش»، مستعملةً هذه المرّة ورقة التركمان في سورية. وفي هذا الصدد نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً تطرّقت فيه إلى ازدياد نشاط تركمان سورية في الأحداث الجارية هناك، مشيرة إلى أن واشنطن تختار أنقرة التي تراهن عليهم حليفاً رئيسياً. وتضيف الصحيفة أنّ تركمان سورية بدأوا بدعم من أنقرة وواشنطن حملة ضدّ المتطرّفين الإسلاميين في شمال سورية، وانضموا إلى المنافسة «من أجل حلب»، مع بداية هجوم القوات الحكومية. وتمكّن تركمان سورية بغطاء جوّي من الطائرات التركية والأميركية من الاستيلاء على قريتين سوريتين كانتا تحت سيطرة «داعش»، مع بداية تحرّك القوات الحكومية باتجاه حلب بمساندة الطائرات الحربية الروسية. ويبدو أن هدف تركيا من هذا، ترسيم حدود المنطقة العازلة التي تنوي أنقرة تحويلها إلى معسكرات للنازحين السوريين، وقد تكون الخطوة التالية إعلان منطقة حظر جوّي.

إلى ذلك، قال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية بيار دو فيلير لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية: «لن يتحقّق انتصار عسكريّ ضدّ داعش في المدى القريب». وأكد دو فيلير أنه تحدث مع نظيره الروسي هاتفياً لبحث الوضع في ما يتعلق بسورية، وأضاف أن فرنسا ليس لديها في هذه المرحلة أيّ تنسيق للهجمات أو تحديد لأهداف بالتشاور مع الروس.

أما ألمانيا، فلم تعد تستبعد مشاركة قوّاتها المسلّحة في محاربة تنظيم «داعش» في سورية، حسبما أفادت مجلة «دير شبيغل» التي نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع الألمانية أن سلطات البلاد تنظر في إمكانية مشاركة القوات المسلحة في العمليات الجارية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية. وبحسب المصادر، فإن الحديث لا يدور عن عملية برّية أو جوّية، بل إن شرط ألمانيا الضروري لمشاركة برلين، صدور قرار دولي.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: تركيا تراهن على تركمان سورية

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى ازدياد نشاط تركمان سورية في الأحداث الجارية هناك، مشيرة إلى أن واشنطن تختار أنقرة التي تراهن عليهم حليفاً رئيسياً.

وجاء في المقال: بدأ تركمان سورية بدعم من أنقرة وواشنطن حملة ضدّ المتطرّفين الإسلاميين في شمال سورية، وانضموا إلى المنافسة «من أجل حلب»، مع بداية هجوم القوات الحكومية.

وتمكّن تركمان سورية بغطاء جوّي من الطائرات التركية والأميركية من الاستيلاء على قريتين سوريتين كانتا تحت سيطرة «داعش»، مع بداية تحرّك القوات الحكومية باتجاه حلب بمساندة الطائرات الحربية الروسية. ويبدو أن هدف تركيا من هذا، ترسيم حدود المنطقة العازلة التي تنوي أنقرة تحويلها إلى معسكرات للنازحين السوريين، وقد تكون الخطوة التالية إعلان منطقة حظر جوّي.

تقول نائبة مدير معهد الدراسات الاستراتيجية آنا غلازوفا: «بعد بداية العمليات الجوّية الروسية في سورية، بدأت تركيا تفقد مواقعها فيها. والأهداف والخطط التي وضعتها أنقرة بدأت تنهار، وستقضي روسيا عاجلاً أم آجلاً على الإرهابيين الذين دعمتهم تركيا خلال سنوات طويلة بهدف محاربة الأكراد ونظام الأسد. وإن خلق منطقة عازلة بدعم من البلدان الغربية ليهدف إلى تعزيز نفوذ التحالف، على الأقل في شمال غرب سورية. وهنا نواجه تركيبة سياسية جديدة تهدد بتغيير التوازن السياسي والعسكري وبتقسيم سورية. فقبل أيام أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها لخلق المنطقة العازلة، في حين كانت من قبل ضد هذا الطرح على رغم دعوات أنقرة المتكرّرة. وإذا ما استمرت أنقرة في دعم تركمان سورية، فإنهم على الأقل سيطالبون بتثبيت حقوقهم، وهذا لن يساعد في ضمان وحدة سورية».

يبدو أنّ تركيا مستعدة للتخاصم مع روسيا في سورية، على رغم أن رئيس وزرائها أحمد داود أوغلو كان قد أعلن أن الوجود العسكري الروسي في سورية له ما يبرّره لغاية القضاء على «داعش». وقد جاءت تلك التصريحات متزامنة مع اتهام روسيا بمهاجمة مواقع تركمان سورية، ما حثّ تركيا على توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي واستدعاء السفير الروسي لدى أنقرة لتوضيح المسألة. وهذه المسألة كانت من ضمن المسائل التي ناقشها وزير خارجية تركيا مع نظيره الأميركي خلال اتصال هاتفي بينهما.

هناك محاولات لعزل روسيا ليس فقط على الجبهة السورية، إنما أيضاً في الأمم المتحدة. ففي 21 تشرين الثاني الجاري أقرّ مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرار فرنسي في شأن تكثيف الجهود في مجال محاربة «داعش»، بعد العمليات الإرهابية التي نفّذت في باريس. وتجدر الاشارة إلى أن روسيا كانت قد قدّمت مشروع قرار معدّلاً في هذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي، إلا أنه لم يطرح على بساط النقاش. بعد هذا أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إلى أن روسيا تشاورت مع الوفد الفرنسي في شأن صوغ مشروع القرار، وأضاف: إن محاولات بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي منع مناقشة مشروع القرار الذي قدّمناه إلى المجلس، هو قُصر نظر سياسي. لأنه لا يمكن بيدٍ واحدة محاربة الإرهاب، وباليد الثانية اللعب معهم ومغازلتهم وفق اعتبارات تكتيكية.

أما مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة فأعلن أنه لن ينظر في مشروع القرار الروسي إلا بعدما يصبح خالياً من الإشارة إلى دور للأسد في محاربة الإرهاب.

لقد أصبحت فرنسا، بعد العمليات الإرهابية في باريس، أقرب حليف محتمل لروسيا في الغرب، فأعلنت باريس أنها مستعدة للتحاور في هذا المجال. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لي دريان، إنّ روسيا «توجّه ضربات قاسية» إلى مواقع «داعش»، وإن موقف روسيا تغيّر بعدما «تضرّرت كثيراً» من «داعش». وأضاف: لقد أدركت موسكو أنّ جيش الأسد أصبح ضعيفاً وأن ليس بمقدوره حماية المواقع الروسية، خصوصاً ميناء طرطوس كما في السابق.

من جانب آخر، وجّهت الرياض ضربة دبلوماسية في الأمم المتحدة، إذ أقرت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروع قرار سعودي لا يشير مباشرة إلى روسيا وإيران، ولكنه يشجب التدخل في سورية من قبل «كافة المسلحين الأجانب والقوات الأجنبية الذين يقاتلون إلى جانب النظام السوري»، وبالذات حرس الثورة الإسلامية وحزب الله، ويدعو إلى وقف الغارات الجوّية.

على روسيا، وفق وجهة نظر الولايات المتحدة وتركيا، التركيز على محاربة «داعش» لأن الهجمات الجوّية الروسية ضدّ «المعارضة» ساعدت في تقوية الإرهابيين، إذ قال أوباما في كوالا لامبور إن على موسكو التركيز على الذين قتلوا مواطنين روس، ويقصد كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء.

لقد كان من الممكن تنظيم لقاء بين أوباما ومدفيديف، ولكن انشغال الأخير في اجتماع مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي قال إن على موسكو أن تلعب دوراً مهماً في محاربة الإرهاب، لم يسمح بذلك.

«لو جورنال دو ديمانش»: الجيش الفرنسي يستبعد تحقيق انتصار عسكريّ قريب على «داعش»

قال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية بيار دو فيلير لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، في مقابلة نشرت الأحد الماضي: «لن يتحقّق انتصار عسكريّ ضدّ داعش في المدى القريب».

وأكد دو فيلير أنه تحدث مع نظيره الروسي هاتفياً لبحث الوضع في ما يتعلق بسورية، وأضاف أن فرنسا ليس لديها في هذه المرحلة أي تنسيق للهجمات أو تحديد لأهداف بالتشاور مع الروس، «حتى إذا كان لدينا العدو نفسه وهو داعش». مضيفاً: «في الجيش، نعتاد على المدى الطويل، ولكن الناس يريدون نتائج سريعة. نحن في سورية والعراق في قلب هذه المفارقة. الجميع يعرفون أن هذا الصراع سيحلّ في النهاية من خلال القنوات الدبلوماسية والسياسية». وقال دو فيلير إن نحو 60 قنبلة ألقيت في غضون ثلاثة أيام مع استهداف معسكرات تدريب أو مراكز قيادة الأسبوع الماضي، مضيفاً: «أعتقد بصدق أننا ألحقنا بهم ضرراً بالغاً». مشيراً إلى أن بلاده تنشر حالياً نحو 34 ألف جندي في فرنسا وخارجها.

وكانت فرنسا قد أعلنت في 18 تشرين الثاني انطلاق مجموعة سفن حربية في مقدّمها «شارل ديغول» قاصدة الساحل السوري في إطار مكافحة الإرهاب.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعد إعلان فرنسا حملتها ضدّ «داعش»، أمر القادة العسكريين الروس المعنيين بالتعامل مع الفرنسيين كحلفاء لدى وصول سفنهم إلى منطقة نشاط السفن الحربية الروسية شرق المتوسط.

وجاءت خطوة فرنسا هذه في أعقاب الهجمات الإرهابية في 13 تشرين الثاني على باريس، وشنّت طائراتها الحربية أعنف غاراتها في سورية حتى الآن لضرب معاقل تنظيم «داعش» في الرقة، كما كثّفت روسيا الاتحادية غارات طائراتها بما فيها الاستراتيجية على معاقل «داعش» في الرقة وغيرها بعد الكشف عن أن تحطّم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء جاء بفعل عمل إرهابي تبنّاه التنظيم.

«دير شبيغل»: ألمانيا قد تشارك بقوات لمحاربة «داعش» في سورية

لم تعد ألمانيا تستبعد مشاركة قواتها المسلحة في محاربة تنظيم «داعش» في سورية، حسبما أفادت مجلة «دير شبيغل» التي نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع الألمانية أن سلطات البلاد تنظر في إمكانية مشاركة القوات المسلحة في العمليات الجارية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.

وبحسب المصادر، فإن الحديث لا يدور عن عملية برّية أو جوّية، بل إن شرط ألمانيا الضروري لمشاركة برلين، صدور قرار دولي.

ولفتت «دير شبيغل» إلى أنها المرة الأولى في تاريخ ألمانيا الفيدرالية التي لا تستبعد فيها إرسال قواتها إلى إحدى دول الشرق الأوسط ألا وهي سورية. وذكرت المجلة أن الحكومة تنطلق من أن الدور الألماني في الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة «داعش» قد يتلخص حال تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً ذا شأن في تدريب فصائل «المعارضة السورية» أو الدعم اللوجستي للفرنسيين في عملياتهم.

وأعاد المجلس إلى الأذهان أن برلين كانت في الماضي قد رفضت قطعياً أيّ إمكانية لمشاركة قواتها في عملية ضدّ «داعش»، لكن هجمات باريس حملتها على تخفيف موقفها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى